عشية الدخول المدرسي 2017 / 2018 أسْدت وزيرة التربية الوطنية، نورية بن غبريط، عدة توصيات ونصائح لمديري التربية لإنجاح هذا الموعد التربوي الهام، الذي اختارت له الوزارة هذه السنة شعار «الجميع يتجنّد من أجل مدرسة مُواطَنية وذات جودة» وذلك لضمان تمدرس يحقق النوعية المنشودة، ويخدم توجهات الدولة التي تولي اهتمامها كبيرا لهذا القطاع الحساس وتستمر في دعمه، كاشفة أن الموسم الجديد سيحمل تحديات منها ارتفاع عدد المتمدرسين، وأن الموسم سيشهد توزيع كتب جديدة وكراريس للتمارين وتعميم اللغة الأمازيغية على 37 ولاية. تم أمس، وضع اللمسات الأخيرة للدخول المدرسي المقرر في 6 سبتمبر الداخل، من طرف وزارة التربية، التي نظمت ندوة وطنية جمعت مديري القطاع بالولايات والذين تم توزيعهم على ثلاث ورشات تخص الأولى تسيير الموارد البشرية والثانية بالجوانب البيداغوجية، أما الثالثة فتعنى بالتنظيمات والقوانين المنظمة لتسيير القطاع. وبعد أن شكرت الوزيرة في كلمتها أمام المديرين الجهود المبذولة من طرف كل الإطارات دعتهم إلى تجديد الالتزام بالعمل على منح التلميذ تعليما ذا جودة، معتبرة اللقاء فرصة لتقاسم الآمال التي ترافق كل دخول مدرسي وما يحمله من تحديات من بينها ارتفاع عدد المتمدرسين، وأكدت أن عدد المتمدرسين تعدى هذه السنة 9 ملايين بزيادة 270 ألفا مقارنة بالعام الماضي، حيث سيلتحق جميعهم ب24964 مؤسسة تربوية، وأن الطور الابتدائي سيشكل أولوية بالنسبة للوزارة. كما أثنت مسؤولة القطاع على جهود الدولة التي جعلت التربية أولوية وطنية رغم الظرف المالي الخاص، وأن الوزارة ستعمل على تنفيذ عدة عمليات مسجلة في برنامج الحكومة أهمها تحسين التحكم في التعلّمات السياسية في الطور الابتدائي، إعادة النظر في التقييم البيداغوجي، التعميم التدريجي للأمازيغية، تحسين الحوكمة في النظام المدرسي مع مواصلة رقمنة القطاع، إلى جانب تعزيز التربية على المُواطَنة وكذا تنفيذ البرنامج الوطني للتكوين لفائدة جميع الموظفين، ومنها الأرضية الرقمية للتكوين عن بعد التي استفاد منها 1630 مدير ثانوية تابعوا من خلالها تكوينا في مجال الحوكمة، القيادة التربوية، ومشروع المؤسسة. وتلخصت التعليمات والتوصيات التي أسدتها الوزيرة لممثليها بالولايات في خمسة محاور تتعلق بالجانب الإداري، التسيير البيداغوجي، تسيير الموارد البشرية، الحياة المدرسية، وكذا التسيير الجواري والتواصل، والتي تعد خارطة طريق متكاملة تمس كل المصالح والانشغالات، حيث طلبت الوزيرة من المديرين ورؤساء مؤسسات التربية والمفتشين السهر على الاحترام الصارم للتعليمات الرسمية، وتنفيذ النصوص التنظيمية التي تسيّر السنة الدراسية، إلى جانب المنشور الإطار الذي يتضمن 142 عملية يدور موضوعها حول 6 محاور وموجود بالموقع الإلكتروني للوزارة. كما أمرت بن غبريط، مديري التربية بالقيام بزيارات ميدانية دورية للمؤسسات والتأكد من الانطلاق الفعلي للدخول المدرسي في التاريخ المحدد، والتحقق من توفر التأطير اللازم، وأن يسهر المفتشون على ضمان تأطير الأساتذة لاسيما الجدد منهم، ملحّة على ضرورة وضع الكتب المدرسية تحت تصرّف التلاميذ، حيث أشارت في هذا الصدد إلى أنه سيطرح 30 كتابا مدرسيا جديدا و6 كراريس للتمارين خاصة بالسنتين 3و4 ابتدائي و2 و3 متوسط، استكمالا لعملية تطوير في المناهج التربوية التي انطلقت السنة الماضية، وأنه سيتم تنظيم معرض للكتاب المدرسي من طرف ديوان المطبوعات المدرسية بين 5 و12 سبتمبر، بكافة الولايات وسيكون الافتتاح الرسمي للمعرض بالعاصمة. وفي مجال تسيير الموارد البشرية أوصت بن غبريط، بتحقيق توزيع متوازن للموارد البشرية مع ضمان تغطية المناطق التي تعرف عجزا، حيث لا يبقى أي فوج بدون تأطير وتحيين النظام المعلوماتي الذي وضعته الوزارة، وحسن الاتصال المؤسساتي والتواصل الخارجي مع الأولياء. وأوصت الوزيرة بضرورة التواصل مع وسائل الإعلام كونها همزة وصل تساعد على جعل الإدارة قريبة ومتفتحة على المجتمع، وأنه يتعين على المسؤولين توضيح كل المعلومات والأخبار التي تكون غير دقيقة أو خاطئة في أوانها، وضرورة إيصال المعلومة باستمرار حول القرارات الرسمية المتخذة. كما دعت الوزيرة إلى تحسين صورة الهياكل التربوية ومحيطها قائلة «يجب أن نبذل المزيد من الجهود ونجعل من مدارسنا محيطا جذّابا لأن ذلك من مظاهر المواطَنة»، وأن الدرس الافتتاحي لهذا الموسم سيكون حول المواطنة والبيئة للتأكيد على التربية السلوكية بمساهمة وزارة البيئة والطاقات المتجددة. توفير 65 مليون كتاب وتعليم الأمازيغية في 37 ولاية وعلى هامش ندوة مديري التربية نشطت الوزيرة ندوة صحفية كشفت خلالها أن العدد الإجمالي للكتب المدرسية التي ستوزع خلال الدخول المدرسي المقبل، يبلغ 65 مليون نسخة يجري توزيعها على المؤسسات قبل نهاية أوت الجاري، وفي نفس السياق قالت مسؤولة القطاع إن أغلب الكتب متوفرة على مستوى الدواوين الجهوية للمطبوعات المدرسية، أما البعض الآخر - تقول بن غبريط- فإنه «يخضع حاليا للتقييم من طرف لجنة المراقبة والمراجعة تفاديا لتسجيل أخطاء في الكتاب المدرسي مثلما حصل السنة الماضية». وبخصوص تعميم تعليم اللغة الأمازيغية، ذكرت أنها تدرّس هذه السنة ب37 ولاية بعدما كان تعليمها يقتصر على 11 ولاية في 2014، وفي ردها على سؤال حول ملف إصلاح البكالوريا جددت الوزيرة القول إن «الملف لا يزال على مستوى الحكومة»، مؤكدة أن نظام بكالوريا 2017-2018 «لن تخضع لتغييرات وأن تنظيم هذا الامتحان الوطني سيخضع لنفس البروتوكول الذي على ضوئه تم تنظيم بكالوريا 2017». وبشأن استغلال القوائم الاحتياطية في توظيف الأساتذة، أوضحت المسؤولة أنه سيستمر العمل بالقوائم الاحتياطية بالنسبة للتعليم الابتدائي إلى غاية 31 ديسمبر 2017، في حين يتوقف استغلال القوائم الاحتياطية في التوظيف بالنسبة للتعليم المتوسط والثانوي في ديسمبر 2018.