عرضت مجموعة من الجمعيات الناشطة في مجال التكفل بالأطفال المصابين بالتوحد، المشاركة مؤخرا في اليوم التحسيسي لمرضى التوحد، أهم الانشغالات التي يعانون منها، والتي تمثل عقبة أمام الأطفال المتوحدين وتصعب من اندماجهم في المجتمع. "المساء" احتكت بعدد من هذه الجمعيات ورصدت أهم الانشغالات التي يأملون أن تجد الحل في برنامج اللجنة الوزارية المشتركة، التي عملت منذ سنة على دراسة اضطرابات التوحد في الجزائر. البداية كانت مع نائب رئيس جمعية "الرجاء" بالجلفة، بن سالم بن ربيعة، الذي أكد أن الدافع إلى إنشاء الجمعية هو الوقوف على الحالة المزرية للأطفال المتوحدين في ولاية الجلفة، حيث أفاد أنه على الرغم من وجود جمعيات تعنى بهذه الفئة، إلا أنها لم تقدم لها أي نوع من التكفل أو المرافقة، من أجل هذا اتفق رفقة بعض الأولياء الذين يعاني أبناؤهم من التوحد على إنشاء جمعية والسعي قدما لطرح الانشغالات التي تعيق اندماج أبنائهم بالمجتمع، ولعل أهمها التأكيد على ضرورة الاهتمام بتكوين المؤطرين المختصين لمرافقة الأطفال المتوحدين، وكذا المطالبة بتدعيم المراكز المتكفلة بمرافقة ومتابعة أطفال التوحد على مستوى الولاية بالمختصين الأرطفونيين والنفسانيين، إلى جانب توفير اللوازم الخاصة لتمكين هذه الفئة من التمدرس، مشيرا إلى أن الجمعية ورغم أنها فتية، حيث أنشئت منذ ثلاثة أشهر، غير أنها تمكنت من إحصاء 400 حالة توحد على متسوى الولاية فقط، والعدد مرشح للارتفاع. من جهتها الدكتورة حمو، مختصة في الطب المدرسي ورئيسة جمعية المعاقيين وأصدقاء المعاقيين، أكدت أن الانشغال المطروح فيما يخص الأطفال المتوحدين ينحصر في التشخيص، وتشرح: "كلما كان التشخيص لحالة التوحد متأخر كلما كان التكفل بالحالة صعب، ولا يأتي بنتائج إيجابية في الميدان، لهذا لابد من التأكيد على تكوين الأطباء حتى يسهل عليهم التعرف على حالات التوحد متى وجدت. من جهة أخرى، تدعو الدكتورة إلى ضرورة تنسيق الجهود بين الجمعيات الفاعلة ووزارة الصحة لتسطير برامج تخدم الأطفال المتوحدين، على اعتبار أن الجمعيات تعمل بصورة مباشرة مع الأطفال وذويهم، بالتالي هي أدرى باحتياجات هذه الفئة وتعد من أهم انشغالاتها. السيدة ليلى واعلي، رئيسة الجمعية الوطنية للتوحد وعضو باللجنة الوزارية المشتركة، تقول إنه على الرغم من تفاؤلها بالعمل الذي قامت به اللجنة التي تعتبر شريكا فيه في غضون سنة، حيث تم الوقوف على حالات التوحد في مختلف ربوع الوطن، إلا أن المطلوب عدم الوقوف عند المخطط وإنما السعي إلى التجسيد الميداني، لأن الهدف المنشود هو الوصول إلى التكفل بكل انشغالات المتوحدين وتمكينهم من الاندماج بالمجتمع، مشيرة إلى أن أهم انشغال تعتقد أنه يشكل بالنسبة لها أولوية، هو المتوحد البالغ لأن الاهتمام بالمتوحد يتوقف بمجرد خروجه من مرحلة الطفولة، لذا آن الأوان لوضع برنامج خاص بالمتوحدين ما بعد المراهقة، وهو العمل الذي انطلقت الجمعية في الاهتمام به مؤخرا. 5