قدم الباحث في أدب الأطفال، الأستاذ علي بوهون، بقاعة سينما الشباب، جملة من التوجيهات التربوية والنفسية لفائدة المتمدرسين والمربين والأولياء، بهدف لفت الانتباه إلى بعض التوجيهات البسيطة التي ينبغي اتباعها لتحصيل النجاح الذي يعتبر غاية يصبو إليها كل من تطأ قدماه المنظومة التربوية. في بداية المداخلة التي بادر المركز الثقافي الإسلامي إلى تنظيمها، بالتنسيق مع بلدية الجزائر الوسطى، تزامنا والدخول الاجتماعي، تحت عنوان «توجيهات تربوية ونفسية»، ارتأى الباحث بوهون في البداية، توجيه الحديث إلى الأبناء على اعتبار أنهم المعنيون في المقام الأول بالمفاتيح التي تقودهم إلى تحصيل النجاح، والتي حصرها في الثقة بالنفس التي تعتبر الانطلاقة الأولى لأي نجاح مرتقب، بالتالي الأحرى بالأبناء أن تكون لديهم ثقة في أنفسهم في السنوات الأولى من أعمارهم، هذه الثقة حسب الباحث، تحتاج هي الأخرى إلى الطموح العالي الذي عادة ما يتعلق بالبيئة التي ينشأ فيها الطفل، وكلما كانت البيئة إيجابية كان من السهل على الأبناء خلق هذا الطموح بداخلهم، مع التطلع إلى اقتناء الفرص لأن الحياة ما هي إلا فرص، بالتالي كل من أتيحت له فرصة تحصيل العلم بطرق مختلفة عليه استغلالها كما يجب. مشيرا إلى أن كل هذه التوجيهات الأولية لا تكتمل إلا بوجود ما يسمى بالتخطيط للنجاح، لأنه لا يتحقق بالصدفة ولا يأتي من الخيال أو ضربة حظ، وإنما لا بد من التخطيط له وفقا لقواعد وأسس، منها رسم الهدف الذي يصبو إلى تحقيقه والتنظيم والتنفيذ، ومن ثمة يأتي التقييم. بعدها عرج المحاضر للحديث عن بعض ما يجب على الأبناء تفاديه، كونه من الأسباب المحفزة على الفشل والرسوب، ومنها: الاهتمام بصغائر الأمور التي تلهي على التعلم، كالمشاكسات والتقليد الأعمى من خلال الترفع عنها وتجنبها والتحلي بالإصرار والعزيمة، والابتعاد عن كل ما يمكن أن يحبطهم أو يلهيهم عن تحقيق أمانيهم التي تبدأ صغيرة، ثم تكبر شيئا فشيئا، مشيرا إلى أنه إن حدث وتحلى الأبناء بكل هذه التوجيهات، فالنجاح لن يكون مطلقا صعب التحقيق. بعدها عرج المختص بوهون للحديث عن بعض التوجيهات التي تهم الأولياء، ليساعدوا أبناءهم على تحصيل النجاح، ولعل أهم توصية، أصر على ضرورة توفيرها بكل الأسر، تتمثل في تهيئة البيئة المناسبة، بالتالي الأولياء مدعوون لأن يكون المحيط الأسري دافئا يشجع الأطفال ويحفزهم على تحصيل النجاح. أما بالنسبة للتوصية التي تخص المربيين على اعتبار أنهم يمثلون الحلقة الأهم في تحقيق النجاح، هي دعوتهم إلى أن يصنعوا بيئة تربوية إيجابية من خلال تبني أفكار تحبب الأطفال في الهيكل التربوية، كاستقبالهم بالابتسامة ونبرات صوت هادئة تحفزهم على العطاء والمثابرة، مشيرا إلى أن النجاح في آخر المطاف يظل مسألة نسبية ولا يمكن أن نحصره في العملية التعليمة أو التربوية، لأن الأهم هو النجاح في الحياة عموما. تبني التوجيهات والعمل بها، حسب المختص في أدب الأطفال، مسؤولية الأولياء، وعليه فهم مدعوون للحرص على تبني أبنائهم لكل هذه التوجيهات من خلال مرافقتهم بصورة دورية ويومية، خاصة أن البيئة التربوية في مجتمعنا، يقول «ورغم المجهودات التي تبذل لترقيتها وتطويرها، غير أن الجو العام يعكس بعض الشوائب التي تعرقل تحقيق النجاح، لذا لابد من التركيز على كل ما هو رسائل إيجابية تبعث على الأمر وتزرع الإصرار على بذل الجهد لبلوغ النتائج المرجوة».