تحول الحي الجديد المعروف بحي العقيد لطفي، الذي تتقاسم إدارته الإقليمية كل من بلديتي وهران وبئر الجير بلا منازع، إلى أهم موقع يقصده سكان وهران لقضاء سهرات رمضان وسط جو من الحركة غير العادية الممزوجة بالنشاط التجاري لمئات المحلات مختلفة النشاطات وحركة السيارات، مما يجعل زائر الحي يعتقد بأنه في أحد شوارع مدينة أوروبية لا تنام. حي العقيد لطفي الذي عرف تطورا كبيرا خلال السبع سنوات الأخيرة، تحول اليوم إلى مقصد كل العائلات الوهرانية التي تقصده من كل الأحياء والبلديات، خاصة أن شوارعه الكبيرة تحتضن محلات بيع الملابس المختلفة، خاصة ملابس الأطفال التي تعرف هذه الأيام طوابير من المواطنين من الباحثين عنها لأبنائهم، فيما تنتشر المقاهي المختلفة عبر كامل الشوارع العريضة، تم إنجازها خصيصا لاستيعاب العدد الكبير للمواطنين والسيارات، حيث يقول مصدر أمني بأن عدد الأشخاص الذين يقصدون المنطقة بالكامل خلال ليالي رمضان يتجاوز 60 ألف مواطن، والعدد مرشح للارتفاع خلال الأيام الأخيرة من رمضان، خاصة أن عددا كبيرا من العائلات لم تكن تقصد المنطقة بسبب امتحانات أبنائه النهائية، وعلى رأسها امتحانات التعليم المتوسط والبكالوريا. كما يعرف حي العقيد لطفي وجود أكبر شارع في ولاية وهران، وإن لم نقل الأكبر من نوعه على المستوى الوطني، بسبب ضخامته واتساعه، والذي أطلق عليه سكان وهران تسمية «شارع دبي»، حيث يمتد الشارع على طول كيلومترين وبعرض يتجاوز 20 مترا، حيث تتوسطه مساحة خضراء خاصة بالعائلات، فيما يحج إليه يوميا آلاف المواطنين ممن وجدوا فيه مكانا للراحة والسهر إلى غاية ساعات الصباح الأولى، فيما يزين الشارع مقابلته لفندق الميريديان، الذي زاد من جمال المنطقة، فيما تنتشر المساحات الخضراء الكبيرة بمحاذاة الحي الكبير، خاصة الحديقة المتوسطية التي تتربع على 12 هكتارا، والتي دشنها الوالي السابق لولاية وهران، السيد عبد الغني زعلان. كما يتوفر حي العقيد لطفي على نافورات ماء متواجدة بالقرب من فندق الميريديان، بمحور الطريق، والتي تنبعث منها مياه ضوئية مختلفة ألوانها تبعث الانتعاش في النفس، حيث يضبط سكان وهران عقارب ساعاتهم في وقت واحد، يتزامن وإطلاق النافورة وألوانها، لأخذ الصور التذكارية قبل الانطلاق في رحلة مشي عبر شوارع حي العقيد لطفي. كما مكن تدخل مصالح بلدية وهران من إنجاز موقف سيارات خلال العام الماضي، من التقليل من حجم الازدحام المروري الذي كان يعاني منه قاصدو الحي. الموقف المذكور قادر على استيعاب 250 سيارة، فيما مكنت الخطة الأمنية بالحي من تجنب التوقف العشوائي للسيارات. وقد أشار مصدر أمني إلى أن العدد الأكبر من أفراد الشرطة في ولاية وهران تم نشره بحي العقيد لطفي من خلال نشر حوالي 700 شرطي على مستوى كل الشوارع، وهو ما يبين حجم وأهمية الحي الذي انتشرت فيه كذلك قاعات لعب الأطفال وفضاءات لألعاب الفيديو ومختلف الألعاب الحديثة، على غرار محلات اللعب «الجيل التاسع» التي تلقى إقبالا من المواطنين رغم غلاء أسعارها نسبيا، فيما يتوفر الحي على 5 ملاعب جوارية معشوشبة تحولت إلى مكان يقصده محبو كرة القدم، فيما تدار بالملاعب دورات لكرة القدم تتواصل إلى غاية الفجر. وفي سياق ذي صلة، انتعشت محلات بيع المثلجات ومختلف أنواع العصائر التي يكثر الإقبال عليها من طرف الصائمين وكذا العائلات، موازاة مع بروز عدد كبير من محلات بيع الشواء في الهواء الطلق، فيما يستغل عدد كبير من الشباب المقاهي والأرصفة، يستمتعون باللعب على طاولة «الدومينو» إلى غاية الساعات الأولى من الفجر.