دعت وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط أمس، كل فعاليات الأسرة التربوية على مستوى الوطن إلى العمل على تغليب مصلحة التلميذ وجعلها فوق كل اعتبار والالتزام بالأخلاق والمسؤولية، مؤكدة أن الوزارة تواصل الدعوة إلى الحوار مع الشركاء الاجتماعيين وتشجع التوجه نحو حل المشاكل الاجتماعية المهنية على المستوى المحلي وتحسين نجاعة المدرسة. وأوضحت الوزيرة في أول يوم من زيارتها إلى تيزي وزو، أن الأزمات التي يشهدها قطاعها عبر الوطن، تكون في غالب الأحيان لأسباب غير مهنية، داعية الفاعلين التربويين إلى احترام أخلاقيات المهنة وعدم الإساءة إلى مهنة التعليم، بالتجنيد الإيجابي للعمل على استمرارية التعليم وتحسين مكانة المدرسة الجزائرية على المستوى الدولي. وأشارت الوزيرة إلى التأثير السلبي للإضرابات التي تشهدها المدرسة الجزائرية، واعتراضها لجهود تحسين مستوى التدريس رغم الإمكانيات المادية والبشرية الهامة التي ترصدها الدولة للقطاع، مضيفة أن هذه الاضرابات تدفع العائلات الميسورة إلى اللجوء للدروس الخصوصية، لاستدراك الوقت الضائع، فيما تبقى العائلات الفقيرة دون القدرة على هذا الخيار، بما يقصي مبدأ تكافؤ الفرص. الإضرابات رفعت أسعار الدروس الخصوصية كما كشفت وزيرة التربية الوطنية في سياق متصل بأن الإضرابات الأخيرة التي أدت إلى عرقلة مسار التعليم وعدم الاستقرار في الدروس، دفعت ببعض المؤسسات التي تقدم الدروس الخاصة إلى رفع أسعارها بسبب الإقبال الكبير عليها من طرف التلاميذ، الذين يتخوف أولياءهم من شبح السنة البيضاء، خاصة منهم المقبلين على امتحانات نهاية السنة، لتطمئن بالمناسبة الأولياء بالعمل على ضمان استمرارية التمدرس بالمؤسسات التي عرفت توقفا عن الدراسة منذ شهر نوفمبر الفارط بولايتي بجاية والبليدة، مع السهر على حل المشاكل الاجتماعية والمهنية لكل الأساتذة لضمان تحسين أداء المدرسة. واغتنمت الوزيرة اللقاء الذي جمعها مع إطاراتها المحلية بمقر الولاية، للإشادة بموقف النقابات وأولياء التلاميذ الذين وقعوا بيان مشترك ينددون فيه بتواصل الإضراب الذي دعت إليه نقابة «كنابست» في هذا الوقت الحساس من السنة الدراسية، لافتة إلى أنه في ظل سياق جيو سياسي مطبوع بالتهديدات المتعددة، «يتعين الالتزام بالتعقل ووضع مصلحة التلميذ فوق كل اعتبار والابتعاد عن كل ما يسئ للمدرسة». وأشارت بن غبريط إلى أن الوضعية التي عاشها قطاع التربية بتيزي وزو خلال الأسابيع الماضية، كانت «صادمة» لكل المجتمع، حيث قالت في هذا الصدد «لا الأساتذة ولا مدراء المؤسسات ولا المفتشين يتمنون العمل في هذه الوضعية مجددا، حيث يكون التلميذ ضحية»، داعية مدراء المؤسسات التربوية والمفتشين وضع التلميذ في قلب كل الانشغالات. وتواصل بن غبريط زيارتها اليوم الأحد لولاية تيزي وزو بالوقوف على بعض مشاريع القطاع منها ثانوية حمكي بالمدينة الجديدة ومشاريع أخرى قيد الانجاز على مستوى القطب الحضري لواد فالي. كما ينتظر أن تنتقل إلى قرية تيفردود التي حازت على جائزة أنظف قرية في الجزائر، وزيارة المركز الثقافي «معطوب الوناس» بعين الحمام، مع ارتقاب إعلانها عن انطلاق مسابقة «أقلام بلادي» لسنة 2018 تحت شعار»المتعة في المطالعة والرغبة في الكتابة» والتي سيحظى الفائزون العشر الأوائل فيها بالتكريم في اليوم المفتوح لقطاع التربية المقرر تنظيمه خلال الطبعة المقبلة للصالون الدولي للكتاب. «أقلام بلادي» ترسخ الخيال الأدبي للأطفال ولدى تطرقها إلى هذه المسابقة، أكدت الوزيرة أن «أقلام بلادي»، تهدف إلى تشجيع التلاميذ على قراءة مؤلفات التراث، بما يسمح اكتشاف المواهب وتنمية القدرات، مع ترسيخ الخيال الأدبي عند الأطفال منذ السنوات الأولى في المدرسة، مشيرة إلى أن المسابقة المنظمة بالتنسيق مع المجلس الأعلى للغة العربية والمحافظة السامية للأمازيغية، مفتوحة لكل تلاميذ المؤسسات التربوية المنتسبة للمنظمة العالمية «اليونسكو».