أطلقت الجمعية الوطنية للوقاية ومحاربة السيدا «تضامن آيدز» حملة وطنية لمحاربة المخدرات، تحت إشراف وزارة الشباب والرياضة، بالتنسيق مع عدد من الشركاء كالأمن وبعض الحركات الجمعوية. تأتي هذه الحملة في طبعتها الثانية بعد النجاح الذي حققته الحملة التي أطلقت سنة 2016، وينتظر أن تشمل الحملة عددا من الولايات وتستهدف حث متعاطي المخدرات على تغيير سلوكهم عن طريق طلب العون من الجمعيات الناشطة في مجال محاربة داء العصر. اختار رئيس جمعية «تضامن آيدز» السيد بوفنيسة، التحسيس بآفة المخدرات، على الرغم من أن جمعيته تعنى بوباء العصر «الآيدز»، بالنظر يقول المتحدث إلى الارتفاع المحسوس في عدد متعاطي المخدرات عن طريق الحقن، وبحكم أن الجمعية تدخل في اللجنة الوطنية لمكافحة السيدا، وأن وزارة الصحة أدمجت هذه الفئة، أي المدمنين على المخدرات، عن طريق الحقن في الفئة الأكثر استهدافا، كان لزاما على الجمعية البحث عنهم لتوعيتهم وتحسيسهم بخطورة الأمراض المعدية التي يمكن أن تصيبهم، وفي مقدمتها «الآيدز». مشيرا إلى أن الجمعية تسعى من خلال حملتها إلى حماية الفئة التي اختارت طريق المخدرات من السقوط في فخ الإدمان عن طريق الحقن، بالنظر إلى النتائج الصحية الوخيمة، وهي الوقوع ضحية الأمراض المعدية المتنقلة عن طريق الدم، ومنها التهاب الكبد الفيروسي من نوع «س»، وكذا السيدا الذي تشير الأرقام إلى ارتفاعه في المجتمع الجزائري بالآونة الأخيرة، نتيجة تفشي الإدمان على المخدرات. وفي رده عن سؤالنا حول عدد المدمنين على المخدرات من الذين أصيبوا بداء العصر؛ السيدا، أفاد رئيس الجمعية أنه بالرجوع إلى الإستراتجية الوطنية، تم تصنيفهم في خانة الفئات الأكثر عرضة للإصابة بالداء، موضحا «أن النسب بلغة الأرقام تبقى متباينة لأن المتعاطي لا يبلغ عن نفسه، وإنما يتم التعرف عليه عندما يقصد المستشفى للقيام بتحاليل الدم للتأكد من عدم إصابته بداء الآيدز أو التهاب الكبد الفيروسي، وبعيدا عن هذه الطريقة من الصعب الكشف عن هذه الفئات من المدمنين، وهو العمل الذي نحاول القيام به يقول من خلال الحملة التي تم إطلاقها، بالتقرب منهم قبل أن يصلوا إلى مرحلة الالتحاق بالمستشفى لبحث الأمر، وحمايتهم من احتمال الانتقال من مجرد متعاطي مخدرات إلى مدمن عن طريق الحقن. ويردف: «بالعودة إلى لغة الأرقام، فإن النسبة المئوية يمكن أن يتم تصنيفها بين 3 إلى 7 بالمائة من الذين ينتقل إليهم «الآيدز» عن طريق الحقن، مشيرا إلى أن الواقع يشير إلى أن في السنوات القادمة سيتم تسجيل عدد كبير من حالات الآيدز، بالنظر إلى تعاطي المخدرات المتفشي بشكل ملفت للانتباه في المجتمع، وبين فئات الشباب، لأن التعاطي لم يعد منحصرا في مجرد الاستهلاك وإنما امتد إلى الإدمان الذي يقود مباشرة إلى استعمال الحقن للشعور بالنشوة. يجري التمييز حسب رئيس الجمعية فيما يتعلق بتعاطي المخدرات بين نوعيين من الفئات؛ الفئة المدخنة التي تعتبر حديثة العهد في استهلاك المخدرات، حيث يقتصر التعاطي على سجائر «الحشيش» أو استهلاك العقاقير، وعادة ما يتمثلون في المتمدرسين والمراهقين والفئة المدمنة التي تستهل المخدرات عن طريق الحقن وتستعمل الهيروين والكوكايين، وبعض الأدوية التي تستعمل لتخفيف الألم عند المصابين بالسرطان، حيث يتم استعمالها كمخدر عن طريق الحقن، مشيرا إلى أن العدوى وانتقال فيروس السيدا، يحدث نتيجة تبادل الحقنة الواحدة بين الشباب المدمن، لأن هذه الأخيرة غالية الثمن، بالتالي يحدث تشارك في الحقنة، ويتم أيضا تقاسم هذا المرض المعدي في غياب الوعي. عدد المصابين بفيروس «الآيدز» في ارتفاع مستمر، و7 بالمائة متعاطين عن طريق الحقن، يقول رئيس الجمعية، ويؤكد «الفئة الأكثر إدمانا على المخدرات هم من الذكور، لكن هذا لا يعني أن الإناث غير معنيين، لأن هذه الفئة أيضا أصبحت في السنوات الأخيرة تقبل على استهلاك المخدرات وتبحث هي الأخرى عن النشوة، والأكيد أنها ستلجأ إلى التعاطي عن طريق المخدرات، مما يجعلها معرضة للإصابة بعدوى «الآيدز». وحول درجة الوعي حول مختلف الطرق الأخرى التي ينتقل بها فيروس السيدا، كالحقن مثلا، أكد رئيس الجمعية بأن العمل الميداني مع مختلف شرائح المجتمع، خاصة خارج العاصمة، على غرار خميس مليانة التي تعتبر المحطة الأولى للحملة، أن نسبة الوعي حول طرق انتقال فيروس السيدا لا تزال ضعيفة، بدليل أن عدد المصابين ب»الآيدز» عن طريق الحقن في ارتفاع مستمر. مشيرا إلى أن هدف الجمعية الأسمي هو السعي إلى تغيير سلوك المدمن وتشجيعه على الاتصال بالجمعيات لطلب المساعدة بغية الخروج من دوامة المخدرات وعدم الدخول في متاهة الإصابة بفيروس السيدا.