قررت إيران أمس، إعادة بعث برنامجها الصاروخي العابر للقارات ردا على تصويت نواب غرفتي الكونغرس الأمريكي على حزمة عقوبات اقتصادية جديدة ضدها على خلفية اتهامات بعدم احترام تعهداتها الدولية. وفي قرار حمل كل إشارات التحدي، أكدت السلطات الإيرانية أنها ستعيد بعث برنامجها الصاروخي و»بكل قوة» بقناعة أن الأمر شأن داخلي ولا يحق لأي دولة أخرى التدخل في ذلك. وأدان برهام غاسمي الناطق باسم الخارجية الإيرانية ما وصفه بالعمل المناهض وغير المقبول الذي تقوم به الولاياتالمتحدة ضد بلاده، في إشارة إلى تلك العقوبات التي تنتظر فقط توقيع الرئيس دونالد ترامب عليها قبل دخولها حيز التنفيذ. وتخص هذه العقوبات برنامج إيران الخاص بتطوير قدراتها الصاروخية وحقوق الإنسان والدعم الذي تقدمه لحزب الله اللبناني الذي أدرجته الولاياتالمتحدة والدول الغربية على لائحة «التنظيمات الإرهابية». وقال غاسمي إن العقوبات الأمريكية إن كانت في ظاهرها تخص الأنشطة غير النووية لبرنامج التسلح الإيراني إلا أنها تهدف في الحقيقة إلى إضعاف الاتفاق النووي الموقع بين بلاده والقوى الكبرى يوم 14 جويلية سنة 2015 بالعاصمة النمساوية. وجاءت مصادقة الكونغرس الأمريكي على العقوبات ضد إيران في سياق حملة دعائية غربية ضدها لإرغامها على وقف تجاربها الصاروخية وعلى خلفية المناوشات المتواصلة بين بوارجها الحربية في عرض مياه الخليج والسفن الحربية الأمريكية كان آخرها تلك التي وقعت قبل يومين وكادت أن تؤدي إلى حادث عسكري بين سفينتين حربيتين لقوات البلدين. وثارت ثائرة الولاياتالمتحدة ومختلف الدول الغربية ضد إيران بعد تجربتها الناجحة لإقامة منصة لإطلاق الأقمار الصناعية سارعت العواصم الغربية جميعها إلى التنديد بها وطالبتها بعدم تكرارها في إعذرا مبطن بفرض عقوبات ضدها. وبررت العواصم الغربية موقفها بدعوى أن البرنامج الصاروخي الإيراني يتعارض وروح اللائحة الأممية 2231 التي تمت المصادقة عليها مباشرة بعد التوقيع على الاتفاق النووي قبل عامين ويشكل أيضا تهديدا لاستقرار كل منطقة الشرق الأوسط. وهي الاتهامات التي دحضتها السلطات الإيرانية على لسان وزيرها للخارجية محمد جواد ظريف الذي أكد أن تلك الصواريخ لم يتم تصنيعها لحمل رؤوس نووية وأن بلاده لست لديها أي نية لتصنيع قنابل نووية. وتأتي هذه التطورات في سياق العداء المعلن الذي ما انفك الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب يلوح به في وجه إيران خلال حملته الانتخابية وتمسك بذلك بعد توليه مهامه بعد أن كشف عن رفضه للاتفاق النووي وهدّد بعدم الامتثال لبنوده التي وقعها الرئيس السابق باراك أوباما وقال إنه سيمزقه في حال اعتلائه كرسي البيت الأبيض.