أدانت الجزائر، بأشد عبارات التنديد، الهجومين الإرهابيين اللذين استهدفا، صبيحة أمس، مقر البرلمان الإيراني ومرقد الإمام الخميني بطهران ووصفتهما ب«الأعمال الإجرامية». وأكد عبد العزيز بن علي الشريف الناطق الرسمي باسم وزارة الشؤون الخارجية في بيان أصدره أمس «أن استهداف أرواح بشرية في هذا الشهر الفضيل يؤكد مجددا على تجرد مرتكبي هذه الجرائم المقيتة من كل وازع ديني أو أخلاقي وإنساني. مؤكدا أن ذلك لن يثبط من عزيمة المجتمع الدولي للعمل والتنسيق المشترك من أجل تفويت الفرصة على هؤلاء الإرهابيين والتصدي لمخططاتهم الهدامة». وعبر الناطق باسم الخارجية عن تعازي الجزائر الخالصة لأسر الضحايا وتضامنها مع حكومة إيران وشعبها». كما جدد إدانتها للإرهاب بكافة صوره ومهما كانت دوافعه أو تبريراته لما يشكله من تهديد على انسجام المجتمعات وعلى أمن الشعوب والدول واستقرارها». وقد خلف الهجومان الانتحاريان التي استهدفت في حصيلة مفتوحة 12 قتيلا وقرابة أربعين مصابا. وسارع تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي (داعش) إلى إعلان مسؤوليته على الهجمات التي نفذها من أسماهم ب«الشهداء» فجروا أحزمة ناسفة في داخل مرقد الإمام الخميني تزامنا مع هجمات نفذت داخل مقر مجلس الشورى. وتعد هذه المرة الأولى التي يعلن فيها هذا التنظيم مسؤوليته على تنفيذ عمليات مسلحة في داخل العمق الإيراني التي أكد أنه سيعمل على إعادتها إلى الإسلام السني. وتمكنت الأجهزة الأمنية الإيرانية من تحييد المهاجمين السبعة الذين فجروا أنفسهم أو الذين تمكنت قوات الأمن من القضاء عليهم في نفس الوقت الذي أكدت فيه وزارة الاستعلامات الإيرانية أن عناصرها تمكنوا من تحييد عناصر مجموعة ثالثة قبل إقدامهم على تنفيذ هجوم آخر. وذكرت مصادر أمنية إيرانية أن أربعة مسلحين تمكنوا من اقتحام مقر البرلمان عندما كان رئيس البرلمان علي لاريجاني يعقد جلسة برلمانية عادية قبل أن يفتحوا نيران أسلحتهم قبل أن يقدم أحدهم على تفجير حزام ناسف كان يحمله بينما تمكن أعوان الأمن من القضاء على الثلاثة الآخرين. وعرفت العاصمة الإيرانية حالة استنفار قصوى تم خلالها القيام بإنزال أمني غير مسبوق لمنع وقوع أية عمليات مماثلة. وعقد مجلس الأمن الوطني الإيراني وهو أعلى هيئة أمنية في إيران اجتماع طارئا لبحث الموقف الأمني في العاصمة طهران وتداعيات هاتين العمليتين على المنظومة الأمنية الإيرانية وخاصة وأنهما ضربتا موقعين لهما دلالات قوية في هذا البلد بحجم مقر البرلمان ومرقد الإمام الخميني مؤسس الدولة الإسلامية الإيرانية.