أشار الموقع الإعلامي "رو 89" في مقال تناول المتابعات القضائية ضد رجال الإعلام أن ممارسة مهنة الصحافة بفرنسا أضحت أكثر صعوبة. وذكر الموقع حالة صحفي من قناة "فرانس 3" الذي استمع إلى أقواله قاضي تحقيق بمدينة ليل عقب استدعائه للرد على تهمة "التستر على انتهاك السر المهني". وجاء الاستدعاء بناء على شكوى رفعها شرطي مغربي متقاعد كان محل مذكرة توقيف دولية في إطار قضية اغتيال المعارض المغربي مهدي بن بركة. وأوضح الموقع الإعلامي الفرنسي أن القاضي الباريسي الذي يحقق في هذه القضية باتريك رماييل أصدر خمسة مذكرات توقيف في أكتوبر 2007 وكان الصحفي قد كشف عن ذلك على قناة "فرانس 3" وللتذكير فقد تم الإثنين الماضي استدعاء ثلاثة صحفيين من مدينة بواتيي للمثول أمام العدالة حيث خرج صحفيين اثنين من الجريدة المحلية "سنتر براس" بوضع شاهد مدعى عليه في حين وضع زميلهم من "لا نوفال ريبوبليك" تحت التحقيق بتهمة "التستر على انتهاك سر التحقيق". وفي سنة 2007 ذكر الصحفي من "لا نوفال ريبوبليك" في مقال له مقاطع من خبرة مختص في الأمراض العقلية أثبتت عدم وجود مسؤولية جنائية لرجل متهم بقتله بوحشية امرأة منذ سنة خلت. و قد تطرق الصحفيان الآخران إلى الخبرة لكن دون نشر مقاطع منها. وأضاف الموقع أن الجريدتين كانتا في سبتمبر الفارط محل تفتيش تم على إثره حجز أجهزة كمبيوتر. كما تم في شهر جويلية الماضي تفتيش مقرات المجلة المتخصصة "أوتو بلوس" وأحيل صحفي على التحقيق ثم رهن الحبس الاحتياطي لمدة 48 ساعة بتهمة "التستر على خيانة الثقة" عقب شكوى قدمها صانع سيارات ضد الأسبوعية التي نشرت صورا عن نموذجها الجديد. وفي ديسمبر الماضي تم استدعاء صحفي آخر بحيث تمت إحالته على التحقيق من قبل مديرية مراقبة الإقليم بتهمة "كشف سر الدفاع" من خلال تطرقه إلى ملفات للمديرية العامة للأمن الخارجي في مقال حول أحداث 11 سبتمبر تم نشره في جريدة "لوموند" في أفريل 2007. وأكد الموقع نقلا عن التقرير السنوي للمنظمة غير الحكومية "مراسلون بلا حدود" أن فرنسا حطمت الرقم القياسي على المستوى الأوروبي من حيث عدد تدخلات الشرطة أو التدخلات القضائية بخمس عمليات تفتيش وإحالتين على التحقيق وأربعة استدعاءات لصحفيين. وأضاف المصدر أن هذه القائمة "تضم إلى غاية 13 أكتوبر الفارط ثلاثة حالات إحالة على التحقيق و سبعة استدعاءات".وذكر الموقع بأن فرنسا تصنف في المرتبة ال35 في تقرير 2008 لمنظمة "مراسلون بلا حدود" بعد دول من أوروبا وكندا وزيلاندا الجديدة مشيرا إلى أن الصحافة تتمتع بحرية أكبر في كل من ناميبيا وقبرص وغانا مقارنة بفرنسا. وأضاف الموقع أن الأمين العام للمنظمة غير الحكومية "مراسلون بلا حدود" سجل تفاقما للوضع بفرنسا معتبرا أن "هذا الوضع لا يليق اليوم بدولة ديمقراطية مثل فرنسا". (وأج)