يتطلع مواطنو بلدية سيدي أمحمد الواقعة بولاية المسيلة، بكثافة سكانية قاربت ال9000 نسمة، أنشئت مع التقسيم الإداري لسنة 1984 لمجلس بلدي جديد ينسيهم مغبة السنوات العجاف التي عاشوها، خاصة أنها من بين البلديات التي لم تنل حظها في مجالات التنمية. بالرغم من البوادر المحتشمة التي ظهرت بين الحين والآخر، إلا أنها تبقى بعيدة عن طموحات سكانها. فبالإضافة إلى التهيئة الحضرية التي تقتصر على البلدية مركز، إلى انعدام المرافق الخدماتية، إلى مرافق شبانية شبه منعدمة، جعلت شباب سيدي أمحمد يتسكع في الطرق ويجتر حكاية بطلاها العقيدان سي الحواس وعميروش، اللذان استشهدا ذات يوم بجبل ثامر من هذه المنطقة المجاهدة. ثلاثة آبارارتوازية والأحياء تفتقرللماء عبر الكثير من مواطني سيد أمحمد عن استيائهم من سياسة الترقيع والهروب إلى الوراء، التي تنتهجها السلطات المحلية في معالجة مشكلة الماء الصالح للشرب، بعد أن عانوا الأمرين خلال صائفة الأعوام الأخيرة، حيث تبقى الآبار الثلاثة التي أشرف على تدشينها السيد الوالي، وزادت الأمر تعقيدا والمعاناة حجما، كونها تحمل ماء مالحا أجاجا ومذاقا مرا لا يصلح حتى للفلاحة، فما بالك بالإنسان؟ الأمر الذي أجبر العديد منهم على القيام برحلة البحث عن قطرة ماء يسد بها ظمأه، إذ استنجدوا بالصهاريج التي تبقى مياهها غير صحية يجهل مصدرها وبأسعار تزداد ارتفاعا، حسب المسافة ونوعية الماء، حيث طالب الموطنون في هذا الصدد، الجهات الوصية بالتفكير في حل عاجل، خاصة أن الأمر يتعلق بالماء، بالتالي وضع حد لمعاناتهم التي استمرت لسنوات، ولو عن طريق جلب الماء من ولايات مجاورة.أحياء البلدية تفتقر إلى التهيئة الحضرية من جهة أخرى، استغل المواطنون فرصة لقائهم ب»المساء»، لطرح المزيد من الانشغالات، كافتقار العديد من أحياء بلدية سيدي أمحمد للتهيئة الحضرية، كحي البساتين الذي يعد من أكبر أحياء المدينة، وحي الرجل الذي يبقى يعاني ساكنوه من انعدام التهيئة به، إذ تتحول شوارعه إلى برك مائية، ناهيك عن الأوحال، كلما تساقطت زخات من المطر. فيما تتحول إلى غبار وأتربة صيفا، حيث يناشد السكان السلطات المحلية بضرورة التدخل العاجل لانتشالهم من حياة الغبن ودائرة العزلة التي باتت عنوانا لمعاناتهم، لتتراكم مشاكلهم اليومية مع طرق بعض الأحياء التي قال عنها المواطنون بأنها قد تصلح لكل شيء، ماعدا للسير على الأقدام. الشباب ضائع بين الروتين ونقص المرافقالرياضية أما بخصوص وسائل الترفيه، فإن سيدي أمحمد لا تتوفر على هياكل ترفيهية تنتشلهم من حياة الروتين الذي بات الكثير من شباب البلدية عرضة له، وهم الذين لم يجدوا بديلا سوى المقاهي والشوارع. إلا أنهم وحسبما عبر عنه الكثير منهم ل«المساء»، فإنهم ينتظرون الجهات المعنية لبرمجة ساحات لعب وأماكن ترفيهية تقي الشباب من حياة الشوارع، تخيل أن بلدية بحجم سيدي أمحمد لا تملك فريقا بلديا في كرة القدم أو حتى الرياضات الأخرى، بسبب العجز المالي الذي حرمهم وحرم مواهبهم من تفجير طاقاتهم الرياضية، خاصة في ظل انعدام ظروف الظفر بمنصب عمل، بسبب عدم وجود مشاريع الاستثمار، ليبقى الشاب في هذه البقعة الجغرافية التي تسمى سيدي أمحمد أو البلدية المنسية، كما يحلو لأبنائها تسميتها بين فكي شبح البطالة والروتين، ولا وجود لفرص العمل باستثناء العمل الفلاحي الموسمي أو الرعوي، خاصة أن المنطقة معروفة بطابعها الرعوي، الشيء الذي جعل نسبة البطالة ترتفع، خاصة في أوساط خريجي الجامعات، وما أكثرهم. الفلاحة تطلب الدعم للنهوض بها أكثر، إذ تتوفر منطقة سيدي أمحمد على إمكانيات ضخمة في المجال الفلاحي من أراض خصبة، إلا أن الفلاحين لا يزالون يستعملون الوسائل التقليدية في الفلاحة، خاصة عملية السقي، في انتظار استفادتهم من مشاريع الري الحديثة، آملين في الوقت نفسه، في أن تدرج منطقتهم ضمن المناطق التي ستستفيد من المشاريع الجوارية المختلفة، خاصة ما تعلق بمشاريع الري بالتقطير والرش المحوري وغيره، لأنها تتوفر على عدد كبير من الأشجار المثمرة، كالمشمش والأجاص والتين والرمان التي تعتبر مصدر رزقهم الوحيد الذي يسعون في سبيل الحفاظ عليه. ناهيك عن تصنيفها في المراتب الأولى بإنتاج الجزر والبصل. وبالرغم مما ذكر من نقائص في بلدية حظيت بشرف شهادة العقيدين عميروش وسي الحواس، خصوصا أن جبل ثامر يحرسها، إلا أنها لم تنل حظها من التنمية ويبقى مواطنوها ينتظرون التفاتة تنموية جادة تقلع معها قاطرة التنمية.