تحدث محمد بوطغان لدى استضافته أول أمس في فضاء صدى الأقلام بالمسرح الوطني عن تجربته في ترجمة رواية دانيال بيناك "كما رواية" الصادرة عن دار الهدى للنشر 2006، قائلا عنها أنه "ارتأى فيها ملامح الرواية أكثر من شيء آخر". مرجعا "نحن نكتب نصا آخرا ولا نعيد كتابة النص الأصلي، فالترجمة الحرفية في كثير من الأحيان أدت بالنص الأصلي إلى الموت، فلا تجد فيه نبضا، لهذا أنا لا أترجم بطريقة آلية" وعن موضوع هذا الكتاب أشار المترجم إلى إن دانيال بيناك قد انهي عمله في ختام الكتاب بعبارة "حضوري قوي، الرجاء أتوسل إليكم، أن لا تستعمل كوسيلة تعذيب بيداغوجي''الكتاب عبارة عن سرد تجربته الشخصية "سيرة ذاتية" مستعملا كل وسائل السرد، القص والتوظيف، محاولا دانيال بذلك إقناع أبناءه بالقراءة دون إجبارهم على فعل ذلك، حتى يحبب قلوبهم على القراءة، بالإضافة إلى استعراضه عن طريق أمثلة و طرح عدة أساليب ووسائل لقراءة عيون الأدب، وحسب محمد بوطغان دانيال بيناك كان مربي ومدرس وتعامل مع النصوص التي كان يقدمها لطلبته، ومقدما لهم تجربته مع الكتب التي قراها منذ كان صبيا مثلهم". كما تطرق المترجم محمد بوطغان إلى مشكلة المقروئية في الجزائر من جهة، وهو الأمر الذي يعود - حسبه - إلى غياب الإرادة السياسية في تغيير الوضع، والبيئة غير المشجعة على القراءة، فقال ''نحن بحاجة إلى انتشار أوسع للكتاب، لكننا لا نستطيع أيضا إجبار شخصا على القراءة دون رضاه وحبه لها". ومن جهة أخرى تحدث الشاعر عن مشكلة النشر في البلاد ودعم وزارة الثقافة لمثل هذا المبادرات الفردية مشيرا إلى ذلك انه "لم يستفد من حقوقه من الترجمة الأولى إلى اليوم ولم يتلق سنتيما واحدا من المكتبة الوطنية أو دار لاختلاف'' على حد قوله، وهو الأمر الذي يجعله يتردد في إصدار مجموعة أعمال التي بحوزته. للإشارة يعدّ الكاتب والمترجم الجزائري محمد بوطغان من مواليد 1960 بقرية المهير بولاية برج بوعريريج، صدر له مؤلّفات عديدة ومختلفة، منها "تهمة الماء" وهي نصوص شعرية،"'شمس يحيى الوهراني" مترجمة عن الكاتب "جان سيتلك"، ومن مخطوطاته الشعرية له "فجائع كائن النص"، وفي الترجمة "أهل العطر" وهي رواية لأمين الزاوي، وكذا "الأغاد الحالمة" عبارة عن نص مسرحي ل"ماكسيم نديبكا"، ومنتخبات للكاتب ديكون"، وغيرها.