يواجه المجلس الشعبي البلدي لسيدي موسى، عدة عراقيل حالت دون تجسيد المشاريع وتلبية انشغالات المواطنين، خاصة ما تعلق منها بملف إعادة إسكان العائلات التي تعرضت منازلها للهدم خلال العشرية السوداء، وضعف الميزانية التي لم تسمح بإنجاز مختلف المرافق وغياب وسائل النقل الحضري التي أدت إلى عزل المنطقة التي تبدو وكأنها لا تنتمي لولاية الجزائر. كشفت الزيارة التي قمنا بها لبلدية سيدي موسى مؤخرا، عن نقائص عديدة بهذه البلدية التي ارتفع عدد سكانها إلى حوالي45 ألف ساكن، موزعين على عدة أحياء وأحواش عانى سكانها كثيرا خلال العشرية السوداء التي فقدت خلالها الكثير من العائلات سكناتها التي هجرتها، خاصة بحي أولاد علال وقايد قاسم ومزرعة الإخوة منصوري، وكذا مزرعة وشكون الذين عبر الكثير منهم عن رغبتهم في العودة إلى منازلهم التي هدمت في إطار مكافحة الإرهاب. وذكر بعضهم ل«المساء” أنهم أصبحوا دون مأوى وأنهم يقطنون بمساكن مؤجرة، بينما لجأ بعضهم للبيوت القصديرية كحل مؤقت، فيما لا يزال البعض يقطن لدى الأقارب لحد الآن، حيث ينتظر الكثير من السكان حل أزمة السكن التي تؤرقهم على غرار القاطنين بالبيوت القصديرية الموزعة عبر17موقعا تضم أكثر من 600 عائلة، فضلا عن السكنات القديمة والآيلة للسقوط، مثلما أكده رئيس البلدية ل«المساء” السيد علال بوثلجة، وقد تأسف العديد من المواطنين للوضعية التي تعرفها بلديتهم العريقة التي أنشئت في10جويلية سنة1852، مستدلين على ذلك بغياب وسائل النقل الحضري، وعدم تغطيتها من طرف مؤسسة “إيتوزا” التي تتوقف بالمناطق المجاورة مثل بن طلحة والكاليتوس، بينما يواجه سكان سيدي موسى متاعب التنقل في الحافلات الخاصة، التي أصبحت غير صالحة، فضلا عن وضعية محطة الحافلات التي توجد في وضعية متردية، بسبب الحفر التي تمتلئ بمياه الأمطار ولا يجدون واقيات تحميهم منها بالمواقف، كما أن المحطة غير مزودة ببعض الاتجاهات خاصة نحو البريد المركزي الذي يواجه قاصدوه متاعب كثيرة.
نقائص ومشاكل عالقة منذ سنوات وحسب السكان فإن البلدية التي استعادت أمنها بعد سنوات جد صعبة، لا تزال تواجه الكثير من النقائص في عدة مجالات، منها النقل المدرسي الذي يؤرق الأولياء الذين أكدوا لنا أن أبناءهم يواجهون متاعب كثيرة أدت إلى تدني مستواهم الدراسي خاصة قاطنو الأحواش الذين يقطعون مسافات طويلة للالتحاق بمؤسساتهم التربوية، بسبب قلة حافلات النقل المدرسي، مثلما هو الأمر بحوش سي بلعيد، الذي يواجه مشكل الطرقات غير المهيأة وغياب شبكة الصرف الصحي المنعدمة أيضا بأحياء الرايس الغربي، الجمعي وحي الزواوي، الذين يشتركون مع عدة أحياء في نقائص مرتبطة بالملاعب الجوارية التي تعد متنفسا للشباب، خاصة بالنسبة لحيي الزواوي والهواورة وغيرها من الأحياء التي تفتقد لمساحة لعب. وفي تعليقه على واقع التنمية بالبلدية، أوضح مسؤول البلدية أن ما تعرفه المنطقة راجع إلى كوّنها عانت كثيرا في العشرية السوداء، كما أن المجالس المتعاقبة لم تقم بدورها المتمثل في التنمية المحلية، مضيفا أن المجلس الحالي يواجه مشكل ضعف الميزانية التي انتقلت من 16 مليار سنتيم في2013 إلى 18 مليار سنتيم فقط في2014، وهي لا تعادل إلا نسبة 5 بالمائة من ميزانية بلديات أخرى -حسب المتحدث- الذي اعتبر ذلك مشكلا كبيرا، كون الميزانية استقرت وبقيت على حالها لعدة سنوات، حيث بلغت في سنة 1987 مثلا 17مليار سنتيم، بسبب استفادة البلدية من منطقة صناعية كبيرة في بداية السبعينات تتربع على مساحة 166 هكتارا، وكانت تضم شركات ضخمة منها شركة البناء، الخشب، الآلات الكهرومنزلية وشركة الملابس الجاهزة التي أغلقت فيما بعد، بينما بقيت شركات أخرى منها شركة البناءات الحديدية، الألمنيوم، وشركة السيارات الصناعية، التي تبقى جبايتها ضعيفة بسبب نقص عدد العمال، أما الشركات التي أغلقت والتي تتربع على مساحات شاسعة فكلها مستغلة من طرف مؤسسات عمومية بعضها غير مدرّة للجباية وبعضها الآخر مثل تلك التابعة للجمارك تشغل مساحة واسعة خصصت لوضع الحاويات، لكن دون أن تستفيد البلدية من أي شيئ. وفي هذا الصدد، يقترح المجلس على الجهات المسؤولة، إما تقديم إعانات استثنائية للبلدية تعويضا عما تخسره من تواجد هذه المؤسسات على ترابها، حيث يطالب “المير” بأن تمنح تلك المؤسسات مثل الجمارك مستحقات للبلدية واستفادتها جبائيا من تلك الأرباح، أو أن الدولة تأخذ بعين الاعتبار ذلك وتقدم إعانات استثنائية كتعويض عن الفارق الجبائي الذي تعوضه، فضلا عن مشكل تسوية العقار بالنسبة لهذه الشركات التي لا تدفع الضريبة عليه وتتماطل في تسوية عقد الملكية.
1500 بيت هدم..والعائلات تطالب بالعودة من جهة أخرى، أكد المتحدث أن العائلات التي تعرضت سكناتها للهدم في إطار مكافحة الإرهاب، حيث تم تهديم حوالي1500سكن بصفة كلية، من حقهم العودة باستثناء الذين استفادوا من سكن في أي صيغة، مشيرا إلى أن المسؤولين المحليين يواجهون وضعية صعبة بسبب هذا الملف، كون تعويض العائلات تم بطريقتين، منها تعويض عن المنزل الذي وجد أصحابه مأوى، بينما هناك من حصل على تعويض عن الأثاث فقط وبقيمة لا تكفي حتى لتسديد سنة واحدة لمستحقات الإيجار، مؤكدا أنه طالب والي ولاية الجزائر، خلال زيارته للبلدية باتخاذ قرار سياسي لعودتهم إلى أراضيهم غير المستغلة لحد الآن وتلبية رغبتهم في العودة بطريقة منظمة إلى مناطقهم الأصلية، بدلا من السبل الفوضوية، واقترح أيضا على الوالي من أجل اختيار أي طريقة قانونية للسماح لهم بالعودة قائلاً: “نحن مستعدون لوضع برنامج لتهيئة أراضي هؤلاء السكان وربط المناطق بشبكة الصرف الصحي، المياه الصالحة للشرب، الكهرباء وتهيئة الطرقات”، مشيراً إلى وجود أكثر من مائة عائلة بحي أولاد علال. كما ناشد المتحدث السلطات المعنية تخصيص حصة كافية من السكنات الاجتماعية وتسجيل مشاريع حتى وإن اقتضى الأمر إنجازها فوق أراضي فلاحية لفائدة سكان البلدية الذين لم يستفيدوا منذ15سنة من أي مسكن رغم وجود أكثر من 3 آلاف ملف طلب سكن اجتماعي، وهي المشاكل التي أعد المجلس بخصوصها تقريرا مفصلا سلّم لوالي العاصمة من أجل إيجاد حلول لها. على صعيد آخر وبخصوص نقص التهيئة بالأحواش فقد أوضح المسؤول أن المشكل يعود إلى عدم امتلاك سكانها لأي وثيقة تثبت ملكيتهم للأراضي، مشيرا إلى وجود برنامج لمديرية الغابات لتهيئة حوش سي بلعيد، فضلاً عن دراسة قامت بها البلدية وعرضتها على والي العاصمة تتعلق بربط كل الأحواش بشبكة التطهير والتخلص من الحفر العشوائية لصرف مياه التطهير التي تهدد السكان بالأمراض المتنقلة، بينما تم تسجيل برنامج للتوصيل بالغاز الطبيعي مع مديرية المناجم، في حين لا تتم تهيئة الطرقات إلى غاية إتمام كافة العمليات التي توجد في طور الإنجاز الطريق الولائي رقم 115الذي يخضع لإعادة التهيئة في شطره بحي الرايس وربط شبكة الصرف الصحي بحي الرايس الغربي وإعادة تهيئة مقر البلدية وملحق مقر البلدية بحي الرايس وإعادة تهيئة المدارس، في انتظار الانطلاق في الأيام القادمة في تعميم شبكة الصرف على حيي الجمعي والزواوي.
مشاريع مقترحة تنتظر التجسيد أما بالنسبة لمحطة نقل المسافرين فاعترف المتحدث بوضعها المتردي، مشيرا إلى أنها مبرمجة لإعادة التهيئة ضمن أشغال إعادة تهيئة الممّر الاجتنابي الواقع بالقرب من مقر الحماية المدنية، كما تأسف لمشكل النقل بسيدي موسى التي تربط بين ولايتي البليدة والعاصمة، فهي ممر حتمي، خاصة بعد فتح الطريق السريع زرالدة-بود واو، غير أنها تضم خطين فقط للنقل نحو العاصمة وهما خط الطريق الولائي 14 والطريق الوطني رقم 61 اللذين يحتويان على النقل الخاص، بينما تغيب وسائل النقل الحضرية و«إيتوزا” بسيدي موسى التي تتربع على على 38 كلم مربع. وفي رده على مشكل النقل المدرسي أوضح السيد بوثلجة علال، أن هذا الأخير يغطى بواسطة خمس حافلات فقط، بينما تحتاج البلدية إلى 14حافلة، وهي الاحتياجات التي تم التعبير عنها لولاية الجزائر بعدما تعذّر على البلدية كراء حافلات بسبب الإجراءات الإدارية المعقدة، مما أبقى على المشكل مطروحاً رغم محاولة جمع أكبر عدد من التلاميذ لإيصالهم في الوقت المحدد للمدراس التي تواجه أيضا عجزاً في المطاعم المدرسية التي يصل عددها إلى سبعة مطاعم مقابل 14 مدرسة، حيث يعتزم المجلس فتح أربعة مطاعم جديدة أحدها بمدرسة الرايس 2 من خلال الصفقة التي طرحت الأسبوع الماضي للدراسة. من جهة أخرى أشار المسؤول الأول على البلدية إلى مشكل العقار الذي يعود إلى التسيير غير العقلاني له في السنوات الماضية، كما أن معظم الأراضي تابعة للخواص أو أراضي فلاحية، حيث سجل المجلس بعض المشاريع منها مكتبة بلدية، بينما ينتظر التسجيل الرسمي لمسبح بلدي وملاعب جوارية وفضاء للرياضة الميكانيكية التي اقترحت على مديرية الشباب والرياضة لتوفير الهياكل القاعدية الضرورية بالبلدية التي تتوفر على 14جمعية رياضية مقابل قاعة رياضية واحدة تستخدم لممارسة كل الرياضات، منها كرة اليد، كرة الطائرة، الرياضات القتالية، وفريق لكرة القدم انشأ سنة1943 وملعب بلدي أنشئ سنة 1942 الذي لا تزال أرضيته ترابية في انتظار إعادة تهيئته من طرف مديرية الشباب والرياضة، بالإضافة إلى دار الشباب بوسط المدينة وأخرى بحي الرايس، فضلا عن نقائص كبيرة بالأحياء من حيث الملاعب الجوارية التي تعد متنفسا للشباب خاصة بالنسبة بحي الزواوي وحي الهواورة، قائلاً: “ننتظر التفاتة من المعنيين لتوفير مساحة لعب في كل حي”، كما ينتظر المجلس المنتخب لسيدي موسى تحويل المركز الصحي إلى مستشفى، معتبراً أن أهم مشروع هو إنجاز مقر جديد للبلدية بوسط المدينة، حيث انتهت الدراسة الخاصة به وكلف الخزينة 26 مليار سنتيم والذي يضم 120مكتبا عوضا من 19مكتبا، إضافة إلى قاعة للاجتماعات تضم 500 مقعد تخصص للتظاهرات الكبيرة وتحسين ظروف الاستقبال.