تسبب سوء الأحوال الجوية وسقوط الثلوج في الساعات الأخيرة عبر عدة ولايات من الوطن في غلق العديد من الطرق وخلق اضطرابات كبيرة في حركة المرور، تدخلت على إثرها مصالح الحماية المدنية لمساعدة وإسعاف الأشخاص العالقين والمحاصرين بسبب تراكم الثلوج، وكذا العمل رفقة المصالح المختصة على إعادة فتح الطرقات أمام حركة السير. وأوضحت مصالح الحماية المدنية في بيان أصدرته أمس أن «18 طريقا وطنيا وولائيا وبلديا أغلق أو عرف صعوبة في حركة السير في عدة ولايات من الوطن، بفعل الثلوج على غرار تيزي وزو وسطيف وباتنة والمدية والبليدة والمسيلة وبجاية.. وأكد البيان بأن وحدات الحماية المدنية تدخلت على إثر هذا الاضطرابات الجوية، خاصة عبر الولايات المذكورة لمساعدة وإسعاف الأشخاص العالقين والمحصورين بسبب تراكم الثلوج، والعمل رفقة المصالح المختصة على إعادة فتح الطرق المسدودة. في سياق متصل، تم بولاية تلمسان فتح جميع الطرقات التي تسببت الثلوج المتساقطة والتي بلغ سمكها ما بين 15 إلى 20 سنتمترا في غلقها، بعد أن سخرت المديرية الولائية للأشغال العمومية 6 كاسحات للثلوج و20 شاحنة و150 عون للقيام بالعملية وتقديم العون للسائقين العالقين بهذه الطرق. كما عادت صباح أمس حركة المرور عبر العديد من المحاور والطرق بمنطقة الأوراس إلى طبيعتها بعد أن عرفت تساقطا مكثفا للثلوج خلال ال48 ساعة الأخيرة أدى إلى قطع العديد منها. ورغم الظروف الصعبة التي ترتبت عن سوء الأحوال الجوية فإن فلاحي المنطقة استبشروا خيرا بتساقط الثلوج بكثافة، بما سيعود بالفائدة على المناطق الزراعية وينبئ بمحصول وفير في مختلف المنتوجات الفلاحية، بعد أن دق الكثير منهم ناقوس الخطر خوفا من موسم فلاحي جاف. نفس المشهد شهدته المناطق الجنوبية لولاية سيدي بلعباس التي عرفت منذ ليلة الثلاثاء إلى غاية أمس تساقط كميات معتبرة من الثلوج مصحوبة أحيانا برياح قوية مع انخفاض محسوس في درجات الحرارة. وقال محمد عثماني، المدير المحلي لقطاع الأشغال العمومية، إن استمرار تساقط الثلوج وهبوب الرياح القوية، تسبب في عرقلة حركة المرور عبر محاور الطرقات بسبب الصقيع وحجب الرؤية لمستعملي الطرقات، خاصة على مستوى المناطق الجنوبية لولاية سيدي بلعباس على غرار مرحوم ورأس الماء والضاية وتلاغ. ومن أجل تيسير حركة مرور المركبات وتسهيل عملية تموين سكان المناطق النائية وفك العزلة وإسعاف الأشخاص العالقين، تم تسخير إمكانيات بشرية ومادية هامة بالتنسيق مع عناصر الحماية المدنية وأفراد الجيش الوطني الشعبي، التي دعت مرتادي الطرق وسائقي المركبات إلى التحلي باليقظة، فيما منع سوء الأحوال الجوية التلاميذ القاطنين بالبلديات النائية من متابعة دراستهم بسبب انخفاض درجات الحرارة خاصة وأن بعض المدارس لا تتوفر على تدفئة مركزية. وشهدت نقاط بيع قارورات غاز البوتان على مستوى البلديات التي تعرف تساقط الثلوج والتي لا تتوفر على غاز المدينة، توافدا كبيرا للمواطنين خاصة البدو الرحل من أجل التزود بهذه المادة الحيوية. في نفس الإطار كثفت مديرية النشاط الاجتماعي بالتعاون مع عناصر الأمن الولائي والحماية المدنية من خرجاتها الليلية بهدف البحث عن الأشخاص من دون مأوى والتكفل بهم. كما تواصل من جهتها جمعيات محلية بالتعاون مع مديرية النشاط الاجتماعي في إطار حملة «شتاء دافئ» عملية توزيع أغطية وأفرشه على العائلات المحتاجة بولاية سيدي بلعباس، فضلا عن تقديم بعض المؤونة والأدوية لهذه الفئة، لاسيما في ظل الاضطرابات الجوية التي تعرفها المنطقة. وإذا كان تساقط الثلوج أمر طبيعيا على المرتفعات والمدن الداخلية، فإن تساقطها على منطقتي تاغيت وبني عباس بولاية بشار، صنع مشهدا جماليا نادرا، بعدما اكتست الكثبان الرملية بهذه المنطقة الصحراوية الحلة البيضاء. وتراكمت طبقات من الثلوج أيضا على المنطقة الشمالية لبلدية بشار خاصة المناطق الفلاحية والرعوية لبن زيرق وزوزفانة وواد الناموس وكذا أعالي «جبل عنتر» دون أن يتجاوز سمكها بضع سنتيمترات، منذرة بفصل ربيع جميل في هذه المناطق الصحراوية من جنوب غرب البلاد، ما صنع البهجة في نفوس سكان هذه المناطق الذين يتوقعون موسم اصطياف معتدل.