دعا الروائي عبد الوهاب عيساوي إلى تنظيم ورشات خاصة بكتابة النصوص المسرحية على مستوى المسارح، مثلما حدث مؤخرا لمسرحيّ سعيدة ومعسكر، حيث نتج عنه خمسة نصوص مسرحية، من بينها نص «الغائب». مضيفا أن هذه الخطوات ستمكن من الاعتماد على النصوص الجزائرية وتشجيع المؤلفين على المزيد من العطاء. أضاف عبد الوهاب عيساوي في الندوة الصحفية التي عقدها أمس، رفقة مخرج مسرحية «الغائب»، ملياني محمد مراد، بنادي «امحمد بن قطاف» للمسرح الوطني الجزائري، حول العرض الجديد للمسرح الجهوي «صراط بومدين» بسعيدة، أن كتابته للنص المسرحي لم تكن بالأمر اليسير، حيث اعتاد كتابة روايات ظفر من خلالها بجوائز وطنية ودولية، في حين تعتمد النصوص المسرحية على الفعل الدرامي الذي يمكن أن يتلخص في جملة واحدة، بينما قد يكتب الروائي عن نفس الفكرة في صفحة كاملة من السرد. في إجابته على سؤال «المساء» حول رأيه في الإخراج المسرحي لنصه «الغائب»، وعن حضوره للتدريبات، قال إنه اتفق مع المخرج على كل تفاصيل العمل، كما جلس معه وتناقشا في الموضوع، خاصة أنه لا يملك خبرة في الكتابة المسرحية، وهكذا اختزل نصه من أربعين صفحة إلى ثلاثين، بعد حذف التكرار، وتطبيقا لمبدأ الاقتصاد اللغوي. مضيفا أنه بعد هذا الاتفاق، انفصل عن ملياني ولم يلتقيا إلا يوم الندوة الصحفية، وهكذا سيشاهد صاحبنا نصه مجسدا على الركح لأول مرة، مثله مثل الجميع، غدا في عرضه الشرفي في مستغانم، بمناسبة اختيار هذه المدينة عاصمة للمسرح. وعن قصة «الغائب»، قال عيساوي إنها تحكي قصة بيت في رمزية للوطن، يضم خمس شخصيات؛ الأول شخصية الأب الذي يمثل سلطة أفكار كلاسيكية ثورية يتبناها الإبن البكر، أما الإبن الثاني الذي ينتمي إلى جيل أواخر الثمانينات، فيرفض الانصياع للأوامر ويتصادم بأفكار والده، فيغادر الديار والبلد ويعود بعد وفاة الوالد ويقرر الانتقام من أفكار هذا الأخير التي ما زالت معششة في البيت، رغم رحيل الأب، ويطالب ببيع المنزل. كما نجد أيضا شخصية الأم التي تمثل ظل الوالد وشخصية البنت. من جهته، قال مخرج العرض، ملياني محمد مراد، إنه سعيد جدا بالعمل مع عيساوي، حيث أنه يحبذ العمل مع المؤلفين الجزائريين، مثلما حدث له في السابق. في المقابل، يسعد أيضا بالعمل مع ممثلي المنطقة التي ينتمي إليها المسرح منظم العرض. مشيرا إلى أن النص المسرحي تطغى عليه اللغة العربية الفصحى، مع ذكر بعض الكلمات باللهجة المحلية وبعض الكلمات باللغة الفرنسية، باعتبار أن أحد أفراد المسرحية، مغترب عاد إلى ديار الوطن. وأضاف المخرج أنه أراد تسليط الضوء على عدة مواضيع، من بينها الميراث وما يسببه من نزاعات مريرة بين أفراد العائلة الواحدة، وعلاقة المواطن بالبلد، ليؤكد أن في الأخير كل متفرج للمسرحية يقدم تحليله الخاص. كما أعلن ملياني عن اقتباسه لرواية «الملكة» لأمين الزاوي في عمله المسرحي الجديد، واستعان بخريج مدرسة الفنون الجميلة في تجسيد أفكاره المتعلقة بالسينوغرافيا، على أمل أن تعرض المسرحية أيضا في المسارح الجهوية والعاصمة. لطيفة داريب