يشكل إنتاج الحبوب بولاية عين تموشنت انشغالا أساسيا لدى فلاحي المنطقة، بالرغم من ارتفاعه هذا الموسم، حيث تم تسديد كافة مستحقات الفلاحين البالغ عددهم 4600 فلاح عن طريق الشباك الوحيد، والذين أودعوا محاصيلهم بقيمة مالية تقدر 2.8 مليار دينار، علما أن مردود المتوسط للهكتار الواحد بلغ 16.5 قنطارا في الهكتار الواحد من كل الأصناف، منها 18 قنطارا من القمح الصلب و14 قنطارا من القمح اللين و16 قنطارا من الشعير و12 قنطارا من الخرطال، وهو ما يعطي النسبة المذكورة، حسب السيد محمد طويل مهندس دولة ومختص في الزراعة المستدامة بمديرية الفلاحة. ذكر المصدر أن بعض المستثمرات الفلاحية سجلت قفزة نوعية، لاسيما تلك التي استعان أصحابها بتقنية السقي التكميلي، وبعد مجهود كبير من إقناع الفلاحين بهذه الطريقة، بلغت المساحة المسقية حوالي 1600 هكتار ومست نحو 200 مزارع، حيث حققوا إنتاجا يربو عن 37 قنطارا في الهكتار الواحد بخصوص القمح الصلب، والقمح اللين بين 29 و30 قنطارا في الهكتار، والشعير وصل إلى 30 قنطارا في الهكتار الواحد، علما أنه خلال الموسم اشتكى عدد كبير من الفلاحين موجة الجفاف، علما أن الإنتاج الإجمالي للحبوب بولاية عين تموشنت بلغ 1.8 مليون قنطار هذا الموسم، وأن الإنتاج المجمع، تقول السيدة عبد اللاوي هجيرة، بلغ 710 آلاف قنطار على مستوى تعاونيتين بكل من عين تموشنت وحمام بوحجر. أضافت المتحدثة أن المساحة المخصصة للشعير تفوق 40 بالمائة من المساحة المزروعة، وكل سنة إنتاجها يفوق 10 بالمائة، وهو مرتكز أساسا بمنطقة ملاتة التي تضم كل من صامور ووادي الصباح وعين الأربعاء، وهي منطقة تتميز كذلك بالاكتفاء الذاتي من حيث البذور. قالت محدثتنا بأن الملاحظ هذا الموسم، عدد من الفلاحين لم يودعوا محاصيلهم على مستوى التعاونيات بسبب الديون المتراكمة في السنوات الماضية، وهي أحد العوائق التي واجهت الفلاح، لكن الكمية المجموعة فاقت نسبة 80 بالمائة فيما يتعلق بالقمح الصلب الذي فاق 585 ألف قنطار، والقمح اللين حوالي 40 ألف قنطار والشعير 84 ألف قنطار. وعلى ضوء هذه المعطيات، تتوقع المصالح الفلاحية تحقيق نحو 115 ألف هكتار للموسم الفلاحي 2017 /2018 موزعة على القمح الصلب ب 51 ألف هكتار والقمح اللين ب16 ألف هكتار والشعير ب46 ألف هكتار والخرطال ب09 آلاف هكتار. كما بها مساحة تقدر ب 5500 هكتار للتكثيف والخاصة بإنتاج البذور لهذا الموسم، وقد تم تنصيب لجنة مختلفة الأعضاء، كما أكد عليها وزير الفلاحة والتنمية الريفية. تسير عملية الحرث والبذر على قدم وساق، فبالنسبة لعملية الحرث الربيعي، فاقت المساحة 27800 هكتار، أما الحرث الخريفي، فالمساحة تفوق 27700 هكتار، وهي لا تزال في بدايتها، فيما تفوق مساحة الحرث العميق 55 ألف هكتار. علما أن البذور متوفرة على مستوى التعاونيتين، وتفوق 130 ألف قنطار من مختلف الأصناف والأسمدة أكثر من 22 ألف قنطار. من جهتها، أفادت مكلفة بالبذور لتعاونية الحبوب بحمام بوحجر، حياة كراتو، أن في المنطقة المكلفة بها، حملة الحرث والبذر انطلقت في ال12 من الشهر المنقضي والبذور متوفرة كمّا ونوعا، وأنه تم تسجيل نحو 130 فلاحا استفادوا من قرض «الرفيق»، فيما تم توفير الآلات للراغبين في اقتنائها في عملية الحرث والبذر. علما أن الخبراء ينصحون باستعمال آلة البذر عوض البذر التقليدي نظرا لما توفره من أرباح سواء من حيث الأسمدة أو البذور، وهو ما أكده خبراء من المعهد التقني للمحاصيل الكبرى، حيث تسمح الآلة بالتوزيع الجيد للبذور وتوفير نحو نصف قنطار، وهو ما يعود بالفائدة على الفلاح. وأضافت رئيسة مصلحة النشاط الاجتماعي ببنك التنمية الريفية، السيد كلاش، أنه خلال موسم الحرث والبذر للموسم الماضي تم تمويل 1177 مستثمرة فلاحية، إذ بلغ القرض الإجمالي 54.9 مليون دينار، أما بالنسبة لهذا الموسم فقد تم تسهيل كافة الإجراءات لتمكين الفلاح من الاستفادة من قرض الرفيق بدون فائدة، حيث تم تمويل 551 ملفا، أي ما يعادل 250 مليون دينار، والعملية لا تزال متواصلة عبر الشباك الموحد.