تشهد العاصمة حركة دؤوبة خلال سهرات الشهر الفضيل، وقد بلغت الذروة مع العشر الأواخر منه، إذ خرجت العائلات بقوة لاقتناء ملابس ومستلزمات حلوى العيد التي تكتمل بها الفرحة، حيث تفتح المحلات العاصمية أبوابها عقب الفطور مباشرة لتستقبل زوارها لساعات متأخرة من الليل، في أجواء من البهجة التي تصنعها حركة الصغار الذين يتحرقون شوقا لأخد ملابسهم في أيديهم بعد رحلة البحث والشراء التي يقودها الآباء، كما عرفت الأسواق الشعبية إقبالا كبيرا للعائلات التي وجدت ضالتها، خاصة أن الأسعار جد معقولة وفي المتناول بكل من سوق خليفة بوخالفة وساحة الشهداء. ملابس العيد ومستلزمات الحلوى تصنع الحدث إذا كانت بعض العائلات قد خرجت ليلا لاستنشاق الهواء العليل في مختلف أماكن التنزه، على غرار ساحة باب الوادي ومنتزه الصابلات الذي بات يضم الآلاف يوميا مع تناول الشاي والمرطبات هنا وهناك، فإن البعض الآخر وجد ملاذه في وسائل النقل التي تعمل حتى الواحدة صباحا ساعدت على الحركة الواسعة في مختلف الاتجاهات، خاصة العاصمة التي يتربع بها الميترو الذي يتنقل عبره مئات المواطنين في دقائق معدودة، خاصة منهم قاصدي المحلات التي تزينت بدورها لعرض أجود ما لديها من ملابس خاصة بالأطفال والمراهقين وكذا الكبار، وهذا ما وقفنا عليه بكل من شارع ديدوش مراد، خليفة بوخالفة والعربي بن مهيدي، وهي الأماكن التي تشهد حركة كبيرة لساعات متأخرة، حيث عرض أصحاب المحلات على الواجهات أطقما وموديلات مختلفة من ملابس الكبار والصغار، وقد تميزت ملابس الفتيات والصبيان بالجاذبية وغلاء السعر، واختلفت أسعارها بين 3500 و8000 دج للطقم الواحد، أغلبها تركية، الأمر الذي جعل الآباء في مراطون متواصل لتحصيل الأجود والأقل سعرا، حيث اضطر البعض إلى الخروج عدة مرات خلال السهرات للبحث في محلات وأسواق مختلفة عما يتوافق مع الميزانية، الأذواق والمطالب، حسبما أشار إليه بعض محدثينا من الآباء الذين وصفوا الأسعار بالنارية وغير المعقولة، في حين أسر البعض الندامة لكونه لم يقتن الملابس خلال شعر شعبان أو قبله، حيث كانت الأسعار في المتناول حينها. وجدت السيدات في المعروضات المختلفة ما يخدم أذواقهن ويرضيهن، إلا أن غلاء الأسعار القاسم المشترك الذي أرهق الكثيرين، فمنهم من رضخ للسعر واشترى كما سطر صاحب المحل، وهناك من طلبن التخفيض بحرص شديد، في حين اختارت أخريات تغيير الوجهة لاقتناء أقلها سعرا ويتماشى مع الذوق، فقد قدر سعر الجبات والقفاطن المطرزة والجميلة بين 18000 دج و30000 دج، كما تراوحت أسعار الفساتين الموردة والتي تعتبر موضة صيف 2017 بين 6500 دج و9000 دج، حسب نوعية القماش والرسم الذي عليه، علما أن أغلبها تركية، كما اختلفت أسعار القطع الفوقية كالجيلي والسترة بين 2400 دج و7000 دج، علما أن الموديل الرائد لهذه السنة هو تصميم الأميرة الذي يظهر تفاصيل الجسم الممشوق. الأسواق الشعبية تحقق المعادلة الصعبة الأسواق الشعبية شهدت إقبالا كبيرا للمواطنين، خاصة السيدات اللائي غزونها في رحلة بحث عن ملابس العيد لهن ولأفراد أسرهن، وكذا زينة البيت من «الشورات» لاستقبال الضيوف يوم العيد، دون إغفال مستلزمات حلويات العيد من لوز مسلوق ومبشور وفستق وحلوى جافة وأنواع مختلفة من المربى لإرضاء الأذواق، إلى جانب رواج تجارة بيع قوالب الحلوى والطوابع المستعملة لعرضها في أجمل صورة، خاصة أنها ستقدم للضيوف ويتم تبادلها مع الأهل والجيران، حيث عرض الباعة الفوضويون بساحة الشهداء أنواعا مختلفة من فرش الصالة والستائر البيضاء واللبنية، والتفت السيدات حولها لاقتناء ما يناسب بيوتهن، خاصة أن المعروضات زاهية الألوان وبأسعار جد معقولة تتماشى مع ذوي الدخل الضعيف، إذ عرضت «الشورة الجاهزة ب2000 دج، وهو السعر الذي وصفته ربات البيوت بالجد معقول، حيث قالت السيدة آمال أم لطفلين من العاصمة، بأنها اختارت شراء فرش الزينة من ساحة الشهداء، لأن سعره جد معقول، ويمكن ضمان تغطية كنبتين بأقل سعر مقارنة بتلك الجاهزة التي تباع في المحلات، والتي يصل سعرها إلى 8000 دج وأكثر. وبساحة الشهداء، عرض الباعة جبات مختلفة الأشكال والألوان، على غرار الأحمر، الأزرق، البنفسجسي والأخضر، منها ما صمم على شكل قفطان وأخرى بسيطة في شكلها يمكن استعمالها طيلة أيام الأسبوع، وقد زينت خيوطها الذهبية والفضية المكان، كما أغرت النساء اللائي لم يقاومن جمالها ولطف أسعارها إذ انطلقت من 1000 دج، ووجد أرباب الأسر ملاذهم خاصة في الأحذية التي قدر سعرها ب600 دج، والخاصة بالأطفال.