أكد رئيس الهيئة العليا المستقلة لمراقبة الانتخابات، عبد الوهاب دربال أمس، بالمدية أن العملية الانتخابية تسير لحد الآن في ظل الاحترام التام للقانون والتشريع المعمول بهما، مشيرا إلى أن الهيئة لم تسجل أي تجاوزات لحد الآن، حيث تجري الحملة الانتخابية في ظروف جيدة، على حد تعبيره. وأوضح دربال على هامش زيارة قام بها إلى المدية للوقوف على ظروف التنظيم للتشريعيات المقبلة، أن «احترام القانون والتشريع هو المؤشر المهم والوحيد الذي يميز انتخابات ماي المقبل لحد الآن»، مشددا على أن هيئته تسهر على تطبيق الاحترام الصارم للقانون مع تعاملها مع جميع الأطراف على قدم المساواة. وإذ أكد بأن الأخطاء الملاحظة في الميدان تم تسجيلها والتكفل بها لضمان السير الحسن للحملة الانتخابية ولعملية التصويت، أشار دربال إلى بعض «الهفوات» التي تم تسجيلها خلال هذه العملية، خصوصا في مجال جمع التوقيعات وتحديد استمارات الترشح، موضحا بأن الهيئة تنوي تصحيح هذه الاختلالات خلال المواعيد الانتخابية المقبلة. وذكر في هذا الصدد بأنه من التصحيحات التي سيتم القيام بها للتفريق بين استمارة الترشح الخاصة بالقائمة الحرة وتلك التي تخص الحزب السياسي، بالإضافة إلى ضمان تجنب احتمال بيع الاستمارات أو التوقيعات مستقبلا لفائدة مترشح أو تشكيلة سياسية. وانتقد رئيس الهيئة العليا المستقلة لمراقبة الانتخابات «ضعف» استغلال الأحزاب السياسية والمترشحين الأحرار للمواقع المخصصة لتنشيط الحملة الانتخابية والفضاءات الإذاعية، حيث كشف في هذا الإطار بأن «43% فقط من فضاءات التنشيط الإذاعي استعملت لحد الآن من طرف المترشحين»، مضيفا بأن نفس الظاهرة لوحظت من طرف الهيئة بخصوص استغلال المواقع المخصصة لتنشيط التجمعات وذلك رغم الوسائل التي وفرتها الجماعات المحلية. وذكر على سبيل المثال ولايتي بجاية وسطيف، حيث بلغت بهما نسبة شغل المواقع المخصصة للحملة الانتخابية على التوالي 20 و40 %. من جانب آخر، ألح دربال على ضرورة حيازة كل ناخب يوم الاقتراع على بطاقته الانتخابية وطباعتها في عين المكان، إن لزم الأمر لتجنب استخدامه لوثائق الهوية لأداء واجبه الانتخابي. تسجيل 372 إخطارا إلى غاية اليوم أحصت الهيئة العليا المستقلة لمراقبة الانتخابات، منذ بداية استدعاء الهيئة الناخبة إلى غاية اليوم 372 إخطارا، حسبما أعلن عنه دربال، في محطته الثانية من زيارته الميدانية التي شملت ولاية البليدة، معتبرا هذا العدد «قليل» مقارنة بالعدد الكبير للمترشحين الذين يخوضون غمار الانتخابات التشريعية. كما أشار إلى أن مختلف الدوائر الانتخابية تقوم بمعالجة الإخطار بتبليغ الجهات المعنية بغية حل الإشكال. وتأسف من جانب آخر لتصرفات بعض مناضلي التشكيلات السياسية الذين لا يحترمون الأماكن المحددة لهم لوضع ملصقاتهم الإشهارية، ويقومون بالاعتداء على المساحات المخصصة لغيرهم من الأحزاب الأخرى، مشيرا إلى أن مثل هذه التصرفات «غير مسؤولة» وتضر بسمعة الأحزاب الممثلين لها. بالمناسبة دعا دربال، قيادات الأحزاب إلى ضرورة وقف مثل هذه التصرفات التي يقوم بها مناضلوها المحليون، مشددا على أن القانون سيطبّق على الجميع «ولا أحد فوق القانون مهما كان اسمه أو انتماءه السياسي.»