شمعة تشكّل من عجين شمعة، تغتسل مرّة أخرى بالضوء، تهمي الحبر، تقرأ الطريق، سارت ذات يوم في مرحلة مشيتها الأولى متكئة على الشعر، زارعة الأوراق أضواء نارية وامضة كأيّ نافورة انفلتت من السماء لترشّ ما حولها من الجمال، قيل من العائدة؟ من هذه المتجرّدة من السنوات البالية؟ العارضة فتنتها على الأذواق والأوراق لتسكن النبض وترصد الجمال حتى في المجرات المتباعدة، "آمال" المولد القادم من الحلم، الكلمات المرفوعة من قبسات القلوب كأيّ قروبات تعود "آمال" وتقيّد مولدها المتجدّد بأحسن مما كانت عليه، لم يكن المولد الأوّل ولا هو الأخير، لأنّ "آمال" تبقى ولادات تتجدّد بتجدّد الأجيال لتنتدب شاعرا أو ترسم قاصا أو تأتي ببدعة رواية، مجلة "آمال" تعود متخطية سنوات اليأس في عددها الأول من هذه السنة 2008، تأتي كأميرة من حدائق قصر الثقافة أنيقة عارضة للفنون الجميلة، نتمنى لها طول الربيع. صدر عن وزارة الثقافة العدد الأوّل من المجلة العائدة من بعيد "آمال"، التي لم تغرب شموس إبداعها حتى وإن تعطّلت عن الطلوع أو تأخّرت عن مواسم الكتابة، "آمال" جاءت في حلّة جديدة "مجلة إبداعية تعنى بأدب الشباب، تصدر عن وزارة الثقافة"، تميّز العدد الأوّل لهذه السنة 2008 بتناول موضوعات رئيسة بارزة على الغلاف المزيّن بكلمة الأديب الراحل مالك حداد. العدد الأوّل من مجلة "آمال" ممهور بلقاء المغاربة حول الرواية المغاربية، أدب الشباب المغاربي من الحداثة إلى التجديد، إستراتيجية التناص وتأويله في الرواية الجزائرية، الرواية وتداخل الأنواع، "آمال" تهب قرّاءها الأعمال المجازة في مسابقة "علي معاشي" للمبدعين الشباب 2008، هي ذي الصورة التي احتضنها غلاف "آمال" الجديدة في سنتها الأولى من القرن الواحد والعشرين. البداية كانت مع السيدة خليدة تومي وزيرة الثقافة قائلة : "وهي الآن حاضرة مشرقا ومغربا تقول الرواية والقصة والشعر والنقد والفنون التشكيلية". وتضيف السيدة الوزيرة "مجلة آمال إذ تعود، إنّما لتؤكّد بعودتها تواصلها مع التاريخ ومع هذه الذاكرة ومع تلك الأسماء الإبداعية الكبيرة ". تميزت "آمال" في عددها الأوّل والجديد بالعديد من الموضوعات والدراسات في مجال الرواية والقصة والشعر لتخطو بخطوات إبداعية جديدة، مقتفية آثار العمالقة الذين مرّوا من وراء السطور، حيث تقيم ظلالهم وتصدح أرواحهم بالغناء وبالقول.. على متن كلمات سماوية وعلى صهوات تقدح أضواء الكلمة وتنشرها أجنحة مرفرفة من جديد مستبيحة كلّ حرمة الجمال محلّلة كلّ أبوابه الممتنعة للكشف. الرواية في هذا العدد كانت سيّدة المساحة ثم أتت ترتيلات شعرية من الشاعر رشدي رضوان في بكائية على محمود درويش، حداد التانغو لنسيمة بوصلاح و"بريء من اللون" لأحمد رحمون و"فضاءات في آذان صاحبة الجلالة" لطارق ثابت و"سباعية لغوية" أولى لفيصل الأحمر و"انتماءات لعينيها فقط" لناصر الدين باكرية، وتأتي نافذة مطلة على الذاكرة بقلم الأديب الراحل مالك حداد التي سجّل من خلالها مولدها الأول في أوّل أفريل من عام 1969. المجلة من القطع المتوسّط تتوزع على 176 صفحة من الورق الممتاز والإخراج الجيّد.