توج فريق شباب بلوزداد بلقب كأس الجزائر لكرة القدم للمرة السابعة في تاريخه أمس، عقب تفوقه على منافسه وفاق سطيف في مباراة النهائي التي جمعتهما بملعب 5 جويلية الأولمبي، بحضور غفير من أنصار وعشاق الفريقين. أول تهديد في المباراة كان من جانب الشباب بفتحة بوعزة لزميله العكروم، لكن رأسية الأخير مرت بعيدا، ليواصل الشباب ضغطه على مرمى الحارس خضايرية لإيجاد الثغرة في دفاع فريق وفاق سطيف. وتواصل اللعب في وسط الميدان بين التشكيلتين دون تسجيل محاولات خطيرة، حيث تميزت هذه الفترة بالحذر بين الوفاق السيطايفي وشباب بلوزداد، وتضييعهم للعديد من الكرات وغياب الجانب التكتيكي نوعا ما، كما أعلن الحكم عدة مخالفات بسبب التدخلات الكثيرة بين اللاعبين، حيث كانت أول بطاقة صفراء من نصيب لاعب الشباب دراوي في الدقيقة 33 من زمن الشوط الأول، وهذا كله بسبب ضغط المباراة النهائية الذي كان له تأثير على أداء التشكيلتين. العكروم كاد يفتتح باب التسجيل للشباب وفي الدقيقة 34، ضيّع مهاجم النادي البلوزدادي العكروم فرصة حقيقية لافتتاح باب التسجيل، بعدما توغل على الجهة اليسرى وحاول استغلال خروج الحارس خضايرية من مرماه، حيث رفع الكرة فوقه، لكنها مرت خارج الإطار. من جهتهم، حاول زملاء القائد عبد المومن جابو مباغتة المنافس شباب بلوزداد، والوصول إلى شباك الحارس صالحي، لكن محاولاتهم لم تكلل بالنجاح، ليعلن الحكم عن نهاية الشوط الأول بالتعادل السلبي. دخل الشباب البلوزدادي الشوط الثاني أكثر عزما على التهديف، خاصة عبر المتألق العكروم الذي شكل خطرا حقيقيا على دفاع الوفاق بتحركاته وتوغلاته. في الدقيقة 48، أشهر الحكم مصطفى غربال ثاني إنذار لفريق بلوزداد، لللاعب محمد هريات بعد تدخله على حمزة آيت واعمر، وسط ميدان وفاق سطيف، قبل لن ينال الوفاق البطاقة الصفراء الثانية أيضا والتي كانت للاعب لعمري في الدقيقة 64. تغيير اضطراري للوفاق السطايفي وأجبر المدرب السطايفي خير الدين ماضوي على إحداث تغيير اضطراري في الدقيقة 70، حيث أقحم اللاعب أمقران مكان زميله بوشار الذي غادر الميدان بسبب تعرضه لإصابة على مستوى القدم لم تسمح له بإكمال باقي أطوار المباراة. وتراجعت وتيرة اللعب خلال منتصف الشوط الثاني بين الفريقين، ولم يتمكن أي منهما من تهديد مرمى الفريق المنافس بمحاولة هجومية فعلية، حيث ظهر جليا الإرهاق على اللاعبين بسبب تأثرهم بالحرارة الكبيرة فوق الميدان. أمقران يضيع هدفا حقيقيا ويحيى شريف ينعش الهجوم بعد حوالي خمس دقائق من دخوله، كاد اللاعب أمقران أن يفتتح باب التسجيل لفريقه وفاق سطيف، بعدما تلقى كرة على طبق من أحد زملائه، وتوغل بها داخل منطقة العمليات، حيث سدد بقوة بيسراه، لكن الحارس البلوزدادي صالحي كان في المرصاد وأنقذ مرماه من هدف محقق. وقام المدرب المغربي بادو الزاكي بأول تغييراته في هذه المباراة، بإشراك المهاجم يحيى شريف مكان القائد شرفاوي في الدقيقة 81، سعيا منه لتعزيز القاطرة الأمامية وبعث نفس جديد فيها، حتى يتمكن الشباب البلوزدادي من التهديف في مرمى الوفاق، وكان لدخول يحيى شريف أثره الإيجابي وأعطى انتعاشا لهجوم فريقه، إذ كاد أن يسجل لصالح الشباب بعدما تمكن من مرواغة أحد مدافعي الوفاق ببراعة وسدد الكرة، لكنها جانبت القائم الأيسر للحارس خضايرية. بعد ذلك، قام مدربا الفريقين بتغييرين في نفس الوقت، حيث أشرك ماضوي اللاعب بكير مكان بوقروة، فيما أقحم بادو الزاكي لاعبه لعريبي مكان العكروم في آخر دقيقة من زمن المباراة، لكن ذلك لم يغير من نتيجة التعادل السلبي (0- 0) التي انتهى عليها الشوط الثاني، وينتقل الناديان للوقت الإضافي. في المرحلة الأولى من الشوط الإضافي، لم تتغير وتيرة اللعب بين الفريقين، كون اللاعبين نال منهم التعب، ولم نسجل في العشر الدقائق الأولى محاولة خطيرة سوى تلك التي قام بها اللاعب يحيى شريف في الدقيقة 10 من الشوط الإضافي الأول، بعدما سدد كرة مرتدة، لكن الحارس خضايرية أبعدها بصعوبة، قبل لن يعود حارس الوفاق ويتصدى لمخالفة اللاعب بوعزة في آخر دقيقة من هذا الشوط. يحيى شريف يحرر أنصار الشباب بهدف الانتصار في الشوط الثاني الإضافي، تواصل الأخذ والرد بين الناديين، مع أفضلية هجومية لرفقاء اللاعب يحيى شريف، الذين رموا بكل ثقلهم لهزّ شباك حارس الوفاق، حيث كانت أخطر محاولة في العشر دقائق الأولى في هذه المرحلة من المدافع نعماني، الذي سدد مخالفة مباشرة، مرت بجانب المرمى. في وقت كانت المباراة تلفظ أنفاسها الأخيرة، نجح المتألق يحيى شريف في خطف هدف الانتصار لفريقه، بعد تلقيه لكرة روضها بقدمه وسددها مباشرة نحو المرمى، ليسجل الهدف الوحيد في اللقاء وهدف الانتصار لناديه الشباب البلوزدادي الذي توج بكأس الجمهورية. تصريحات: علي موسى (مساعد مدرب شباب بلوزداد): نجحنا في العودة إلى سكة التتويج بعد موسم صعب «سعداء جدا بهذا اللقب ونجحنا في العودة إلى سكة التتويجات بفضل تضافر مجهودات الجميع، كنا نريد الفوز بالكأس ونجحنا في هذه المهمة، خاصة بعد بداية موسم صعبة للغاية، لكن وبفضل مجهودات الجميع من إدارة وطاقم فني ولاعبين عدنا بقوة إلى الواجهة، كما أن الروح المعنوية الكبيرة هي التي كانت نقطة قوة اللاعبين، والحمد لله على تتويجنا بهذا اللقب». خير الدين ماضوي (مدرب وفاق سطيف):نتأسف لأنصارنا وهنيئا لشباب بلوزداد على الفوز «هنيئا للشباب ويستحقونها بعد مشوارهم الذي قدموه، ونحن أيضا خضنا مشوارا جيدا في هذه المنافسة لكن الحظ لم يحالفنا ولم نكن الأفضل في اللقاء، لاعبونا قدموا ما عليهم فوق الميدان، والأنصار لم يخيبونا وكانوا معنا، ولكن هذه هي الكأس، دائما تختار واحدا واختارت الشباب في النهاية، وخيبة أمل لأنصارنا الذين نتأسف لعدم منحهم هذا التتويج، فأي لاعب أو مدرب يتمنى أن يفوز بكأس الجمهورية، والحمد لله أننا حققنا لقب البطولة ووصلنا لنهائي كأس الجمهورية هذا الموسم». أعضاء الحكومة حضروا مباراة النهائي شهد نهائي كأس الجمهورية لكرة القدم بملعب 5 جويلية، والذي جمع كل من وفاق سطيف وشباب بلوزداد، حضور أعضاء الحكومة ويتقدمهم الوزير الأول عبد المجيد تبون ونائب وزير الدفاع الوطني، قائد أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق أحمد قايد صالح، بالإضافة إلى حضور رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح ورئيس المجلس الشعبي الوطني الوطني السعيد بوحجة. إيتشعلي يعوض الحكم بيوض في نهائي الكأس قامت اللجنة الفيدرالية للتحكيم، بتعيين الحكم المساعد الدولي عبد الحق إيتشعلي، ليكون ضمن الطاقم التحكيمي الذي أوكلت إليه مهمة إدارة نهائي كأس الجمهورية أمس، بين فريقَي وفاق سطيف وشباب بلوزداد. وحسبما أعلنت عنه الاتحادية الجزائرية لكرة القدم أمس، عبر موقعها الرسمي، فقد عوّض الحكم الدولي إيتشعلي، الحكم المساعد سمير بيوض، في هذه المباراة التي أقيمت على أرضية ملعب 5 جويلية الأولمبي، حيث تشكل الطاقم التحكيمي من الثلاثي مصطفى غربال كحكم رئيسي، بمساعدة عمري بوعبد الله وعبد الحق إيتشعلي. ولم تكشف الفاف السبب الذي جعل اللجنة الفيدرالية للتحكيم تقوم بهذا التغيير. صنعوا صورا رائعة في المدرجات ... أنصار الفريقين حضروا بقوة إلى الملعب توافد أنصار فريقي شباب بلوزداد ونظيره وفاق سطيف بقوة أمس، إلى ملعب 5 جويلية الأولمبي، لمتابعة ومساندة الناديين في مباراة نهائي كأس الجزائر التي جمعتهما عشية نفس اليوم. وشهد ملعب 5 جويلية الأولمبي توافدا كبيرا وقويا لأنصار الفريقين وهذا منذ الساعات الأولى لصباح يوم أمس، الأربعاء، عقب افتتاح إدارة الملعب للأبواب من أجل دخول مشجعي وفاق سطيف وعشاق فريق شباب بلوزداد، قبل أن تمتلئ المدرجات عن آخرها قبل ساعات على موعد انطلاق المباراة الرسمي الذي كان على الساعة 16.30. ومنذ دخولهم ملعب 5 جويلية الأولمبي، صنع مناصرو الناديين صورا جميلة ورائعة فوق المدرجات، حيث زينت بألوان الوفاق السطايفي والشباب البلوزدادي أيضا، وسادت الروح الرياضية العالية فيما بينهم سواء خارج الملعب أو داخله، كما تنافسوا على رسم أجمل اللوحات التي تحمل شعارات الفريقين و «التيفوهات»، ما أعطى جمالية كبيرة لهذا العرس الكروي.