لقيت حملات التنظيف الواسعة التي تشهدها أكبر مدن ولاية النعامة، استجابة كبيرة للمتطوعين من جمعيات تعنى بالبيئة ومؤسسات عمومية وخاصة، حسبما أكدته مصالح الولاية حيث، تهدف هذه الحملة التي تتواصل منذ أكثر من شهر مع نهاية كل أسبوع ببلديات وقرى دوائر النعامة ومشرية وعين الصفراء، إلى الارتقاء بعملية نظافة المحيط إلى «مستوى أفضل»، بالنظر إلى التدهور الكبير الذي أصبح يشهده المحيط بسبب انتشار النفايات الفوضوية. بمشاركة للمؤسسات العمومية والخاصة والإدارات وحتى المحلات التجارية، يجري دهن وتزيين واجهات هذه المؤسسات في مسعى تحسين الوجه الجمالي للمدينة، حيث تمت إعادة الطلاء ووضع لوحات تعريفية مضيئة للمؤسسات العمومية بالولاية لنحو 40 مبنا إداريا وعشرات المساجد، فضلا عن العناية بترميم واجهات العديد من المباني السكنية القديمة بالولاية، حسب حصيلة هذه العملية. إضافة إلى ذلك، يجري استدراك التأخر الحاصل في مجال الإنارة العمومية، حيث تم تغيير نحو 10 نقاط للإضاءة عبر الشوارع وإصلاح عشرات المواقع، مع توفير كافة الوسائل الضرورية التي من شأنها إنارة كافة أرجاء المدن ومفترقات الطرق داخل المناطق الحضرية الكبرى بالولاية. ساهمت عملية الاعتناء بنظافة الأحياء الكبرى للولاية، في إزالة ما لا يقل عن 20 نقطة عشوائية لرمي النفايات التي تم جمعها من طرف المتطوعين في هذه الحملة، مع تحويل أكثر من 300 طن من النفايات الهامدة، إضافة إلى أغصان وجذوع الأشجار التي تم تقليمها عبر الشوارع نحو مركز ردم النفايات الهامدة بالولاية، وفقا لمدير المؤسسة العمومية لتسيير مراكز الردم التقني للنفايات بالولاية، عبد الجليل بوستة. ستبقى هذه العملية متواصلة حتى يتحول العمل التطوعي والعناية بالمحيط إلى سلوك راسخ واعتيادي في أوساط المواطنين، حسب تعليمات الوالي في تصريح له خلال أشغال المجلس التنفيذي الأخير. ويتزايد التجاوب من طرف مختلف الشركاء، بحيث يلاحظ الزائر لمدينة النعامة أنها تحولت إلى ورشة حقيقية بمشاركة جميع الفاعلين. للإشارة، فقد جندت كل الوسائل المادية والبشرية المتوفرة لدى الجماعات المحلية والمؤسسات الخاصة والعمومية لتنظيم هذه الحملات، بداية بتنظيف المحيط، مرورا بغرس وتقليم الأشجار، وصولا إلى طلاء المباني والمؤسسات والمحلات وتنظيف شبكات التطهير لتجنب انسدادها، بفعل مياه الأمطار، مع إشراك المواطن في هذه العملية عن طريق تحسيسه بخصوص احترام مواقيت رمي النفايات المنزلية.