تظهر لك بلدية بوحمدان الكائنة على بعد 39 كلم أقصى غرب ولاية ڤالمة، يعبرها واد بوحمدان الذي كان هذا الاخير نقمة على السكان المجاورين له بسبب فيضاناته المتكررة رغم نعمته على المنطقة في المجال الفلاحي من أعالي جبل مرمورة الشهير الذي سقط بها اكبر طاغية في العصر الحديث وهو السفاح "جون بيار" الذي وضع جنود التحرير حدا لغطرسته الاستعمارية وتم اسقاطه بمروحيته في إحدى المعارك الكبرى التي وقعت بالمنطقة من أعلى هذا الهرم التاريخي. يعتبر الطريق الولائي رقم 27 الذي يربط بين حمام دباغ مرورا ببلديتي بوحمدان وبرج الصباط والممتد على مسافة 53 كلم من بين الطرقات التي ينتظر منها سكان المنطقة أن تظيف الكثير من الحركية في جميع المجالات في حالة إعادة ترميمها وتهيئتها من جديد وهذا ما وقفنا عليه خلال زيارتنا إلى بلدية بوحمدان أين وجدنا الأشغال جرية بعد توقف دام عدة أشهر بسبب نقص المادة الأولية وسوء الأحوال الجوية وقد بدأت الآليات العمل بأكثر من موقع على امتداد الطريق، التي عانت بسببه طويلا عدة تجمعات سكنية من العزلة بسبب انهيار شبكة الطرقات تحت تأثير عوامل الطبيعة ونقص الصيانة الدورية للمقاطع ذات الطبيعة الصعبة، ويتوقع سكان المنطقة نهاية العزلة بعد تعبيد الجزء الأخير من الطريق وإنهاء مشاريع فك العزلة بطرقات بلدية ثانوية ومسالك ريفية انقطعت بها الحركة تماما خلال السنوات الماضية. التنمية غائبة والبطالة ضاربة في الأعماق ظلت هذه البلدية المجاهدة منسية على مر عقود من الزمن تعاني العزلة والتهميش بسبب غياب طريق يربطها بالبلديات المجاورة، وكذا انعدام مختلف مشاريع التنمية، وهي تتطلع اليوم إلى الاستفادة من مشاريع تخرج السكان من عزلتهم وتمنح فرص العمل لشباب المنطقة، وفي حديثهم معنا طالب سكان بلدية بوحمدان الجهات المعنية الإسراع في رفع الغبن عنهم من خلال مشاريع انمائية كبيرة من شأنها امتصاص، ولو الشيء قليل، من الشباب العاطل عن العمل، الذي هاجر أغلبهم البلدية نحو البلديات المجاورة أو المدن القريبة للبحث عن العمل، أما من تبقى منهم إما إنه بالمقاهي أو يمتهن العمل الفلاحي خاصة وأن البلدية تعتبر منطقة فلاحية. الغاز الطبيعي مطلب أخر ظل منتظر لسنوات سكان بوحمدان طالبوا أيضا من السلطات الإسراع بربطهم بشبكات الغاز الطبيعي وتخليصهم من المعاناة الدائمة مع قارورات غاز البوتان خاصة خلال فصل الشتاء أين تعرف هذه المادة نقصا كبيرا بالإضافة إلى ارتفاع سعرها الذي يصل خلال أيام البرد إلى 400 دج كما طالب الاهالي بتهيئة وتعبيد الطرق المدينة وكذا تسجيل مشاريع مدارس ابتدائية جديدة من شأنها رفع الضغط عن المدرسة الوحيدة بالبلدية وكذا بناء بعض المرافق الثقافية والرياضية حيث لا تتوفر البلدية سوى على ملعب جواري صغير لا يسع شباب البلدة. رئيس بلدية بوحمدان يؤكد على حل جميع انشغالات السكان من جهته أكد لنا رئيس البلدية السيد عيسى حميدي أن المجلس الشعبي البلدي لبلدية بوحمدان يعمل على حل كل انشغالات سكان البلدية حسب الأولويات والإمكانيات المتاحة ومصمما على أن يجعل من المنطقة قطب استثماري، مضفيا أن بلدية بوحمدان استفادت من شطر تكميلي لسنة 2013 تمثل في انجاز خزان مائي بسعة 500 متر مكعب للمياه الصالحة للشرب، أما فيما يخص فك العزلة عن المنطقة قال عيسى حميدي أن مشروع إعادة تهيئة الطريق الولائي رقم 27 قد بلغت به نسبة الاشغال ال 20 بالمائة وعند إنتهاء الأشغال به سوف يساهم بشكل كبير في فك العزلة عن المنطقة الغربية كاملة وليس على بلدية بوحمدان فقط.اما فيما يخص الطريق البلدي الذي يربط بين بوحمدان مركز وقرية بني احمد على مسافة 6 كلم وهو مشروع قطاعي سوف تنطلق به الأشغال في الأشهر القليلة القادمة، كما اقترح المجلس الشعبي البلدي أيضا عدة مشاريع رياضية وثقافية، حيث تم إعداد برنامج هو قيد الدراسة بالنسبة للمنشآت الرياضية تم اقتراح توسيع وتهيئة الملعب البلدي بالإضافة إلى إنجاز قاعة متعددة الرياضات وكذا ملعب جواري بقرية سدو ومرمورة، وكذا اقتراح مركز ثقافي بمركز البلدية وأخر بقرية الراقوبة، ناهيك عن استفادة البلدية مستقبلا من مشروع الغاز الطبيعي حسب ما وعد به الوزير الأول عبد المالك سلال خلال زيارته الأخيرة وهو ما أكده والي الولاية شهر فيفري الماضي، بالإضافة أيضا إلى فتح مدرسة جديدة لتخفيف الضغط عن المدرسة الوحيدة بمركز البلدية وكذا إضافة بعض الأقسام بمدرسة مشتة الراقوبة وتوسيع مدرسة ذراع الاحمر، أما فيما يخص المشاريع الاستثمارية أكد رئيس البلدية أن مستثمرين خواص تقدموا بمشاريع استثمارية فيما تعلق بصناعة الحليب وتربية الأبقار والدواجن باعتبار أن المنطقة فلاحية بالدرجة الأولى، بالإضافة كذلك إلى مشروع إنجاز فندق قرب قرية الراقوبة تنطلق به الأشغال عن قريب، كما أن هناك مشروع أخر يتمثل في إنجاز محطة بنزين، هذه المشاريع وأخرى من شأنها القضاء على نسبة معتبرة من البطالة بمعدل 20 إلى 30عامل بكل مشروع، وفي انتظار تجسيد هذه المشاريع وأخرى تبقى بلدية بوحمدان التي تضم أكثر من 5000 ساكن نائية وفقيرة.