تصدر قريبا عن دار «ورق» الإماراتية، النسخة العربية من رواية «قوس قزح» للكاميرونية ماري جولي نجيتس، التي نقلها إلى العربية المترجم الجزائري محمد بوطغان، الذي يُعدّ من المترجمين المتميزين الذين تعاملوا مع النص العالمي بكلّ دقة وإبداع. رواية «قوس قزح» تدور أحداثها ما بين الكاميرون وألمانيا على خلفية علاقة حب تنشأ وتتنامى سريعا بين امرأة إفريقية ورجل ألماني، من خلال الواقع الافتراضي، ثم تنتهي بالتعارف واللقاء والسفر والزواج. يحمل بوطغان نظرة خاصة للترجمة؛ حيث يعتبرها «فعلا إبداعيا خالصا ولا تكون جيدة متميزة إلا إذا أُنجزت من قبل مترجم قارب روح النص وتماهى وتقاطع مع هواجس صاحب النص الأصلي وفهم السياق الإبداعي، لكنه يرى أنّها في المشهد الثقافي الجزائري قليلة وبطيئة جدا ولا تساير المنجز الإبداعي؛ سواء على المستوى الوطني أو العربي أو العالمي. ابن مدينة المهير ببرج بوعريريج أرجع هذا البطء في حوار صحفي، إلى معوقات وأسباب كثيرة، أهمها غياب مشروع وطني للترجمة، كما أن هناك بعض المترجمين لا يحصلون على أي أجر مقابل ترجمتهم بعض الأعمال الأدبية، إلى جانب عزوف الجهات والهيئات التي في مقدورها أن تدعم الترجمة وتموّل الأعمال المترجمة؛ قال: «بقيت الترجمة عندنا عبارة عن مبادرات فردية شخصية وكثيرة، هي الأعمال المترجمة التي تقبع في الأدراج تنتظر دفع الحقوق لصدورها»، مؤكدا ضرورة أن تقف الترجمة على أرضية معرفية صلبة تمنحها أدوات الفعل الترجمي، وهذا يتطلّب منهجية علمية تقف وتستند إلى ضوابط وقواعد يقوم الأكاديميون بتقليدها. للتذكير، محمد بوطغان شاعر وأديب ومترجم جزائري من مواليد مدينة المهير بولاية برج بوعريريج سنة 1960. تلقّى تعليمه الأولي بمسقط رأسه، ثم بمدينة برج بوعريريج. انتقل بعدها للحصول على شهادة التأهيل في الأستاذية بمدينة سطيف، واشتغل أستاذا للغة العربية في الطور المتوسط، ثم مديرا، وبالإضافة إلى تمكّنه من مهنة التدريس يُعدّ من أفضل وأجود المترجمين الجزائريين والعرب في الوقت الحالي، فهو يُعد أيقونة متميزة خاصة في أعماله المترجمة من اللغة الفرنسية. كما نُشرت له دواوين شعرية، تظهر فيها موهبته الشعرية بصورة جلية، تنم عن نفس مبدعة عاشقة للشعر. من بين أعمال بوطغان المنشورة «تهمة الماء» (ديوان شعري 2004)، «شموس يحي الوهراني، مختارات شعرية للجزائري جان سيناك (ترجمة عن الفرنسية 2005)، «أقنعة الروح» رواية للسويدي بار لاجيركفيست (ترجمة عن الفرنسية 2005 منشورات المكتبة الوطنية الجزائرية)، «رحلة مع الشهيدة صليحة ولد قابلية» رواية لعلي عمراني (ترجمة عن الفرنسية 2014 منشورات الوكالة الوطنية للنشر والإشهار)، «عطر الخطيئة» رواية للجزائري أمين الزاوي (ترجمة عن الفرنسية 2016 منشورات دار العين المصرية)، إلى جانب قصائد ونصوص مترجمة منشورة في العديد من الصحف الجزائرية والعربية وبعض الموقع الإلكترونية. كما يُعد محمد بوطغان من الأسماء المشاركة والمدرجة ضمن أنطولوجيا «إفريقيا في القصيدة» 2015 بسويسرا، وهو عضو مؤسس لبيت الترجمة الجزائري، وعضو سابق بالمجلس الوطني لاتحاد الكتّاب الجزائريين، فضلا عن كونه معد ومقدم برنامج «أسئلة الكتابة» بإذاعة برج بوعريريج.