عندما نتحدّث عن الفنان هواري عوينات، تتبادر إلى أذهاننا رقصاته المرافقة لأغانيه ذات الطابع المغربي الجميل، والتي تركت بصمتها داخل قلوب محبي ذلك اللون الغنائي، ''المساء'' التقت الرجل على هامش مهرجان الأغنية بوهران، حيث حضر لمتابعة الوصلات المقدّمة كمتفرج، فعبّر عن سعادته الكبيرة بالعودة إلى أرض الوطن بعد غربة تسع سنوات، وأكّد أنّه لم يعرف طعم الراحة بعيدا عن الجزائر. وقال عوينات ''الغربة غيّبتني عن بلدي وجمهوري، والحمد لله أنا اليوم موجود مع جمهور الباهية وهران، والذي جمعتني الصدفة به خلال مهرجان الأغنية الوهرانية، وهي الفرصة التي مكّنتني من الالتقاء بزملائي الفنانين، فمنهم من لم ألتق به منذ عشرية من الزمن، وحضوري اليوم بين أحبابي هو أجمل هدية يمكن أن أحصل عليها بعد سنوات الغربة التي عشتها''. وبعيدا عن شجون البعد والاغتراب، سألنا الفنان الخفيف الروح، هواري عوينات، عن جديده، فرد بالقول أنّه مستعد لتلبية أيّة دعوة للمشاركة في أيّ مهرجان فني يقام بالجزائر، ولن يفوّت أيّة فرصة للقاء جمهوره الذي وصفه بالمميّز والذوّاق لتعويض سنوات غيابه عنه. وعن جديده، قال إنّه بصدد تقديم ألبوم غنائي جديد بعنوان ''قتلوني العديان'' ويحمل أغاني تشبه في طابعها أغاني الشاب بلال، سيتم تصوير بعض أغانيه قريبا على طريقة الفيديو كليب في الجزائر، ليعرض على قنوات التلفزيون الجزائري. وعن عناوين أغاني الألبوم ومحتواها، أجاب الفنان أنّها تحمل مزيجا بين العاطفي كأغنية ''لو جات للبيع''، وهي التفاتة لمطرب الراي الظاهرة الشاب حسني رحمه الله. وبالرغم من أنّ الفنان وصل إلى سن ال,63 إلاّ أنّه لازال صاحب شخصية مرحة وشابة تعكس حب هواري عوينات للحياة ولفنه بالدرجة الأولى، وفي وصيته لفناني هذا الجيل، قال ''يجب عليهم المحافظة على الفن الأصيل الذي لن يبقى إن لم يخلفه أشخاص يقدّرونه ويحافظون على كلماته، التي تحمل تجربة سنوات، بينما الموسيقى فهي جميلة ويوجد بها الكثير من التمييز والإبداع''. سألنا هواري عوينات عن رأيه في من سيخلفه في تقديم طابعه الغنائي، فأجاب أنه كان بصدد تحضير ابنه الوحيد يوسف لخلافته ''إلاّ أنّه اعتزل الغناء وتوجّه لأداء العمرة، وأتمنى له كل التوفيق فيما اختاره''. وآخر ما ختم به اللقاء مع ''المساء'' قوله ''إنّني أحب جمهوري وأقدّره، ولأجله كنت أحرص دائما على اختيار كلمات الأغاني التي أؤديها حتى لا تخدش حياءه، وقد نجحت في كسب احترامه ومحبّته، وهذا هو النجاح الحقيقي عكس ما يعتقده شباب اليوم.. الكلمة تنتج فنانا صاعدا وفي نظري لا تفرز إلاّ شبابا طائشا ومتهوّرا ''.