في الوقت الذي يتلهف العديد من التلاميذ والطلبة بقسنطينة بمجرد انتهاء السنة الدراسية على قضاء عطلتهم الصيفية على شواطئ البحر بالمدن الساحلية القريبة أو حتى البعيدة، يفضّل آخرون اغتنام الفرصة لحفظ أكبر عدد من سور القرآن الكريم. وفي هذا الصدد أشار السيد عبد الحكيم خلفاوي، رئيس مصلحة التعليم القرآني والثقافة الإسلامية بالمديرية المحلية للشؤون الدينية والأوقاف، إلى أنّ عدد الراغبين في حفظ كتاب الله يتراوح في هذه الفترة من كل سنة بين 9 و10 آلاف متربص، أغلبهم من فئة الإناث، موزعين عبر 9 مدارس قرآنية للكبار و234 قسما قرآنيا عبر مساجد الولاية. أضاف المتحدّث أنّ هذه التربصات القرآنية تختلف حسب المستوى التعليمي وحجم حفظ المتربّصين لآيات الذكر الحكيم، مردفا أنّ الحجم الساعي اليومي للدراسة موزع في العادة بين الفترتين الصباحية والمسائية. وبعد أن أوضح أنّ عدد الشغوفين بحفظ كتاب الله يصل طوال أيام السنة إلى 30 ألف متربص، أضاف أنّه عند حلول كلّ موسم اصطياف يتم تكليف المعلمين المكلفين بدروس محو الأمية وأساتذة التعليم القرآني بهذه المهمة، مردفا أنّ المعلمين المشرفين على التأطير يقومون في وقت لاحق، باختيار المتربصين الذين تمكنوا من حفظ أكبر قدر من القرآن لاختبارهم، واستظهار عصارة جهد هؤلاء المتربصين في الحفظ، مضيفا أن اللجان المنصّبة خصيصا لهذا الغرض على مستوى المديرية الولائية للشؤون الدينية والأوقاف والمتكونة من أئمة على وجه الخصوص، ستتكفل بتقييم أداء المتربصين الذين حملوا القرآن في صدورهم من خلال استظهارهم الجزء الذي حفظوه. قال لؤي، صاحب سبع سنوات الذي يدرس بالمدرسة القرآنية التابعة لمسجد "الهجرة" بحي الزيادية، "لديّ رغبة كبيرة في حفظ أكبر قدر من سور كتاب الله العزيز، وها أنا أغتنم فرصة توفر الوقت تزامنا مع العطلة الصيفية". وبحماس أضاف والده السيد عبد الوهاب: "أنا شديد الحرص على جعل أبنائي ينضمون للمدارس القرآنية بغية تحبيبهم في كتاب الله منذ الصغر، لما له من قيمة في الدنيا والآخرة، ولكونه يشكل لهم في المستقبل حصنا منيعا ضد الانحراف الأخلاقي بالنظر إلى القيم النبيلة والأخلاق الفاضلة التي يدعو إليها". واستنادا إلى السيد خلفاوي سيتم اغتنام المناسبات الدينية المقبلة لتكريم أفضل المتربصين؛ عرفانا بجهودهم ومثابرتهم في سبيل حفظ كتاب الله والعناية به وبلوغ مستوى جميل في تجويده.