تبدع ابنة تلمسان مريم دالي يوسف في كتاباتها القصصية وفي الشعر، وتخط مشوارها بثبات. من مواليد 28 سبتمبر 1998 بتلمسان، مبدعة تشع بالطموح، وتجتهد لتطور ملكتها في الكتابة، وتحرص على حضورها في جميع التظاهرات الأدبية والأمسيات الشعرية. كما خاضت تجربة النشر بجرأة بعد أن نشرت لها دار المعتز للنشر الأردنية، مجموعتها القصصية «أغمض عينيك وأبق ذهنك مفتوحا»، ثم «بالقيس». التقتها «المساء» مؤخرا بالباهية وهران لتكشف مشاريعها الجديدة ومشاركتها في المعرض الدولي للكتاب «سيلا» في طبعته الجديدة. ❊ كيف كانت بداياتك في عالم القصة والشعر؟ ❊❊— لا أستطيع تفسير علاقتي مع القصة أو مع الشعر؛ لأن الكتابة موهبة أعتبرها منحة وعطية من عند الله، فكل ما أذكره أنني كنت طفلة مولعة بالأدب، واهتماماتي كانت مختلفة عن باقي الأطفال ممن كانوا في مثل سني، إذ كانوا يلعبون ويلهون بلعبهم خاصة البنات، اللواتي كن مرتبطات بالدمى بينما كنت أنا منجذبة إلى الكتاب وملتزمة بالمطالعة، وكنت الوحيدة التي تبكي حينما لا تستطيع أمي أخذي إلى المكتبة، فهذا المكان كان فضاء لمتعتي وتسليتي. ❊ كيف جاء قرار كتابة هذه القصة؟ ❊❊ قبل سنوات كتبت هذه القصة لكني تركتها كمخطوط إلى جانب أعمالي الأدبية الأخرى. وفي السنة الماضية التفتّ إليها وأعدتّ قراءتها بتأن، فوجدت الكثير من الأخطاء، خاصة من حيث التركيب والبناء واللغة، وأعدت الكرّة من جديد، خاصة أن الفكرة والخيال وعناصر القصة متوفرة، فأعدت صياغتها مع اختيار أسلوب يراعي كل الفئات العمرية. كان حلمي أن يصل الكتاب إلى أكبر عدد من القراء، علما أن القصة تحمل قيما أخلاقية راقية وعلى رأسها الصبر والتمسك بالأمل، وهكذا فبعد انتهائي من العمل قمت بتنقيحه، ثم عهدته إلى مختصين ب «نادي سيدي أبي مدين شعيب» بدار الثقافة «عبد القادر علولة» بتلمسان، وإلى أساتذة في اللغة العربية، والذين أود شكرهم على وقوفهم إلى جانبي وتشجيعي على المواصلة والاجتهاد والإبداع، أذكر منهم بودالية وحسين وبناصر وأيضا الدكتور أمين بوترفاس المختص في التنمية البشرية والأخصائي النفساني سمير وجدي. ❊ لماذا اتجهت إلى دار نشر أردنية؟ ❊❊ ليس هناك سبب معيّن لهذا الاختيار، لكن يجب التذكير بأن هذه القصة جزائرية مائة بالمائة، وتعكس الحزن والألم والمأساة التي كان يعيشها الشعب الجزائري أثناء فترة الاستعمار، وبالتالي حرصت على أن تكون نموذجا لكل الدول العربية، بالتأكيد على أن الصبر والتضحية هما سبيلان للتخلص من التبعية والطغيان. ❊ مجموعتك القصصية الجديدة «مرافئ الذاكرة» حاضرة في المعرض الدولي للكتاب، فما تعليقك؟ ❊❊ سأشارك ب «مرافئ الذاكرة» الصادرة عن «منشورات المثقف» بالمعرض الدولي للكتاب، وسأكون حاضرة أنا شخصيا لتوقيعها يوم الثاني من شهر نوفمبر المقبل بجناح منشورات المثقف، وهي تجربة أنتظر موعدها بفارغ الصبر، لاسيما أنني لم أشارك في الطبعة الماضية بسبب ظروف قاهرة، وهي فرصة لي لأعيش الزخم الثقافي والفكري اللذين ستصنعهما هذه التظاهرة الثقافية الدولية الهامة. ❊ بمن تأثرت القاصة مريم دالي يوسف من المبدعين العرب والأجانب؟ ❊❊ بالرغم من أنني قرأت لعدد كبير من الروائيين الجزائريين والعرب، غير أنني أجد نفسي قريبة جدا من الكاتبة السورية غادة السمان، التي أرى فيها الروائية العربية المبدعة بكل المقاييس. ❊ كيف تقيّمين المشهد الأدبي؟ ❊❊ أنا متفائلة جدا بالكتابة الأدبية عندنا. وخلال السنوات الأخيرة حصلت ثورة حقيقية في صفوف الشباب المبدعين باللغتين الفرنسية والعربية، وهم يحاولون إثبات أنفسهم، لاسيما مع دخول تقنية الأنترنت أو ما يسمى بالنشر الإلكتروني؛ مما سمح للروائيين الشباب بالنشر والتعريف بأنفسهم لجمهور القرّاء، إلى جانب بعض دور النشر الجزائرية التي تحترم الإبداع، والتي منحت فرصة النشر لهؤلاء الشباب من كتاب القصة والرواية وكذلك الشعر، وهي مبادرة تُحسب لهم في خدمة الثقافة ببلادنا. ❊ هل تفكرين في عمل جديد؟ ومن أين تستلهمين أبطال قصصك؟ ❊❊ أنا بصدد كتابة مجموعة قصصية جديدة سأكشف عنها عندما تكتمل، وأبطال قصصي أستوحيهم من الواقع؛ فعالمنا غني جدا بالقصص الاجتماعية والعاطفية التي تدفع إلى الكتابة، ونادرا ما أستعين بالخيال. ❊ بماذا تنصحين من يرغب في دخول مجال الكتابة الأدبية بمختلف أجناسها ؟ ❊❊ الكتابة هي موهبة ولا يمكن أن نكتب فقط لأننا قررنا ذلك، لكني أنصح بالقراءة، ثم القراءة؛ فهي وحدها، في اعتقادي، مفتاح الولوج إلى عالم الكتابة الأدبية، وهي ما يصنع الروائي أو القاص والشاعر، إضافة إلى الموهبة طبعا، وتلك نصيحة أخذتها عن أساتذة طلبت مشورتهم ولاأزال آخذ بها. ❊ كلمتك الأخيرة؟ ❊❊ تمنياتي أن أحقق حلمي وأذهب بعيدا في مجال الكتابة. أتمنى طول العمر لوالديّ اللذين شجعاني، وأشكر كل من ساعدني وأنار طريقي، وتحياتي لبلدي الغالي.