يشكل ملف الحدائق بالعاصمة أهم أولويات ولاية الجزائر في الفترة الأخيرة، باعتبار أن الاستراتجية المستقبلية ترتكز على تزيين المدن، ما يجعل نجاح مشروع تجسيد «الجزائر البيضاء» مرهونا بهذه الفضاءات الطبيعية في إطار تحسين الواجهات والساحات العمومية ضمن مخطط ترقية المساحات الخضراء، لكسر فوضى العمران الذي طغى على المدينة. وباتت المساحات الخضراء تظهر للعيان بشكل ملحوظ بعد التعليمات وتوجيهات والي العاصمة عبد القادر زوخ، الذي ركز في إطار تجسيد مشروع «الجزائر البيضاء»، على تخصيص هكتارات هامة حتى تكون فضاءات خضراء، يستفيد منها المواطن العاصمي في الترفيه عن النفس والاسترخاء. وأكد مصدر مسؤول من الولاية ل «المساء»، أنه تم تخصيص حصة الأسد فيما يخص العقارات المسترجعة في إطار عملية إعادة الإسكان التي عرفتها العاصمة، الرامية إلى القضاء على الأحياء القصديرية لتجسيد مساحات خضراء لإنجاز مشاريع تنموية على حسب احتياجات كل المنطقة، لتوجه مساحات أخرى لتجسيد مساحات خضراء في إطار تغيير الوجه الجمالي للعاصمة. وأشار مصدرنا إلى أن الحي القصديري، على سبيل المثال «دودو مختار» الواقع ببلدية حيدرة، تحوّل إلى حديقة عمومية؛ في عمل منسق مع مصالح الغابات، تم خلاله إنجاز 20 هكتارا بتكلفة مالية ناهزت 150 مليون دج، شكّلت مكسبا هاما لسكان العاصمة الذين يحبّذون المناظر الطبيعية بعيدا عن زحمة المرور والانشغالات اليومية. من جهته، أكد المدير العام لمؤسسة تطوير المساحات الخضراء بولاية الجزائر كمال يعقوبي، أن هيئته انطلقت في إعادة تهيئة 240 حديقة عمومية، منها حديقة براغ مارانغو سابقا (المحاذية لثانوية الأمير عبد القادر بحي باب الوادي) والتي تضم أشجارا عمرها مئات السنين وتُعتبر متنفسا لجميع سكان القصبة وباب الوادي، علما أن الحديقة تضم أكثر من 64 نوعا من الأشجار. وفيما يخص إعادة تهيئة باقي حدائق العاصمة التي تعود للحقبة الاستعمارية على غرار حديقة الحرية، أوضح السيد يعقوبي أن هذه الحدائق تخضع لمسؤولية البلديات، داعيا في نفس الوقت، إلى غرس مزيد من الأشجار واستحداث مساحات خضراء، علما أن المعيار الدولي للمساحات الخضراء يمثل 10 أمتار مربعة للفرد الواحد، في حين أنه تم بالعاصمة إحصاء حوالي 4 أمتار مربعة للفرد الواحد سنة 2013. في نفس الإطار، أشار ذات المسؤول إلى أن نوعية الهواء بالعاصمة الذي عرف تحسنا كبيرا منذ 2014، والمصادف لتاريخ الشروع في برامج إعادة التأهيل وتزيين العاصمة، مشيرا في نفس الوقت إلى تحويل المفرغة العمومية لواد السمار ومركز الردم التقني بأولاد فايت، إلى حديقتي تسلية، وهي المشاريع التي ساهمت، بشكل معتبر، في تحسين نوعية الهواء بالعاصمة. كما أكد السيد يعقوبي أن مؤسسته تتكفل أيضا بالقضاء على النقاط السوداء للنفايات في العاصمة؛ بتحويلها إلى مساحات خضراء على مستوى 57 بلدية، من أجل بلوغ مساحة 3 ملايين و500 ألف متر مربع خلال سنة 2017.