يخشى العديد من الفلاحين هذه السنة من تكرار سيناريو السنة الماضية بعد أن عاد مرض الميلدو ليظهر من جديد في حقول الخضر والفواكه وعلى الخصوص منها حقول البطاطا والطماطم التي بدأت تسجل بها أولى الخسائر. وقد وجه الفلاحون المعنيون عبر مختلف ولايات الوطن كعين الدفلى وسيدي بلعباس وغيرهما نداء إلى الجهات الفلاحية المعنية قصد التكفل فورا بانشغالاتهم وتفادي انتشار المرض بشكل اكبر. وقد أدت التغيرات الجوية الأخيرة ومع ارتفاع درجة الحرارة وما رافقها من رطوبة إلى نمو فطريات "الميلدو" التي كانت قد أتلفت في السنة الماضية منتوج العديد من مساحات الخضر والفواكه و على الخصوص الطماطم والبطاطا الأمر الذي أدى إلى ارتفاع مذهل في الأسعار بعد أن تقلص الإنتاج وبالتالي قل العرض أمام ازدياد الطلب. واستغرب الفلاحون الذين وجدوا أنفسهم عاجزين أمام ما يحدث لمحاصيلهم صمت الجهات المعنية وعلى رأسها المصالح الفلاحية على مستوى الولايات التي ظهرت بها بشكل كبير الفطريات المتسببة لمرض الميلدو خاصة وأن إمكانية القضاء على هذا المرض وهو في مرحلته الأولى أمر مؤكد، فهذه الفطريات تبدأ في إتلاف الأوراق ثم ساق النبتة قبل أن تصل إلى الثمرة حسب احد الفلاحين الذي أكد أن الخطر يكمن في عدم استعمال العديد من الفلاحين أسمدة الوقاية من هذا المرض. كما تفاجأ من جهة أخرى العديد من الفلاحين بظهور الفطريات رغم استعمالهم لهذه الأسمدة الأمر الذي أدخلهم في حالة قلق وحيرة كبيرين. ويرجع مصدر عليم بقطاع الفلاحة في تصريح ل"المساء" السبب الرئيسي لعجز الفلاحين على محاربة داء "الميلدو" الذي كبّدهم في الموسم الماضي خسائر كبيرة إلى تجميد عملية توزيع الأسمدة، الأمر الذي ادخل الفلاحين في حيرة من أمرهم.وحسب نفس المصدر فإن اكبر المتضررين من هذه الوضعية هم الفلاحون الذين لم يؤمنوا محاصيلهم من كل الأخطار إضافة إلى السوق التي تبقى مهددة بتسجيل ندرة أخرى من مادتي البطاطا والطماطم كما حدث الموسم الفارط، حيث سجل انخفاض كبير في الإنتاج بعد أن أتلفت آلاف الأطنان من البطاطا مما نتج عنه ارتفاع الأسعار أمام ارتفاع الطلب. هذه الوضعية التي اضطرت الدولة إلى استيراد كمية هائلة من البطاطا لتغطية العجز على مستوى السوق وكسر الأسعار التي بلغت حدود غير معقولة. ويرى احد الفلاحين الذي استفسرناه في الموضوع أن الإجراءات التي اتخذتها الحكومة في الآونة الأخيرة للقضاء على مشكل ندرة مادة البطاطا وتنظيم السوق وبالتالي ضبط الأسعار لا يمكن أن تحقق الأهداف المرجوة منها دون مرافقتها بإجراءات أخرى تضمن حماية المنتوج من مختلف المخاطر وعلى رأسها خطر مرض الميلدو الذي يعرف بعواقبه الوخيمة.