رغم الجهود المكثفة التي يبذلها مختلف أعوان محافظة الغابات من أجل الحفاظ على الثروة الغابية، إلا أن هناك من المواطنين من يواصل انتهاك حرمة الغابات على مستوى مختلف بلديات ولاية وهران. وفي هذا السياق، يؤكد محافظ الغابات السيد عبد الكريم بوزيان ل «المساء»، أن مصالحه تعمل ليل نهار من أجل وضع حد نهائي لمغتصبي الأراضي الغابية، التي يتم على مستواها قطع الأشجار؛ بهدف إنجاز بيت قصديري، ثم مطالبة السلطات العمومية بضرورة تقديم المساعدة لهؤلاء النازحين المحتاجين إلى سكن عمومي اجتماعي إيجاري. ولعل من أهم المناطق التي يتم اختيارها من طرف هؤلاء المواطنين لفرض الأمر الواقع على السلطات العمومية بحي الصنوبر المحاذي لحي سيدي الهواري العتيق وحي بوعمامة الواقع غير بعيد عن مقر الناحية العسكرية الثانية، والتي اختيرت لإنجاز هذه المساكن القصديرية التي تشوه منظر المدينة. وقد قامت مصالح الغابات، خلال الأيام الماضية، بهدم نهائي ل 122 بناية قصديرية وتقديم أصحابها للعدالة، بالإضافة إلى تحرير 34 محضر مخالفة لأشخاص يحاولون توفير مواد البناء؛ من أجل الشروع بعدها في إنجاز سكناتهم القصديرية. وفي إطار مساعي السلطات العمومية للقضاء على السكن القصديري، تمكنت خلال السنة الجارية، من هدم ما لا يقل عن 500 بناية قصديرية ببلدية مسرغين، شُيدت كلها فوق أراضي ملك للدولة وأخرى فوق أراض فلاحية، بالإضافة إلى تهديم ما لا يقل عن 600 مسكن قصديري بحي حياة ريجنسي وأزيد من ألف مسكن هش وقصديري ببلدية سيدي الشحمي وأخرى بحي قارة ببلدية السانيا. وفي هذا الإطار سبق لوالي وهران وكل الولاة المتعاقبين على تسيير شؤون الولاية، التأكيد على ضرورة احترام مختلف الأراضي الفلاحية والأراضي التابعة لأملاك الدولة مع ضرورة المحافظة على البيئة والعمران. ومن هذا المنطلق أكد السيد والي وهران السيد مولود شريفي، أن للقضاء على هذه الظاهرة المشينة والسلبية، لا بد من تضافر جميع الجهود وتنسيق العمل مع المصالح الأمنية بدون استثناء على مستوى مختلف المديريات والبلديات، التي من واجب مسيّريها المنتخبين العمل القاعدي وتحرير كل مخالفة يتم ملاحظتها، والعمل على تصحيح الأوضاع وضبط الأمور في حينها.