تسعى بلدية بوهمدان بولاية قالمة، لتكثيف مختلف الجهود التنموية في شتى المجالات، قصد إخراج هذه الجماعة المحلية من دائرة التهميش والنسيان، من خلال رد الاعتبار لدفع عجلة التنمية تماشيا مع خصوصيات ومقومات التنمية التي تتوفّر عليها المنطقة، حسبما أكد رئيس البلدية السيد عيسى حميدي. وفي هذا الإطار، يسعى المجلس الشعبي البلدي الجديد على رأس البلدية، لإيجاد فضاءات استثمار جديدة، كفيلة بإحداث نقلة تنموية شاملة. الري والطرق والرياضة أولويات البلدية أوضح السيد حميدي ل «المساء» أن البلدية استفادت خلال سنة 2018، من مبلغ معتبر قُدر بمليارين و500 مليون سنتيم في إطار المخطط البلدي للتنمية، وهو غلاف مالي خُصّص لقطاع الري من المياه الصالحة للشرب والصرف الصحي، حيث سيوظَّف في ترميم وتوسيع شبكة المياه الصالحة للشرب بالبلدية مركز، بمبلغ قدره 650 مليون سنتيم، بالإضافة إلى تهيئة 05 منابع مائية بالمشاتي المتفرقة على مستوى البلدية لإيصال المياه إلى المواطنين القاطنين بالريف، منها مشتة خلالفة، وعين الجنان، وعين الرزبة وعين الحفر. كما استفادت البلدية حسب المسؤول من مشروع توسيع شبكة تطهير بوهمدان مركز؛ من أجل القضاء على كل المشاكل الخاصة بالصرف الصحي، ناهيك عن مبلغ آخر قدره 750 مليون سنتيم خاص بشبكة التطهير للسكنات الريفية بقرية مرمورة وقرية الرقوبة. وفي قطاع الأشغال العمومية، أكد رئيس المجلس الشعبي البلدي، أن شبكة طرقات البلدية تتفرع عن الطريق الرئيس الولائي رقم 27 عبر كل القرى والمشاتي. وتعرف حالة متوسطة، وهي قيد إعادة التأهيل تدريجيا، مشيرا إلى أن البلدية استفادت من مبلغ مالي آخر قدره 03 ملايير و500 مليون سنتيم لإصلاح وصيانة الطريق الولائي الرابط بين الطريق الولائي رقم 27 والطريق الولائي رقم 33 على مسافة 06 كلم، وهو الشطر رقم 02، مضيفا أن الإجراءات متواصلة من أجل إعداد دفتر الشروط للانطلاق في المشروع. كما استفادت من طريق بلدي يربط الطريقين الولائيين رقم 27 و122 مرورا بقرية الرقوبة، فيما ستنطلق الأشغال في الأشهر القليلة القادمة، حسب المتحدث، الذي أضاف أن في مجال التجهيزات، استفادت البلدية من مبلغ 400 مليون سنتيم لتهيئة المقر الجديد لبلدية بوهمدان والانتهاء من الأشغال نهائيا. وبخصوص قطاع الرياضة، أشار المسؤول الأول إلى أن البلدية تتوفر على ملعب بلدي، حيث استفادت هذه السنة من مبلغ مالي رمزي قدره 450 مليون سنتيم من ميزانية الولاية لتهيئة الملعب. وكشف السيد حميدي عن انطلاق المشروع في القريب العاجل، لاسيما أن عملية الاستشارة وفتح أظرفة التقييم والمنح قد تمت على أحسن وجه. كما تم تخصيص مبلغ مالي آخر بحوالي مليار سنتيم لتهيئة أحياء البلدية مركز، بحيث ستنطلق العملية قريبا. حركة وانتعاش في الاستثمار السياحي من جهة أخرى، أكد رئيس المجلس الشعبي البلدي لبوهمدان، أن قطاع السياحة عرف في السنوات الأخيرة، حركة وانتعاشا كبيرين في من ناحية الاستثمار السياحي، كاشفا عن انطلاق العديد من المشاريع في هذا المجال الحساس، منه مشروع خاص لإنجاز نزل ولواحقه لمستثمر خاص في قرية الرقوبة المطلة على سد «بوهمدان»؛ ما جعل المستثمرين يركزون على هذه المنطقة، بالإضافة إلى مشروع آخر لإنجاز محطة خدمات في نفس القرية، استفاد منه مستثمر في إطار امتياز الأراضي لتنفيذ مشاريع استثمارية «كالبيراف». كما استفاد مستثمر آخر في شهر فيفري الماضي من هذه السنة، من مشروع لإنجاز نزل وقاعة محاضرات... وغيرها، في حين يبقى الاستثمار الكبير الذي تُعلَّق عليه الآمال منصبّا على إنجازه في منطقة «غار جماعة»، وهو عبارة عن قرية سياحية تتربع على 10 هكتارات، تضم نزلا من 03 نجوم، ومنتجعات سياحية بمقاييس حديثة ومسابح.. وغير ذلك. ومن شأن هذا المشروع توفير ما يفوق عن 200 منصب شغل، منها 100 منصب دائم و100 منصب موسمي. وأكد المتحدث أن الموافقة على هذا المشروع تمت في 30 نوفمبر 2017، وتم اختيار الأرضية في شهر جانفي 2018 من قبل لجنة ولائية، والعملية متواصلة من أجل تسلّم رخصة البناء للانطلاق في الأشغال. البلدية بحاجة إلى السكن والإنارة الريفيين وفي السياق، تعوّل بلدية بوهمدان كثيرا على السكن الريفي، بحيث استفادت بين 2013 و2015 من حصة قدرت ب 418 وحدة سكنية؛ أي بنسبة 90 بالمائة. كما استفادت مؤخرا من حصة 30 وحدة سكنية ستوزع خلال الأيام القادمة. وأكد مسؤول البلدية في هذا الشأن، أنه تم القضاء على مشكل السكن؛ سواء بتثبيت الفلاح في الريف أو إنجاز مجمعات ريفية. وبخصوص السكن الاجتماعي استفادت البلدية في السنوات القليلة الماضية، من حصة لا بأس بها من أجل القضاء على السكنات الهشة والبيوت القصديرية نهائيا، تمثلت في 40 وحدة سكنية، تم توزيعها على أصحابها في 2015 و2016، وتم تشغيلها في أواخر 2017، بالإضافة إلى 20 وحدة سكنية أخرى تم توزيعها، و40 وحدة سكنية في طور الإنجاز، بنسبة 30 بالمائة فيما يخص تقدم وتيرة أشغالها. وأضاف رئيس البلدية أن أغلب المواطنين القاطنين بالمنطقة استفادوا من مشروع للربط بالغاز الطبيعي، والعملية متواصلة، ماعدا السكنات الريفية بمنطقة «بني ملول» التي تنتظر الدراسة التقنية لإيصالها بالغاز. أما بالنسبة للإنارة الريفية فتبقى المنطقة بحاجة ماسة إلى هذه الطاقة، علما أن السكان يعانون من انعدامها بأحيائهم بسبب الضغط والطلب المتزايدين على الكهرباء بالنظر إلى الأحياء الجديدة التي تم إنشاؤها. وأوضح المتحدث أن أرضية هذا المشروع تم اختيارها من قبل لجنة ولائية، لكن وتيرة الأشغال تسير ببطء لأسباب غير معروفة إلى حد الساعة، مضيفا أن كل مشاتي البلدية وأحياءها تم إحصاؤها في المخطط الخماسي 2010 2014، حيث تعرف الأشغال بمشتة «لسروات» وتيرة بطيئة بسبب المبلغ المالي غير الكافي المرصود لذلك، علما أن العملية تمت استشارتها عدة مرات، ونتج عنها أن المناقصة غير مجدية، أما بالنسبة للمشاتي الأخرى فهي في طور الدراسة. إعادة النظر في قرارات «عقود الامتياز» وفي سياق ذي صلة بالموضوع، عبّر المسؤول البلدي عن استيائه بما يعرفه قطاع الفلاحة في شقه الخاص باستصلاح الأراضي الزراعية التي تمت في السنوات الماضية، حيث تم تخصيص محيطات فلاحية على مستوى البلدية، موضحا أن حوالي 1100 هكتار لاتزال حبيسة السنوات التي تم استصلاحها بسبب العملية التي «لم تتم كما ينبغي»، حسب قوله، علما أن بعضهم لم يستفيدوا من قرارات الاستفادة أو ما يعرف ب «عقد الامتياز»، وتم توزيع الأراضي على أناس خارج البلدية، وبالتالي أُهملت كليا. وفي هذا الصدد، أكد محدثنا أنه سيتم إعادة النظر في هذه القرارات والمحيطات وتطهيرها، ثم توزيعها من جديد على مستحقيها، موضحا أن هناك مساعي جادة لإعادة النظر في محيط «بني ملول»؛ من خلال العمل على إلغاء قرارات الاستفادة واستغلالها في التوسع العمراني مستقبلا. وفي مجال التعليم، تسجل بلدية بوهمدان نقصا في الهياكل التربوية، بحيث توجد بها مدرستان، الأولى بالبلدية مركز، وهي غير كافية، والثانية بقرية الرقوبة، ومتوسطة واحدة بمركز البلدية. وتفتقد إلى ثانوية لعدم توفرها على المقاييس المعمول بها على مستوى وزارة التربية، حسب المتحدث، الذي يأمل في إنجاز ثانوية وملحق حتى يكون التعليم قريبا من التلميذ. ويغطي النقل المدرسي جميع الأطوار التعليمية عبر خطوط النقل من المشاتي المختلفة إلى المركز، ومن المركز إلى حمام الدباغ بالنسبة لتلاميذ الثانوية، وذلك باستغلال الحافلات المخصصة للنقل المدرسي التابعة لحظيرة البلدية. كما تتوفر المنطقة على عيادة متعددة الخدمات بمركز البلدية وقاعتين للعلاج في قرية الرقوبة والأخرى في قرية مرمورة، وفرع بلدي بالرقوبة لتقريب الخدمة من المواطنين. كما تتوفر على مكتب بريدي يؤدي خدمات بشكل منتظم. ويسهر على قطاع النقل ناقلون خواص بنسبة 100 بالمائة، يغطون حاجة البلدية بنسبة 90 بالمائة. يُذكر أن بلدية بوهمدان تقع أقصى الشمال الغربي لولاية قالمة. تأسست في سنة 1967، وتتربع على مساحة كلية تقدر ب 167.35 كيلومتر مربع. وتتميز بمناخ شبه رطب، معتدل وممطر شتاء، وحار صيفا. كما يبلغ عدد سكانها، حسب الإحصاء الأخير في 2008، ما يعادل 4325 نسمة. وتُعد أغلب تضاريسها جبلية. ويغلب على مواطنيها نشاط تربية المواشي، وزراعة القمح وتربية الدواجن. ومن أهم أحداثها التاريخية معركة «مرمورة» الشهيرة التي وقعت بجبل «مرمورة» في 28 ماي 1958، وأوقعت خسائر كبيرة في صفوف العدو الفرنسي، أهمها إسقاط مروحية الكولونيل «جون بيار» ومقتله. وتُعتبر بلدية بوهمدان من أقدم بلديات ولاية قالمة. @@ ربورتاج: وردة زرقين @@