دعا المشاركون من جمعيات لحماية المستهلكين ومختصين وكذا المجتمع المدني، إلى ضرورة تفعيل دور الجهات الرقابية لزيادة مستويات حماية المستهلك، والحد من مخاطر المنتجات الاستهلاكية، خاصة تلك المروجة عبر الأسواق الإلكترونية، التي تسببت خلال السنوات الأخيرة بسبب كثرتها في التأثير سلبا على صحة وأمن المستهلك، بهدف تعزيز حقوق المستهلكين، خاصة مع التطور التكنولوجي. أكد المتدخلون نهاية الأسبوع الفارط، تزامنا وإحياء اليوم العالمي للمستهلك، المصادف ل15 مارس من كل سنة، والذي حمل شعار «العدالة للمستهلك في عصر التسوق الإلكتروني» بدار الثقافة «مالك حداد» في قسنطينة، أن التطور التكنولوجي ساهم بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة، في تغيير طريقة الاستهلاك العادي للسلع والخدمات، محذرين في نفس السياق من انتشار ظاهرة التجارة الإلكترونية التي باتت تسوّق العديد من المنتجات غير الآمنة، التي أثرت سلبا على صحة وأمن المستهلك، أو حتى عرض منتجات بهدف النصب والاحتيال على المواطنين، حيث طالبوا المستهلكين بضرورة التعامل بحذر مع هذه التجارة، من خلال التعرف على هوية البائع، بأخذ كل المعلومات عنه، وكذا ضرورة التعرف على المنتوج المراد شراؤه بالحصول على كل المعلومات الخاصة به، وغيرها من القواعد الأخرى، قصد حمايته أثناء استعمال هذه المواقع الإلكترونية. من جهته، تطرق رئيس المكتب الولائي للمنظمة الجزائرية لحماية وإرشاد المستهلك ومحيطه، السيد فارس بن نعيجة، إلى الحقوق الواجب معرفتها من قبل المستهلك، على غرار حق السلامة والأمان والمعرفة، وكذا حق إشباع حاجة المستهلك الأساسية من خلال ضرورة حصوله على سلع وخدمات ضرورية وأساسية، كالغذاء والماء والرعاية الصحية، وكذا حق التعويض، لأن للمستهلك الحق في تسوية عادلة لمطالبه، بما في ذلك التعويض عن التضليل أو السلع الرديئة أو الممارسات المضرة به، وغيرها من الحقوق الأخرى. أما عن التجارة الإلكترونية، فأضاف المتحدث بأن التجارة الإلكترونية في الجزائر لازالت بعيدة مقارنة بالدول الأخرى، فهي لم تخطو بعد الخطوات المرجوة، مثلها مثل الدفع الإلكتروني، كونها لم ترق بعد إلى المواصفات المطلوبة بسبب عدم مواكبة التكنولوجيات الحديثة، مشيرا في نفس السياق، إلى أنه على الرغم من ذلك، غير أن هذه الوسيلة باتت تشكل خطرا على المستهلك، خاصة ما تعلق منها بمواقع الاحتيال التي تقدّم منتوجات بغير أثمانها الحقيقية، أو بمواصفات غير تلك التي تم وضعها في الموقع، حيث قال بأن المنظمة الجزائرية لحماية وإرشاد المستهلك ومحيطه، تتلقى يوميا العديد من الشكاوى، بسبب البيع المغشوش أو الإشهار التضليلي والنصب والاحتيال، حيث أكد أن المنظمة تبذل مجهودا كبيرا من أجل التصدي لمثل هذه السلوكات التي تهدف إلى النصب والاحتيال على المواطن، والتقليل من حالات الغش والخداع في المنتوج والخدمات من خلال تحسيس وتوعية المستهلك. للإشارة، جاءت فعاليات اليوم العالمي للمستهلك هذه السنة، في إطار الأسبوع الوطني للنوعية الذي نظمته مديرية التجارة في الولاية، بمشاركة عدد من الفاعلين من جمعيات لحماية المستهلكين، سيختتم في ال18 من الشهر الجاري، حيث سيتم التطرق للعديد من المحاور الهامة، على غرار محور مكافحة التبذير الغذائي ومحور آخر حول تقليص الملح، السكر والمواد الدسمة في الأغذية.