يعاني سكان منطقة سوكياس التابعة إداريا إلى إقليم بلدية بئر العاتر، جنوب عاصمة الولاية تبسة، من مشاكل عديدة أثقلت كاهلهم وجعلتهم يكابدون مصاعب الحياة، أهمها انعدام المياه تماما بمنطقتهم، بعد أن كانوا يتزودون بالمياه بطريقة عادية من الآبار والحنفيات مثل باقي المناطق الريفية، لكن فجأة، تلوثت المياه بمنطقتهم، بمخلفات ما يطلقه منجم الفوسفاط (جبل العنق) الذي يكرر ويغسل الفوسفاط الموجه للبيع والتصدير. ومن أجل رفع انشغالاتهم، قرروا، أمس، تنظيم وقفة احتجاجية على مدار ثلاثة أيام على جانب الطريق الوطني رقم 16 الرابط بين تبسة وبئر العاتر. وحسب السكان، فإن تسرب مخلفات المنجم لوّّث المياه الجوفية وأصبحت غير صالحة للشرب، فيما منعتهم الجهات المختصة من استعمال مياه آبارهم حفاظا على صحتهم، وقد ظلوا لوقت طويل يعانون من هذه الوضعية ويرسلون الشكاوى إلى جميع الجهات ويتصلون بالمسؤولين المحليين لكن دون جدوى، حيث يتم تدعيمهم من قبل مصالح بلدية بئر العاتر بخزانين للمياه أسبوعيا أي بمعدل 240 لترا للعائلة كل أسبوع، لكنها غير كافية حسبهم ولا تفي بالغرض، في وقت هم بحاجة لماء الشرب ولمستلزماتهم ولحيواناتهم خاصة مع بداية فصل الصيف واقتراب شهر رمضان الكريم، وهي الوضعية الصعبة التي قالوا إنها تتكرر يوميا، مما جعلهم يكابدون معاناة صعبة. وحسبما صرح به سكان المنطقة، فإن الكهرباء أيضا تعد من المشاكل التي يعانيها سكان سوكياس، خاصة وأن 22 عائلة المستفيدة من البناء الريفي ظلت تطالب بالكهرباء منذ سنة 2010 إلى غاية الآن، بدون جدوى، وهي الآن تعيش في الظلام، تضاف إليها مشكلة أخرى ألا وهي المصحات المنعدمة بالبلدية، فهناك قاعة علاج بسيطة يعمل بها ممرض يقطن ببلدية بئر العاتر يعمل مرات ومرات لا يجد وسيلة نقل للمجيء لمزاولة عمله وهنا تكون الكارثة، حيث يعمل دوامه من الثامنة صباحا إلى الرابعة مساء (حسبهم) ثم يغادر، ويبقى المريض ليلا أو مساء يعاني بعد مغادرة الممرض بسبب انتهاء وقت عمله، فالسكان يطالبون بممرض يعمل بصفة مستمرة وقاعة علاج تكون مفتوحة يوميا وفي أي وقت لأن المنطقة شبه صحراوية تعرف انتشارا كبيرا للعقارب والحشرات وبالتالي كثرة الإصابات ووجوب تواجد العلاج الفوري أمر ضروري، علما أن وجود الطبيب بهذه القاعة منعدم تماما. المياء، الصحة والكهرباء ضروريات يفتقدها سكان منطقة سوكياس الذين أكدوا اتصالهم بكافة الجهات المعنية وإرسال شكاوى لكل المعنيين لإيجاد حلول عاجلة لمشاكلهم إنطلاقا من مصالح البلدية إلى الدائرة وصولا إلى والي ولاية تبسة لكن دون جدوى، لذلك فقد لجأوا إلى الاعتصام السلمي لمدة 3 أيام حيث نصبوا، مساء أمس، خيمة وتجمعوا على حافتي الطريق الوطني رقم 16 على بعد 40 كيلومتر من بلدية بئر العاتر و130 كيلومتر من مدينة تبسة، رافعين لافتات تحمل عبارات تعبر عن استيائهم وغضبهم كتب عليها «نريد حقنا في الحياة الكريمة» – «نريد أبسط حقوقنا كجزائريين» – «الماء والصحة والكهرباء» .... وغيرها من المطالب التي يرون أنها من حقوقهم كمواطنين جزائريين ينتمون إلى الدولة الجزائرية، معبرين عن تساؤلهم بالقول: «كيف تشجعون الأهالي على البقاء في الريف وتدعمون الفلاح للبقاء في أرضه وتتركونه يعاني مرارة العيش؟». سكان المنطقة أكدوا ل»المساء» وهم في حالة من استياء بأنهم سئموا هذه الوضعية وقرروا الاعتصام بغية إيصال صوتهم، مؤكدين تصعيد الوضع في حال قوبلت مطالبهم التي وصفوها بالبسيطة والمشروعة بالحقرة وعدم المبالاة، موجهين نداءا لوالي الولاية كسلطة أولى محليا بالتحرك وإيفاد لجنة من المجلس الشعبي الولائي للإطلاع على حالتهم الصعبة وإيجاد حلول عاجلة لمشاكلهم التي جعلت حياتهم في حلقة من الصعوبات وحوّلتها إلى معاناة حقيقية يصعب التعايش معها.