جدد وزير الشؤون الخارجية السيد عبد القادر مساهل أول أمس، التزام الجزائر الدائم بعملية التكامل الاقتصادي للقارة الإفريقية، من خلال المجهودات التي تبذلها، مشيرا إلى أنه على القارة تولي زمام الأمور في كل ما يتعلق بأمنها، من خلال التسيير الذاتي لمسارات التسوية وترقية الحوار والمصالحة، التي تبقى أهم المتطلبات الضرورية للتوصل إلى حلول سلمية ومستدامة «وهذا ينطبق على الوضع في مالي وفي ليبيا خاصة وفي مناطق أخرى في قارتنا». وذكر مساهل في كلمة ألقاها بمناسبة الاحتفال بيوم «إفريقيا» بالإمكانيات التي تسخرها الجزائر من أجل تجسيد مشاريع هيكلية إقليمية من شأنها تنمية قدرات القارة وتعزيز إمكانياتها الاقتصادية، على غرار الطريق السريع العابر للصحراء الجزائر لاغوس والربط بالألياف البصرية عبر الصحراء الجزائر- أبوجا وخط أنابيب الغاز الجزائر - لاغوس». وأشار الوزير إلى أن تنفيذ المشاريع الإقليمية ذات البعد الاندماجي المحددة في إطار الشراكة الجديدة من أجل تنمية إفريقيا والمدرجة في أجندة 2063، إلى جانب المنطقة الإفريقية للتجارة الحرة التي انبثقت عن القمة الاستثنائية بكيغالي في مارس الماضي، يشكل «مكسبا هاما من شأنه المساهمة في ازدهار وتطور التجارة والاستثمارات البينية وبالتالي التسريع في وتيرة الاندماج القاري». وأوضح السيد مساهل في هذا السياق أن «قرار الاتحاد الإفريقي في جانفي 2018، والقاضي بإطلاق السوق الموحدة للنقل الجوي الإفريقي، سيساهم في تحسين المواصلات داخل القارة وزيادة التجارة والاستثمارات وخلق وظائف جديدة». على المستوى السياسي، أكد الوزير أن تنفيذ المنظومة الإفريقية للأمن والسلام قد ساهم في «تحقيق نتائج هامة فيما يتعلق بمنع الصراعات وتسويتها»، مشيرا إلى أنه «على الرغم من أهمية هذه الإنجازات، فإنها لا تزال غير كافية بالنظر إلى ضخامة التحديات التي يطرحها عدم الاستقرار واللاأمن واستمرار الصراعات وانتشار الإرهاب، الذي يهدد ويعيق إلى حد كبير جهود التنمية التي تبذلها بلداننا (...) وقد أدت هذه التهديدات إلى ظهور العديد من الآفات مثل الجريمة المنظمة والاتجار بالمخدرات والأسلحة والبشر وتدفقات الهجرة غير الشرعية التي تفاقمت بشكل كبير في السنوات الأخيرة. وعليه، رحب السيد مساهل بالجهود الجماعية للبلدان الإفريقية للتصدي بفعالية لهذه التحديات وتقليل انتشار الآفات، مبرزا بالمناسبة أهمية النهج المتبع في منع نشوب الصراعات على أساس سياسات فعّالة لمنع التطرف وتعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية التي تشكل أفضل وسيلة للدفاع بشكل مستدام عن الأمن والاستقرار. من جهة أخرى، أعرب السيد مساهل عن امتنان الجزائر العميق لجميع الدول الإفريقية وللاتحاد الإفريقي للدعم الثمين الذي قدموه لتجسيد مبادرة اليوم العالمي للعيش معا في سلام، والذي يصادف يوم 16 ماي، معتبرا أن قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 130/72، الذي أقر هذا اليوم والذي اشتركت الجزائر والمجموعة الإفريقية في تحريره، نابع في جوهره بشكل كبير من المبادئ والقيم الأساسية الإفريقية، مثل التضامن والتسامح واحترام الآخرين. وأشاد الوزير بمناسبة الاحتفال بيوم «إفريقيا» بالآباء المؤسسين للتوجيه الإفريقي ولنهضة إفريقيا الذين وضعوا بتاريخ 25 ماي 1963، أسس المنظمة الإفريقية ولجميع الذين طالما ناضلوا واستمروا في العمل منذ عهد الاستقلال من أجل إعطاء المعنى الكامل لتحرير القارة. من جهته، أشاد عميد السفراء بالجزائر وسفير دولة الكاميرون، كلود جوزيف مبافو، في كلمة له بالمناسبة باسم السلك الدبلوماسي، بجهود الجزائر في إحياء هذه الذكرى قائلا «أعبّر عن امتناني العميق للجزائر التي تمنح الأهمية لهذا اليوم وأشيد بجهودها في جعل هذا اليوم مميزا»، مشيدا في هذا السياق بجهود وزير الشؤون الخارجية، عبد القادر مساهل ومن سبقوه في دعم القارة الإفريقية. كما نوه في سياق متصل، بنجاح الجزائر في تحقيق المصالحة الوطنية منذ سنة 1999، مشيرا إلى أنها «أعادت روح ووجه الأمة»، في حين شدد في سياق آخر على ضرورة العمل على تحقيق الوحدة في إفريقيا من خلال الاتحاد الإفريقي، قائلا: «إن هذه المنظمة تستدعي موقفا موحدا لأن الوحدة هي أساس لأي سلام ولأي نجاح ولأي حرية». للإشارة، تمت مراسم الاحتفال بهذه الذكرى بالمركز الدولي للمؤتمرات بالجزائر العاصمة، بحضور عدد من الشخصيات السياسية والدبلوماسية على رأسها وزير الشؤون الخارجية عبد القادر مساهل وسفراء عدد من الدول بالجزائر. ويصادف إحياء يوم إفريقيا، تاريخ 25 ماي من كل سنة، وهو يوم تأسيس منظمة الوحدة الإفريقية يوم 25 ماي 1963، حيث وقع 30 من قادة الدول الإفريقية المستقلة الميثاق التأسيسي في أديس بابا عاصمة إثيوبيا، والذي أسس لما يعرف اليوم بالاتحاد الإفريقي. م.خ