سيشرع قريبا في أكبر عملية ترميم فسيفساء عبر عديد المواقع الأثرية بالوطن، وصفت بالأكبر في الوطني العربي حسبما أعلنه وزير الثقافة عز الدين ميهوبي أول أمس، بباتنة. وأوضح الوزير خلال زيارته التي دامت يومين، أنّ العملية تندرج في إطار حماية وصيانة المواقع الأثرية. العملية حسب ميهوبي تقتضي تكوين فريق مميز، مضيفا أنّ الراهن يقتضي إعداد دراسة آفاق استخدام تقنيات نظم المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بُعد في مجال المسح الجغرافي للمواقع الأثرية واعتماد مشروع الخارطة الرقمية للتراث. وتسمح هذه الدراسة، حسبما ذكره الوزير، بالاستشعار عن بعد لمسح كل المواقع الأثرية بالعرض عن طريق «الساتل» للكشف عن كل الآثار والفسيفساء، وربط اتصال مع المؤسسات التي تمتلك هذه التكنولوجيات لتسهيل معرفة المواقع الأثرية والتي ستختصر الجهد والوقت، تفاديا للعمل اليدوي التقليدي، مضيفا أنّ المجلس العلمي للمركز الوطني للأبحاث الأثرية تناول الأمر بجدية ويوليه الأهمية القصوى ليجنب عديد المواقع عبر الوطن البناء الفوضوي لحماية الآثار. ولدى معاينته متحف تيمقاد الذي عرف أشغال تهيئة، أكد ميهوبي ضرورة صيانة الموقع وتثمين مكتسباته، حيث يعرف بعض الاختلالات الفنية والمظالم في بعض أجزائه، منها المتحف الذي ظل مغلقا لسنين وأصبح اليوم يحظى بكل المعايير وشروط استقطاب السواح، كونه يضم أجمل الفسيفساء التي عرفت عبر التاريخ، مضيفا أن ما لا يقل عن 80 فسيفساء وآثار أخرى في حاجة إلى عملية الترويج والتعريف والتسويق. ونوه في السياق بالجهود المبذولة التي أعادت للمتحف هيبته التاريخية، التي لا تقدر بثمن، داعيا إلى بذل المزيد من الجهود كي لا يتوقف العمل عند فتح المتحف أمام الزوار واستغلال خصوصياته للترويج من خلال البحث عن المؤسسات التي تعمل في المجال وتروج له، ومن هذا المنطلق حرص الوزير أن يستغل المشروع بكل أبعاده ومكوناته التكنولوجية كاستخدام نظم المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بُعد والجيوفضائية، مؤكدا في السياق ضرورة متابعة العمل بهذه التجربة بما يسمح باستكمال الخارطة الرقمية للآثار في أقرب الآجال وذلك عن طريق إعادة توظيف قدر الإمكان الخبرات والكفاءات واستغلال المعدات التي تم توفيرها. كما قام الوزير فخلال هذه الزيارة بتدشين مكتبة للمطالعة العمومية ببلدية حيدوسة - دائرة مروانة - التي حملت اسم الأديب عبد الكريم عقون، وقدرت تكلفة إنجازها ب 3.8 مليار سنتيم. وحث على توفير أكبر عدد من فضاءات المطالعة، تضاف إلى المكتبات البلدية من أجل نشر ثقافة المطالعة ورفع نسبة المقروئية. إلى جانب ذلك، شمل نشاط الوزير تدشين المجمع الثقافي بفسديس (مكتبة ومركز ثقافي) الذي قدرت تكلفة إنجازه ب 16 مليار سنتيم، ومن شأنه أن يسهم في خلق فضاء متعدّد الاختصاصات يستجيب لحاجيات سكان فسديس والأحياء المجاورة، من خدمات ثقافية وفنية متنوعة لفائدة الصغار والكبار، وفضاء للإعلام الآلي والأنترنت وفضاء للتنشيط الثقافي وقاعة متعدّدة الاختصاصات وفضاءات للورشات التكوينية في المسرح والموسيقى والفنون التشكيلية ومجالات تعبيرية أخرى.. وقد حمل المجمع اسم «الدكتور صالح خرفي». ع. بزاعي