شرعت وحدات من الجيش النظامي النيجيري وقوات خاصة أمريكية، أمس، في عمليات مطاردة واسعة في محاولة لإلقاء القبض على منفذي الهجوم الذي خلف مقتل ثلاثة جنود من قوات «المارينز» وخمسة جنود نيجيريين، أول أمس، على بعد 200 كلم شمال العاصمة نيامي. واعترف مصدر عسكري أمريكي، أول أمس، بمصرع الجنود الثلاثة وإصابة اثنين آخرين بجروح بليغة نقلا على إثرها الى مستشفى القوات الأمريكية في ألمانيا بسبب خطورة إصاباتهما. وتعد هذه المرة الأولى التي تعترف فيها قيادة القوات الأمريكية في إفريقيا «أفريكوم» بوجود وحدات ميدانية خاصة تابعة لوحدات «المارينز» تخوض عمليات عسكرية ميدانية ضد التنظيمات الإرهابية في دولة النيجر، على اعتبار أن تواجد القوات الأمريكية كان مقتصرا فقط على تدريب وحدات الجيش النيجري على مكافحة الإرهاب وتقديم الدعم لعمليات الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع. يذكر أن قوات أمريكية أخرى متواجدة منذ عدة سنوات في قاعدة عسكرية بمطار مدينة اغاداس في شمال النيجر حيث تقوم بعمليات مراقبة جوية بواسطة طائرات بدون طيار في المنطقة ضمن مهمة مراقبة تحركات عناصر التنظيمات الإرهابية تماما كما تفعل نظيرتها الفرنسية انطلاقا من قاعدة مماثلة في مطار العاصمة نيامي. واعترف الجنرال كينيث ماكنزي الناطق باسم البنتاغون الأمريكي بمقتل الجنود الثلاثة ولكنه رفض الكشف عن عدد القوات الأمريكية المتواجدة في دولة النيجر واكتفى بالقول بوجود وحدة مختصة في تدريب عناصر من الجيش النظامي لهذا البلد على محاربة عناصر التنظيمات الإرهابية في منطقة الساحل. وتعد هذه أكبر حصيلة قتلى تتكبدها القوات الأمريكية في هذه المنطقة الساخنة وقد تزامنت مع قرب موعد وصول وفد دبلوماسي عن دول مجلس الأمن الدولي الى المنطقة رفضت الولاياتالمتحدةالأمريكية المشاركة فيه. كما الحصيلة جاءت في وقت رفضت فيه إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، تمويل الأممالمتحدة للقوة الإقليمية لدول الساحل الخمسة رغم إلحاح فرنسا التي ألقت بكل ثقلها الدبلوماسي منذ شهر جويلية ا لماضي من أجل الإسراع في تشكيلها. فبينما بررت باريس ضرورة إشراك دول منطقة الساحل الخمسة وهي موريتانياوماليوالنيجر وتشاد وبوركينا فاسو في الجهد الدولي لمحاربة التنظيمات الإرهابية في المنطقة أكدت واشنطن أن ذلك يشكل عبئا ماليا إضافيا لا يمكن للأمم المتحدة تحمله في ظل الضائقة المالية التي تعاني منها، ليبقى ذلك مجرد غطاء على صراع عسكري خفي بين البلدين لبسط السيطرة على هذه المنطقة الغنية بشتى أنواع المصادر الطاقوية وخاصة النووية منها. وكشف وزير الدفاع النيجيري الجنرال أبو تارقي في بيان بثه التلفزيون الرسمي أن الجنود القتلى وقعوا في كمين نصبه عدد غير معلوم من المسلحين مدججين بأسلحة متطورة قدموا من دولة مالي على متن عشرات العربات والدراجات النارية. وكشف مصدر عسكري فرنسي في المنطقة أن طائرات فرنسية شاركت في نقل المصابين إلى مستشفى العاصمة نيامي بما يؤكد عنف المواجهة التي وقعت بين المجموعة الإرهابية والقوات النيجيرية الأمريكية المشتركة. وقد استغل وزير الخارجية المالي عبد اللاي ديوب هذه الحصيلة ليرافع أمام أعضاء مجلس الأمن الدولي بنيويورك على ضرورة دعم القوة الإفريقية لمحاربة الإرهاب في منطقة الساحل.