افتتح الفيلم الروائي السوري «طريق النحل» للمخرج عبد اللطيف عبد الحميد، عروض مسابقة «آفاق السينما العربية» ضمن مجريات الدورة 39 من مهرجان القاهرة السينمائي، الأربعاء الأخير في مسرح «الهناجر» بدار الأوبرا المصرية. ويرصد هذا العمل خيار السوريين في ظل الأزمة الأمنية التي يكابدونها، بين البقاء أو الهجرة. ويقترح الحب نقيضا للحرب، وشّحه المخرج في قالب درامي وبعض توابل الكوميديا الإيطالية. يروي الفيلم قصة «ليلى» (جيانا جورج) طالبة جامعية قُتل كل أفراد أسرتها ماعدا أخاها الأكبر، فهاجرا إلى العاصمة دمشق. حبيبها الأول اختفى فجأة وانقطعت أخباره، فتعايشت مع فكرة الفقدان، ثم ما لبثت أن تعرفت في دمشق على «رمزي» (يامن حجلي) الشاب الوسيم والشهم. وعندما تبدأ العلاقة العاطفية تتحول إلى قصة حب يظهر حبيبها الأول المفقود في ألمانيا، وتبدأ رحلة الصراع على الجدارة في تجليات الحب. الفيلم الذي ألفه عبد اللطيف عبد الحميد، يسرد قصص حب تعاكس ظروف الحرب في سوريا. هذه القصص التي تضع ليلى في حيرة من أمرها، ف «سليم» (بيير داغر) وهو في مقتبل العمر، تشاركه «ليلى» في تصوير فيلم، سرعان ما يقع في حبها، لتجد نفسها محاصَرة بثلاثة خيارات. تتطوّر الأحداث مع ليلى، لتقتنع بضرورة البحث عن حياة جديدة بخيار الهجرة إلى حبيبها الأول «عادل» في ألمانيا. «رمزي» العاشق الولهان الذي سدد سهامه في صميم قلب ليلى فأرداها مولعة به، إذ تثيرها موهبته في تقليد الأصوات، كما تُعجب بشجاعته في تفكيك قذيفة، يتعقبها إلى المطار، يرسل لها صفيرا من أغنية «طريق النحل» للفنانة فيروز، الأمر الذي يجعلها تعود أدراجها إلى أحضان «رمزي» وأحضان وطنها سوريا. من هنا قد ينتقد المخرج عبد اللطيف عبد الحميد خيار سوريين في الهجرة، ويزكي الحب كبديل للبقاء في الوطن بعد أن أصبحت هذه الظاهرة هاجسا للشباب السوريين في سنوات الحرب. وعلى عكس الأفلام السورية الأخيرة التي رصدت صور الدمار والحرب عن قرب، اختار المخرج في فيلمه «طريق النحل» (109 دقيقة، إنتاج 2017)، أماكن جميلة وهادئة في تصوير عمله، وجعل من الأزمة ديكور طفيفا، مغلبا مشاهد الحياة العادية، بل وجعل من هذه الحرب صورة كاريكاتورية بحتة، ربما تتجلى في مشهد «رمزي» لما يقوم بتفكيك قذيفة صُوّبت نحو بيتهم بطريقة هزلية؛ وكأنه يلهو بلعبة. مبعوثة «المساء» إلى القاهرة: دليلة مالك