بالنظر إلى كثرة حوادث المرور التي تسجلها مختلف المصالح الأمنية عبر طرق الوطن، ووصلت إلى حد لا يطاق، طالب رئيس الجمعية الوطنية للسلامة المرورية، السيد علي شيقان، السلطات العمومية من خلال "المساء"، بضرورة اتخاذ جملة من التدابير والآليات لوقف هذا النزيف الذي يضر كثيرا الاقتصاد الوطني والخزينة العمومية. في هذا السياق، أوضح السيد شيقان أن هذه الآليات التي يطالب بها، تدخل ضمن المحافظة على الأرواح التي تذهب هدرا، حيث أصبح من الواجب على السلطات العمومية إدراج مختلف الآليات التي تهدف إلى التكوين وتكوين المكونين من أجل رفع مستوى السائقين، لاسيما أصحاب رخص القيادة الذين تقل أهليتهم عن خمس سنوات، من الحصول على الرخصة، كونهم الأكثر الأكثر تسببا في الحوادث، بسبب نقص التجربة في مجال القيادة، التي تتطلّب الكثير من الحيطة والحذر والصبر والخبرة العملية المتعلقة بالقيادة في الطريق، خاصة عندما يتعلق الأمر بالمسافات الطويلة أو نصف الطويلة التي لا تقل عن 200 كلم في اليوم. في هذا الشأن، أكد السيد شيقان أنه من الضروري التوجه إلى التكوين وتكوين المكونين من خلال الاعتماد على أحدث الوسائل البيداغوجية والطرق الحديثة والعصرية، بالإضافة إلى الاعتماد على الساعات الإضافية في مجال القيادة، حتى يتمكن المعني بالتكوين، من التحكم الفعلي في مختلف آليات القيادة، تجنبا للحوادث المرورية التي تنتهي في غالب الأحيان بالوفاة أو الإعاقة الدائمة. على هذا الأساس، دعا رئيس الجمعية الوطنية للسلامة المرورية، الشباب حديثي العهد برخصة السياقة، إلى ضرورة توخي الحذر خلال مختلف عمليات القيادة وعدم الثقة المفرطة في العربات التي يقودونها، ولو كانت جديدة ومزودة بمختلف اللواحق العصرية لأنه مهما كان، هناك العديد من العوامل التي تساعد على الخطر والحوادث، منها ما يتعلق بالعامل البشري ووضعية الطرق وغيرها من العوامل المهمة الأخرى التي لا ينتبه إليها السائق مهما كانت خبرته الميدانية. يطالب الكثير من أعضاء الجمعية مختلف السائقين، لاسيما فئة الشباب، بضرورة التعامل الذكي مع المركبة التي يقودونها، خاصة أن الإحصائيات أثبتت بما لا يدع مجالا للشك، أن ما يعادل 65 بالمائة من الشباب هم من يتسببون في مختلف حوادث المرور، كما تشير إليه مختلف الإحصائيات، فالمتسبب في هذه الحوادث المميتة من الشباب تتراوح أعمارهم بين 20 و32 سنة، كما أن رخص السياقة التي يملكونها لا يتعدى عمرها 5 سنوات فقط. أكد السيد علي شيقان أيضا، أن التوجه المستمر إلى التحسيس والتوعية في مجال القيادة، من شأنه أن يأتي بثماره فيما يتعلق بالسلامة المرورية، خاصة لدى السائقين الجدد والحائزين على رخصة السياقة حديثا، لأن الهدف من مختلف العمليات التحسيسية هو غرس ثقافة احترام الراجلين وقانون المرور، لأن الإحصائيات الفعلية أثبتت أن احترام القانون هو الوحيد الذي يقلص من الحوادث المرورية، سواء تعلق الأمر بالسرعة أو مختلف الإشارات المرورية الأخرى، لاسيما تلك المتعلقة بالتجاوز الخطير أو القيادة في حالة سكر، وغيرها من المخالفات الكثيرة التي تساهم بشكل كبير في مختلف الحوادث المميتة التي يتعرض لها الفرد في مختلف الحالات. ❊ج.الجيلالي