أكد رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، في برقية تعزية إلى عائلة المجاهد عبد الحفيظ أمقران الذي وافته المنية أول أمس، أن الفقيد كرس حياته «للجهاد بالسلاح واليراع والتعليم». وكتب رئيس الجمهورية في برقيته «لقد غيب الموت اليوم ضابطا في جيش التحرير الوطني ورجل قلم وعلم، وقف حياته على الجهاد بالسلاح واليراع والتعليم، إنه المغفور له بإذنه تعالى عبد الحفيظ أمقران، عطر المولى ثرى رمسه، وأكرم مثواه». وأضاف الرئيس قائلا «الفقيد واحد من الرعيل الأول ممن جبلوا على الإيثار ونكران الذات، إذ انخرط في صفوف جيش التحرير الوطني، وإلى جانب حمله السلاح لاسيما في الولاية الثالثة التاريخية، كان يزود المجاهدين بالنصائح والإرشادات في ما يتعلق بالسيرة الحسنة وما للجهاد في سبيل الله والوطن من أجر عظيم يوم يقوم الأشهاد، واستمسك بالعروة الوثقى، كما استمسك بها كل الذين نذروا حياتهم لنصرة ثورتنا العادلة إلى أن حققوا ما عاهدوا الله عليه، من تحرير الشعب وانتزاع سيادة الوطن من براثن المحتلين». «وبنفس الروح والإرادة - يقول الرئيس بوتفليقة- واصل فقيدنا مسيرته مسهما في بناء مؤسسات البلاد عبر التربية والتعليم، والتوجيه والتأطير، وقد تدرج في العديد من المناصب، كان آخرها توليه لمنصب وزير الشؤون الدينية. وألف كتبا وألقى محاضرات ودبج بقلمه الكثير من المقالات تحدث في معظمها عن ثورة نوفمبر وعن أبطالها ورموزها». وأضاف رئيس الجمهورية يقول «فبقلب عامر بالإيمان وبقضاء المولى وقدره أعرب لبنيه وأسرته وأقاربه عن بالغ العزاء وصادق الدعاء، سائلا المولى أن ينزل في قلوبهم جميعا جميل الصبر والسلوان وأن يبوئ الفقيد مكانا يرضاه في جنات النعيم مع الأبرار والصديقين، وحسن أولئك رفيقا». «وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمته وأولئك هم المهتدون». جثمان الفقيد يوارى الثرى بمقبرة عين النعجة وقد شيعت، أمس، جنازة وزير الشؤون الدينية الأسبق المجاهد عبد الحفيظ امقران الذي وافته المنية، أول أمس، عن عمر يناهز 92 سنة، بمقبرة «حوش مقنوش» بعين النعجة بالعاصمة، في جو مهيب، حضره بعض إطارات الدولة وعدد من المواطنين، وأشاد رئيس مجلس الأمة، عبد القادر بن صالح، أمس، بمناقب المجاهد الفقيد عبد الحفيظ أمقران، الذي قال عنه بأنه كان من «بواسل ثورة نوفمبر المجيدة»، مشيرا في برقية تعزية بعثها لعائلة الفقيد أن عبد الحفيظ أمقران «سيبقى ذكره ساريا يحفظ له مآثره مجاهدا ورفيقا للرعيل الأول من بواسل ثورة نوفمبر المجيدة.. ثم وطنيا غيورا على الجزائر في مختلف المهام السامية التي تولاها بعد الاستقلال الوطني فأخلص للجزائر ولرسالة الشهداء رحمه الله». كما أعرب وزير المجاهدين الطيب زيتوني عن تعازيه الصادقة لأسرة المجاهد والوزير الأسبق عبد الحفيظ أمقران، «سائلا المولى جلت قدرته أن يتغمد روح الفقيد بواسع الرحمة والرضوان ويسكنه فراديس الجنان مع عباده الذين انعم عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا وأن يلهم أهله ورفاقه جميل الصبر والسلوان». وعدد وزير الشؤون الدينية والأوقاف، محمد عيسى، الذي خضر مراسم تشييع جثمان الفقيد، مناقب الراحل عبد الحفيظ أمقران، سواء بصفته مجاهدا كبيرا أو فقيها في علوم الدين. وولد الفقيد عبد الحفيظ أمقران في 11 جويلية 1926 في عين قراج بولاية سطيف والتحق بصفوف جيش التحرير الوطني، بالمنطقة التاريخية الثالثة، حيث شارك في مؤتمر الصومام رفقة العقيد عميروش كاتبا في لجنة الصياغة. وغداة الاستقلال واصل نضاله في سبيل الوطن في عدة وظائف ومسؤوليات منها رئيس دائرة برج بوعريريج سنة 1962 فعضوا بالمنظمة الوطنية للمجاهدين ومديرا للشؤون الاجتماعية بوزارة المجاهدين ثم تولى مسؤولية وزارة الشؤون الدينية والأوقاف في حكومة رضا مالك بين سنتي 1992 و1993، وبعدها عضوا بالمجلس الإسلامي الأعلى، وبقي المرحوم مخلصا لرسالة الشهداء إلى أن وافاه الأجل بعد حياة مليئة بالتضحيات والمواقف النبيلة.