يعيد المسرح الوطني «محيي الدين بشطارزي» ابتداء من 26 نوفمبر إلى غاية 17 ديسمبر القادم، برمجة مسرحية «بابور غرق»، يوميا ابتداء من السادسة والنصف مساء، بعد أن لاقت البرمجة الأولى إقبالا كبيرا من طرف الجمهور المتعطش للروائع القادمة من سنوات مجد المسرح الوطني. إعادة مسرحية «بابور غرق» التي اشتهرت سنوات الثمانينات وأخرجها وكتب نصها ومثل فيها سليمان بن عيسى، هي جانب من فكرة إعادة الأعمال المسرحية الأكثر شهرة من الرصيد المسرحي الجزائري. وعند الإعلان عن إعادة مسرحية «بابور غرق» التي ظهر إقبال عليها في الموسم الفارط، بدأت تُحجز التذاكر أياما قبل العرض، على اعتبار أنّ هذا العمل المسرحي كان له صدى كبير. وسيتواصل اهتمام المسرح الوطني بالربيرتوار الجزائري، والهدف منه تعريف الجيل الحالي بالمسرحيين الجزائريين الذين يملكون تجربة كبيرة، والذين أبدعوا في أعمال كثيرة. ومن حسن الحظ أن في مسرحية «بابور غرق» نفس الفريق تقريبا الذي صعد على خشبة المسرح الوطني، وهم سليمان بن عيسى وعمر قندوز ومصطفي عياد الذي عوّض الفنان سيد أحمد أقومي بسبب ظروفه الصحية. «بابور غرق» عرفت انتشارا واسعا خلال سنوات الثمانينات والتسعينات. تعود إلى خشبة المسرح الوطني الجزائري من 26 نوفمبر إلى 17 ديسمبر القادم، وهي عبارة عن كوميديا تراجيدية مدتها 100 دقيقة، كتب نصها في 1983. وتروي قصة ثلاثة ناجين من غرق سفينة، ويتعلق الأمر بمثقف (مصطفى عياد)، ورجل عديم الضمير (عمر قندوز)، وعامل بسيط (سليمان بن عيسى)، ثم يجد الثلاثة أنفسهم وسط حطام سفينة في لا مكان وسط البحر، ويدخلون في نقاش حاد، يبحث كل واحد منهم عن طريقة للنجاة. كان الكاتب المسرحي سليمان بن عيسى استغل الذكرى 50 لمسيرته الفنية، للصعود على خشبة المسرح ب «بابور غرق»، وهو عمل يلخص جيدا مساره الفني الملتزم. وفي هذه الاحتفالية كان عقد ندوة صحفية بمقر المسرح الوطني، أكد فيها أن العمل سيؤدى كاملا بالحفاظ على النص الأصلي الذي كُتب سنة 1983. واعتبر سليمان بن عيسى أن الجمهور هو «شريك ذكي» تعود إليه «اللمسة الأخيرة»؛ من أجل إنجاح عمل. كما أشاد بمهنية مصطفى عياد وعمر قندوز، اللذين حافظا على الأصل في الأداء، ووُضعا فيه بخبرتهما الطويلة. يُذكر أن سليمان بن عيسى مخرج المسرحية، روائي ومؤلف مسرحي، له قرابة 20 مسرحية، من بينها «بوعلام زيد لقدام» (1974) و»المحقور» (1978) و»أنت خويا وأنا واش نكون؟» (1992) و»مجلس التأديب» (1994) التي أعيد تقديمها في 2011. للتذكير، فإن الوضع القائم حاليا يعرف عزوفا للجمهور عن العروض المسرحية. ويرى أغلب هذا الجمهور أن نوعية هذه العروض لا تحفّز على الإقبال، وبالتالي يتساءل المنظمون عن كيفية ملء هذه القاعات بين عشية وضحاها، وكانت الفكرة هي العودة بالجمهور إلى ريبيرتوار الروائع، الذي أثبت نجاعته وقدرته على جر رجل الجمهور عن طيب خاطر. ❊مريم .ن