أشرفت الحظيرة الوطنية لتازة نهاية الأسبوع الماضي على انطلاق الدراسة الأولية لمشروع نموذجي للتعاون والتكامل الاستراتيجي حول الأنظمة البيئية الكبرى بالبحر الأبيض المتوسط، وتنمية شبكة المحميات البحرية. المشروع جاء في إطار شراكة بين الحظيرة الوطنية لتازة والتي تضم محميات غابية وحيوانية واسعة بالولاية والمجمع العالمي للمحافظة على البيئة WWF، وكذا الإدارة العامة للغابات. والمقصود من هذا المشروع إنشاء محمية بحرية في طول الشريط الساحلي بالولاية، كامتداد لهذه المنطقة البحرية للمحمية الأرضية التي تحتويها الحظيرة الوطنية لتازة، حيث تحاول هذه الدراسة خلال 04 سنوات لاتمام هذا المشروع من المحافظة على المكونات الأساسية للحظيرة والأنظمة البيئية الخاصة ذات مردود بيولوجي مرتفع والتي تشهد تناقصا ملحوظا في السنوات الاخيرة بالمنطقة البحرية. وفي تصريح خص به السيد "سمير قريمس" أستاذ باحث في علم البحار وخبير بحري للمشروع جريدة "المساء"، فإن الهدف الدولي من المشروع هو حماية التنوع البيولوجي البحري والساحلي مع تنمية شبكة المحميات البحرية في البحر الأبيض المتوسط، بتبادل الخبرات وتوحيد منهجة الحماية إضافة إلى إنشاء مناطق محمية بحرية جديدة في جنوب وشرق حوض البحر الأبيض المتوسط. أما الهدف المحلي من المشروع فيتمثل في تصنيف المنطقة البحرية الشرقية للولاية كأول محمية بحرية بالجزائر، إلى جانب استكمال الدراسات حول الثروات الطبيعية والتنوع البيئي وإحداث تواصل وتكامل بين الصيادين المحليين والمشروع بصفتهم وحدة أساسية لإنجاح هذا المشروع، أي أن هذا الأخير سيكون دافعا اقتصاديا من جانب توفير مناصب شغل خضراء، والمحافظة على التنوع السياحي، لاسيما وأن الطابع السياحي للولاية يؤهلها لأن تكون كذلك. وأضاف ذات المتحدث أن المشروع فرصة لاحتكاك القدرات العلمية في ميدان البحر من الجزائر مع قدرات علمية من فرنسا وإيطاليا، مختصين في البيولوجيا البحرية والايكولوجيا البحرية، مختصين في الاقتصاد السمكي، ومختصين في المنطقة البيئية الحساسة، وتقييم قدرات الساحل على استيعاب نشاط سياحي معين. وأضاف أن المشروع يسهر على أن يشارك المواطن والصياد بطريقة مباشرة وغير مباشرة، وأن فرصة النجاح مرتبطة بالبحث العلمي الجاد من جهة، وإيصال نتائجه ومعلوماته إلى المواطن البسيط الذي يطمئنه بأن المشروع لن يكون حاجزا أمام نشاط المواطن البسيط، أما المنطقة المحمية التي يخصها المشروع فسوف تحددها المعطيات العلمية التي سيولدها المشروع.