أجمع المشاركون في الملتقى الدولي حول مهنيي الصيد الحرفي في البحر الأبيض المتوسط، الذي احتضنت فعالياته دار الثقافة بولاية جيجل، على مدار 3 أيام، على ضرورة خلق شراكة فعلية بين مختلف دول البحر الأبيض المتوسط لتجسيد مختلف المحميات الطبيعية، لاسيما البحرية، بهدف الحفاظ على الثروة السمكية وخلق تنمية مستدامة في القطاع. أكد المتدخلون من مختلف المنظمات الدولية، بأن على دول البحر الأبيض المتوسط أن تتعاون في تبادل التجارب والخبرات في مجال تسيير الثروة السمكية، من خلال تجسيد دول من البحر الأبيض المتوسط لمحميات بحرية، بالتنسيق مع مهنيي حرفة الصيد، على غرار محمية "كرزيكا" في فرنسا، حيث أكدت مديرة الصيد البحري السيدة نادية رمضان، بأن بداية فكرة إنشاء محمية بحرية يجب أن يشارك فيها الجميع من مهنيين، وحرفي الصيد والمنظمات الدولية، في ظل الوعي الذي أصبح يتمتع به الصيادون حول أهمية خلق محمية بحرية في سبيل الحفاظ على الثروة السمكية. كما تسمح هذه المحميات البحرية والطبيعية بصفة عامة، حسب بعض المتدخلين، ببعث نشاطات سياحية، فهي لا تقتل النشاط البشري بل تزيد من خلق العديد منه، بالإضافة إلى أنها موقع استراتيجي لتكاثر الأسماك، حسب بعض تجارب المحميات الدولية، فإنه من 03 إلى 05 سنوات تتكاثر الثروة السمكية بعدد كبير لتخرج خارج المحميات، مما يجعلها مصدرا للثروة.من جهته، كشف المدير العام للصيد البحري السيد طه حموش في تصريح ل«المساء"، خلال الملتقى الدولي لمهني الصيد الحرفي، بأن حرفي الصيد البحري هم مصدر الثروة السمكية، وأن 70٪ من الإنتاج السمكي عبر الوطن مصدره صغار الصيادين، مؤكدا بأن التنظيمات والتكتلات والعمل الجماعي المنسق بين الصيادين والمهنيين ومختلف الهيئات والمنظمات، يمنح أكثر نجاعة في مهنة الصيد وتطوير نشاط الصياد الحرفي، وأن الحل الوحيد في خلق ثروة سمكية مستدامة هو المحميات البحرية المسيرة من قبل المهنيين والحرفيين، حيث ستسمح بعودة الثروة. وقد أكد في حديثه على أهمية مشروع تصنيف المنطقة المحمية لحظيرة "تازة" في حماية الثروة السمكية بجيجل، باعتبارها ولاية رائدة في مجال الصيد البحري. عرف الملتقى الذي نظمته شبكة مسيري المحميات البحرية للبحر الأبيض المتوسط "MED PAN"، بالتنسيق مع مديرية الصيد البحري والموارد الصيدية لولاية جيجل، وأشرف على افتتاح فعالياته والي الولاية السيد بشير فار، بحضور 33 مشاركا يمثلون 09 دول من البحر الأبيض المتوسط، ويتعلق الأمر بإيطاليا، فرنسا، قبرص، تركيا، المغرب، تونس، إسبانيا والجزائر وشركاء من كندا. كما كانت هناك مشاركة بعض ولايات الوطن على غرار الشلف، بجاية، الطارف، وهرانوجيجل، حيث يندرج ضمن برنامج اليوم الثاني والثالث من الملتقى، تكوين أفواج عمل حول الصيد التقليدي، وضبط خطة للعمل التشاركي حول أولويات القرارات المتعلقة بتسيير الصيد التقليدي والمحميات البحرية، وكذا تنظيم خرجة ميدانية للوفود المشاركة من أجل معاينة موقع المحمية البحرية ب«تازة" التي تعتبر توسعة للمحمية الطبيعية، وتتربع في مجملها على مساحة 6800 هكتار. تم عرض الدراسة الخاصة بها على الجهاز التنفيذي بالولاية، من أجل المصادقة وإصدار قرار بلجنة ولائية مشكلة من الحظيرة الوطنية ل«تازة"، الصيد البحري، البيئة، الغابات، تمنح لها بتسيير المحمية. ❊زايدي منى