حقّقت بلدية سيدي موسى خطوة هامة في مجال التنمية المحلية، وتحسين الإطار المعيشي للمواطنين الذين عانوا ويلات الإرهاب خلال العشرية السوداء، من خلال تجسيد العديد من المشاريع في مختلف القطاعات، حيث سعى المجلس الشعبي البلدي منذ تنصيبه في ديسمبر 2012، إلى إعطاء الأولوية للانشغالات التي ظلت مطروحة منذ سنوات، وإخراج المنطقة من العزلة والتهميش، وإعادة الحياة للكثير من الأحياء، في حين تبقى مشاكل أخرى عالقة إلى حد الآن، على غرار تسوية ملف الأحواش الذي يعدّ نقطة سوداء للعهدة الانتخابية الحالية التي لم يتبق على انتهائها سوى ثلاثة أشهر. الزائر لبلدية سيدي موسى، يلاحظ التغيّر الذي طرأ على هذه المنطقة ذات الطابع الفلاحي، التي انتقلت في السنوات الأخيرة من منطقة ريفية معزولة، إلى أنظف بلدية في ولاية الجزائر، حيث انتزعت جائزة أنظف بلدية بالعاصمة في آخر طبعة نظّمها المجلس الشعبي الولائي سنة 2015. كما سمحت الكثير من المشاريع التي تحققت بإعطاء دفع جديد للتنمية المحلية وتحسين الإطار المعيشي للمواطنين الذين يحلمون بأن تتجسّد انشغالات أخرى ظلّت عالقة، ولم يتمكن كل من تعاقب على تسيير شؤونهم من حلها. الأحواش على حالها و80 سكنا لم تستلم بعد يأتي ملف تسوية وضعية الأحواش في مقدمة الانشغالات التي لا يزال سكانها يرفعونها، خاصة أنّهم يعيشون ظروفا صعبة تزيد تدهورا من وقت لآخر، بالنظر إلى قدم بناياتهم التي تعود للحقبة الاستعمارية، مثلما أوضح بعضهم ل«المساء"، مؤكدين أن الأمل الذي زرعه فيهم والي العاصمة عبد القادر زوخ عام 2014، بإعلانه عن التكفّل بوضعيتهم، سرعان ما تلاشى بعدما تمّ إيلاء الأهمية لسكان القصدير وترحيلهم، وتم التراجع عن تسوية وضعية الأحواش التي تبقى إلى حدّ الآن دون شبكات لصرف المياه، وتوصيل الغاز الطبيعي والمياه الصالحة للشرب. كما لم يفهم بعد المستفيدون من حصة 80 سكنا، سبب تأخّر تسليمهم مفاتيح شققهم إلى حد الآن، رغم أزمة السكن التي تعيشها الكثير من العائلات، التي تنتظر نصيبها من السكنات التي توزّعها ولاية الجزائر، إلى جانب تلك التي لا تزال لم تتحصّل على وثائق ملكية الشقق التي أنجزتها بالقطع الأرضية وتحصّلت عليها منذ الثمانينات، بقرار استفادة من المجلس الشعبي البلدي، المطالب بمواصلة تجسيد مشاريع أخرى، على غرار المسبح البلدي وبريد مركزي لائق وتهيئة بعض الأحياء والطرق، خاصة الطريق البلدي رقم 2، الذي يشكّل هاجسا حقيقيا للسكان، خاصة في فصل الشتاء. قطاع التربية يربح الرهان من جهته، أكّد رئيس البلدية علال بوثلجة ل«المساء"، أن المجلس الشعبي البلدي وضع منذ تنصيبه في ديسمبر 2012 ورقة طريق، تركّزت على عدّة محاور، أولها قطاع التربية والتعليم الذي حظي بالأولوية وحقّق قفزة نوعية، من حيث الهياكل والمرافق التي تجسّدت في المرحلة الابتدائية، وانعكست بالإيجاب على نسب النجاح المحقّقة خلال السنة الجارية، حيث تحسنت ظروف تمدرس التلاميذ بعد استدراك التأخّر الكبير فيما يخص المدارس التي كانت في وضعية جد متدهورة، حيث تم في الفترة الممتدة بين 2013 إلى 2014، ترميم 14 مدرسة متواجدة بإقليم البلدية، وتجهيزها بوسائل حديثة كالأنترنت والهاتف، كما تمت إعادة بعث مشروع مدرسة كان متوقفا منذ عام 2011، وفتح المؤسسة في الموسم الدراسي الماضي، فضلا عن 12 مجمعا مدرسيا وهياكل أخرى لائقة، وثمانية مطاعم مدرسية توفّر وجبات للتلاميذ، في انتظار التكفّل ببعض النقائص التي لا تزال مطروحة، والتي يعمل المجلس على حلّها. ملاعب جوارية وفضاءات للعب بالأحياء من جهة أخرى، تدعّم قطاع الرياضة والشباب بهذه البلدية بعدّة هياكل، منها فتح دار الشباب بحي الرايس، وتنشيط دار الشباب بوسط المدينة، وإعادة بعث نشاط المركز الثقافي البلدي، كما تمّ إنجاز ثمانية ملاعب جوارية مجهّزة بالعشب الاصطناعي، بأحياء الرايس، الزواوي، بوقرة 1 وبوقرة 2، وأولاد علال والهواورة، حسب المسؤول الأوّل على البلدية الذي أشار إلى أن ملعبين جواريين مبرمجين للإنجاز بطريق الأربعاء وحي الدهيمات، حيث أصبحت البلدية تتوفّر على عدد معتبر من هذه الهياكل الجوارية الهامة، التي تعتبر متنفسا للشباب، خاصة بالأحياء التي ظلّت معزولة تعاني مخلّفات سنوات الجمر التي عاشتها نتيجة للإرهاب، كما تتواصل الأشغال حاليا لوضع العشب الاصطناعي للملعب البلدي، الذي سيكون جاهزا في نهاية السنة الجارية، ويصبح متنفسا آخر للشباب. من جهة أخرى، عملت السلطات المحلية لسيدي موسى على تنمية الأحياء، من خلال إنشاء خمس مساحات خضراء، وخمس مساحات للعب الأطفال من ميزانية الولاية، حيث تحوّلت إلى متنفّس للعائلات وأبنائها، بينما ستنطلق أشغال إنجاز ثلاث مساحات أخرى خلال الأيام القليلة القادمة. كما استفادت الأحياء من عملية تهيئة واسعة في مختلف الجوانب، منها طرق أحياء الدهيمات، الزواوي والهواورة التي كانت في وضعية جدّ متدهورة، فضلا عن المحاور الكبرى، على غرار الطريق الولائي 115 الذي يمر بحي الرايس، والذي كان غير صالح تماما على مسافة تفوق الكيلومترين، بعد أن احتجّ سكانه عدة مرات بسبب ما آل إليه، حيث تحوّلت المسالك الترابية داخل الأحياء إلى طرق مهيأة، في انتظار تهيئة ما تبقى منها، على غرار الطريق البلدي رقم 2 الذي أخذ بعين الاعتبار وتمت برمجته، من خلال مشروع تصريف مياه الأمطار الذي يعتبر مشكلا حقيقيا في المنطقة، إذ بلغت الأشغال على مستواه نسبة 70 بالمئة. قفزة نوعية في شبكات الماء، الغاز والصرف الصحي أما فيما يخص مختلف الشبكات، فذكر السيد بوثلجة أنّ حوالي ألفي بيت تم إيصالها بشبكة الصرف الصحي، وربط حوالي ألف بيت بشبكة المياه الصالحة للشرب، خاصة في الأحياء التي شهدت توسّعا عمرانيا كبيرا في العشرية الأخيرة، كما تمّ إيصال الغاز الطبيعي إلى حوالي 3 آلاف بيت، بنسبة تغطية تفوق 82 بالمئة، وتمّ تحسين الخدمة العمومية من خلال تهيئة مقر البلدية، وملحقة حي الرايس وإنجاز ملحقة بلدية جديدة بحي الزواوي التي خفّفت على المواطنين من عبء التنقّل إلى مقر البلدية لاستخراج وثائقهم، كما برمج مشروع إنجاز ملحقة أخرى بحي أولاد علال، ستنطلق بها الأشغال في الأيام القليلة المقبلة لتقريب الإدارة من المواطن. وفي رده على انشغال المستفيدين من حصة 80 وحدة سكنية اجتماعية إيجارية، الذين لم يستلموا بعد شققهم، أوضح المسؤول الأوّل على البلدية، أنّ سبب ذلك راجع إلى توقّف المشروع المتواجد بالكاليتوس، رغم أنّ سيدي موسى كانت ثالث بلدية أعلنت عن الفائزين بهذه الكوطة التي سلمتها ولاية الجزائر سنة 2014 للبلديات ال57، بهدف تخفيف مشكل السكن الذي تواجهه العديد من العائلات، مضيفا فيما يتعلّق بتسوية البنايات في إطار القانون 08-15، أنّ البلدية ليس لديها ملفات معطلة، حيث تجاوز عددها منذ صدور القانون أكثر من 1800 ملف، منها 1400 ملف تمت دراستها وحوالي 400 تجري دراستها حاليا. كما تمّ تنصيب لجنة مختصة تقوم بتسليم الشهادات للمواطنين المعنيين بتهيئة واجهات بناياتهم، فضلا عن تعيين مكتب دراسات يتكفّل بتسوية ملفات العديد من التجزئات، التي لم تسو وضعيتها منذ 1984، حيث تمّ إيداع الملفات على مستوى ولاية الجزائر التي تواصل عملية دراستها من أجل تسويتها بصفة نهائية، حيث عبّر الكثير من المعنيين عن ارتياحهم لهذه الخطوة التي تمكّنهم من الحصول على وثائق تثبت ملكيتهم للسكنات، عوضا من قرار الاستفادة التي سلمت لهم من قبل مصالح البلدية منذ عدة سنوات، حيث توجد أكثر من 1300 قطعة أرض غير مسواة، خاصة حي أولاد علال الذي توجد كل أراضيه في إطار التسوية عن طريق تسوية التجزئات. «الأحواش" نقطة سوداء في هذه العهدة بالرغم من مساعي السلطات المحلية لبلدية سيدي موسى، فإنّ ملف الأحواش هو النقطة السوداء بالنسبة للمجلس الشعبي البلدي الذي ستنتهي عهدته قريبا، مثلما أكده رئيسه، مشيرا إلى أن المجلس لم يتمكن من تهيئة الأحواش أو ترحيل سكانها وتسوية الوضعية بصفة نهائية، خاصة بعد تراجع الوالي عن قراره القاضي بتثبيت السكان في أراضيهم وتهيئة مساكنهم وإنجاز "دوبلاكس" للعائلات، بسبب طبيعة الأراضي التي لا تخصّ ولاية الجزائر لوحدها، بل تشترك فيها عدّة قطاعات منها المصالح الفلاحية، وصعوبات في الفصل في هذا الملف الذي لا يزال عالقا في العديد من البلديات، منها أكثر من 700 عائلة ببلدية سيدي موسى تطالب بالتسوية، أو بالترحيل أو توفير المرافق الضرورية على الأقل، على غرار المياه الصالحة للشرب، شبكة غاز المدينة وتهيئة الطرق وشبكة الصرف الصحي التي انعكس غيابها على حياتهم، بسبب اعتمادهم على حفر فوضوية لتصريف المياه الملوثة، حيث اعتبر رئيس البلدية ذلك بالأمر المستعجل الذي يتطلّب تدخّل الجهات الوصية، على رأسها والي ولاية الجزائر. ومن أهم المشاريع المسجلة التي ستنطلق قريبا بالبلدية، والتي ينتظرها السكان،؛مسبح شبه أولمبي انتهت الإجراءات الخاصة به، حيث تمّ فتح الأظرف واختيار المؤسّسة المنجزة لهذا المرفق بطريق الأربعاء، وسط المدينة، ومركز بريد عصري بوسط المدينة، ينطلق بعد تأكيد الميزانية من قبل المجلس الشعبي الولائي، والتهيئة الشاملة لحي أولاد علال الذي عانى من غياب التهيئة منذ الثمانينات ومشاريع أخرى مسجلة تنطلق قريبا.