سيدخل محيط سهل ملاتة الواقع بوادي تليلات (جنوب ولاية وهران) حيز الاستغلال في شهر ماي المقبل، حسبما كشف عنه رئيس مصلحة الري بمديرية المصالح الفلاحية السيد محمد حمادي، حيث يتربع المشروع الجديد على مساحة 6400 هكتار، وسيقوم كمرحلة أولى بسقي 30 بالمائة منها، أي ما يفوق 1300 هكتار من الأراضي الفلاحية. علما أن عملية اكتتاب الفلاحين المعنيين انطلقت بهذا البرنامج الذي يخص 700 قطعة أرضية فلاحية بهذه المنطقة. يدخل المشروع في إطار استعمال مياه السقي غير التقليدية، لأن الجزائر تتميّز بطبيعة جافة وشبه جافة، ارتكزت على تعميم استعمال أنظمة السقي غير التقليدية، وهي المياه المصفاة من أجل توزيع المساحات المسقية لبلوغ مساحة مليوني هكتار وطنيا، وفق المتحدث. تبلغ مساحة الأراضي الفلاحية المسقية بولاية وهران حاليا 9700 هكتار، أي بنسبة 11 بالمائة من المساحة المزروعة، منها 2700 هكتار تم استحداثها خلال السنة الفارطة 2017، بينما لم تكن تتجاوز قبل ثماني سنوات 7700 هكتار، أغلبها من المياه الجوفية التي يقدّر عددها ب 2139 بئرا تقوم بسقي 8264 هكتارا من الأراضي الفلاحية، إلى جانب حاجزان مائيان يغطيان 35 هكتارا، إضافة إلى 6 منابع للمياه، منها ثلاثة تقع بمنطقة العنصر واثنان بمنطقة الرأس الأبيض ببلدية عين الكرمة، وواحد بمنطقة كريشتل ببلدية قديل، بمساحة إجمالية تقدر ب 79 هكتارا، فيما تبلغ كمية المياه السطحية الموجهة للسقي 220 ألف متر مكعب سنويا، منها المزروعة بمادة البطاطا والأشجار المثمرة على مستوى منطقة بوتليليس. كما تمّ توسيع المساحة المسقية من الأراضي الفلاحية مع دخول محيط سي طارق ببلدية العنصر حيز الخدمة قبل سنتين، بمساحة 450 هكتارا، انطلاقا من المياه المعالجة لمحطة كافلكون بدائرة عين الترك. أشار المتحدث إلى أن مساحة 4900 هكتار من الأراضي الفلاحية تسقى بالطريقة التقليدية، أي بنسبة 54 بالمائة من مجموع المساحات المعنية، مما يتسبب في هدر كميات معتبرة منها. كما تتميّز المياه الجوفية في وهران بنسبة كبيرة من الملوحة، ماعدا منطقة العنصر، لذلك تبنّت المصالح الفلاحية إستراتيجية نظام سقي ذكي، من خلال تشجيع الفلاحين على ترشيد استعمال المياه بالاعتماد على السقي بالتقطير الذي يغطي حاليا مساحة 2000 هكتار من الأراضي الفلاحية، و267 هكتارا مسقية بطريقة الرش المحوري. تسعى المصالح الفلاحية بالتنسيق مع مديرية الموارد المائية بوهران، إلى البحث عن حلول لمشكل استغلال الآبار الجوفية لسقي الكروم بمنطقة مسرغين، وفق المتحدث، بعد ما منعتها عن الفلاحين، مديرية الموارد المائية التي وجهتها لمياه الشرب، غير أنّ استغلال محطة الماو بمرسى الحجاج التي تموّل الولاية حاليا بالمياه الصالحة للشرب، سيسمح بإعادة استغلال هذه الابار أو عدد منها، حسب احتياجات الفلاحين وضمان تسييرها من قبل مسيّر خاص أو عمومي. نصبت لجنة ولائية تضم ممثلين عن المصالح الفلاحية، والصحة والموارد المائية، بالتنسيق مع المخابر لمراقبة المياه المعالجة الموجهة للسقي الفلاحي، زيادة إلى مشروع آخر يتعلّق بمحطة معالجة المياه المستعملة ببلدية بطيوة التي تجاوزت نسبة تقدّم الأشغال بها 54 بالمائة، إذ ستسمح بمعالجة 15 ألف متر مكعب يوميا ستوجه للسقي الفلاحي بالجهة الشرقية من الولاية. في السياق، كشف السيد حمادي عن مشروع إنجاز محطتين لمعالجة المياه المستعملة؛ واحدة على مستوى بلدية وادي تليلات التي ستغطي منطقة بوفاطيس التي بدورها تضم مساحات كبرى متخصصة في زراعة القمح، حيث تسمح بسقي 500 هكتار كمرحلة أولى. والمحطة الثانية على مستوى بلدية قديل، حيث تطمح مصالح الموارد الفلاحية بالمنطقة إلى بلوغ سقي مساحة 15 ألف هكتار في آفاق سنة 2019 ضمن البرنامج الوطني المسطر، والرفع من هذه الكمية إلى 19 ألف هكتار سنة 2021. ❊خ.نافع