احتضنت ولاية الجزائر، أول أمس، الاحتفالات الرسمية الخاصة بالذكرى ال56 لعيدي الاستقلال والشباب، تحت شعار «العهد بالعزة والكرامة في جزائر البناء»، حيث تم تنظيم استعراض رسمي وشعبي متميّز بمشاركة عدة تشكيلات منها فرق الخيالة والفرق النحاسية الإيقاعية وفرقة «المزود» التابعة للحرس الجمهوري، إلى جانب حضور الأسرة الثورية والأمن الوطني والجمارك الجزائرية والحماية المدنية وغيرها، مع استقبال الوفود الرسمية وممثلي السلك الدبلوماسي المعتمد بالجزائر. انطلق الاستعراض من حديقة «صوفيا» نحو المنصة الشرفية التي نصبت قرب مقر ولاية الجزائر، حيث جلس جمع من الوزراء منهم وزراء الاتصال والمجاهدين والعلاقات مع البرلمان والبيئة وكذا بعض النواب بغرفتي البرلمان وجمع من السفراء والدبلوماسيين، إضافة إلى الأسرة الثورية، وفي كلمته الترحيبية أشاد والي العاصمة، عبد القادر زوخ، بهذا اليوم المشهود مذكرا بإنجازات الاستقلال ومتوقفا عند ما تحقق منذ سنة 1999 وإلى غاية اليوم. ومن الفرق التي عبرت هذا المسار ولاقت التصفيق والهتاف من الجماهير المصطفة على حواف الطريق، الفرقة النحاسية لأكاديمية «جسور» التي شاركت ب3 فرق ذات ال180 عضوا، وقد أشار قائد الجوق فيها وهو بن رضا عبد الرزاق خلال حديثه ل»المساء» إلى أنه تم تقديم معزوفات وأناشيد وطنية، إضافة إلى تقديم الطبوع الجزائرية الشعبية من بينها مثلا «الحمد لله مابقاش استعمار في بلادنا» و»من جبالنا» و»يا شهيد الوطن» و»قم ترى» و»يا أرض الجزائر». في نفس الفن أي العزف على الآلات النحاسية، حضرت فرقة الحماية المدنية التي رافقت الاستعراض الخاص بالعتاد المادي والحضور البشري المدرب لهذه المؤسسة العتيقة، كذلك الحال مع فرقة الحرس الجمهوري التي شاركت هذه السنة ولاقت استقبالا حافلا وهي التي طالما ارتبطت بأفراح الجزائر وانتصاراتهم (فرقة التشريفات) وكانت الأكثر استقطابا للجمهور خاصة بعزفها المتمكن وكذا استعراض الخيالة الممتع، علما أن العشرات منهم ملأوا الساحة وتم عزف الكثير من الأناشيد الوطنية والطبوع التي أثرت في الحضور خاصة من الأسرة الثورية. التقت «المساء» في زخم هذا الاحتفال بالسيد أحمد رمضاني، مسؤول المالية بمحافظة الكشافة الإسلامية لولاية الجزائر، الذي أبرز مساهمة الكشافة القوي في العرض مما يعكس حضور هذه الشريحة في تاريخ الحركة الوطنية وثورة التحرير ثم في مرحلة البناء الوطني، وهي، كما أشار المتحدث، معلم حي لتوريث الوطنية ومبادئ الثورة والسيادة الوطنية للأجيال، كما أن الاستعراض صورة للدول والشعوب كي تظل متشبثة بحريتها وكرامتها. أكد السيد رمضاني أن الاستعراض كان نتيجة تنسيق مع مختلف الشركاء من جمعيات وأسلاك أمن ومديريات الشباب والرياضة والولاية ليبقى الحضور المميز للكشافة الذي يحرص الوالي زوخ شخصيا على حضورها لما تحمله من رمزية، وهناك 4 مربعات شغلتهم الكشافة، والمربع الأول يخص حمل العلم الوطني، والمربع الثاني يحمل شعار الاحتفالية الخاص بالذكرى ال56 للاستقلال والمربع الثالث تحمل فيه صور الشهداء وصور أعضاء مجموعة الستة ومجموعة ال22، كما كان للكشافة شرف افتتاح الاستعراض وحمل أحد أفرادها علم رئيس الجمهورية. كما تضمنت مجموعات الكشافة مجموعة الأشبال ب56 فردا في المربع الأول وفي الثاني ضم «الكشاف» بنفس العدد الذي هو رمز الاحتفالية وفي المربع الثالث «الجوال» بالزي الأحمر وكلهم من العاصمة بحوالي 50 بلدية مشاركة. بالنسبة للفرق الفلكلورية، فقد مثلت الولايات التي فاق عددها ال40، كما كان للطفل حضوره المميز وهو يحمل الراية الوطنية وامتلأت الساحات بالبراعم بلباس وبالونات الألوان الوطنية، أغلبهم من تأطير مديرية الشباب والرياضة فيما امتطى بعضهم الدراجات الهوائية، كما مرت العربات بمجسمات تحمل رموز الحرية والاستقلال، ومر جمع من قدماء المجاهدين والمجاهدات بعضهم يحمل النياشين على صدره، إضافة إلى فرق الزرنة منها فرقة مزغنة وكلها باللباس التقليدي الذي رافقته بعض الفتيات باللباس الجزائري من العاصمة والقبائل وقسنطينة وتلمسان والأوراس والصحراء وغيرها. كما التقت «المساء» جمعا من السيدات بعضهن مجاهدات وأخريات بنات شهداء كن يحملن باقات الورد الأحمر بعد تكريمهن، كان منهن السيدتان سرحان فاطمة من تليملي وصابر فاطمة والعروسي هذه المجاهدة ابنة أسرة ثورية التي قالت إن الجزائريين كانوا يحلمون بهذا اليوم المشهود إبان الثورة وهم اليوم يتمتعون به لأنه عرس الجزائر، كما ألحت تلك السيدات على الرهان الذي هو في رقبة الشباب للمحافظة على إرث الأجداد وقلن «الرجال ما يخلاصوش من الجزائر». التقت «المساء» أيضا بالمشارك السيد ناجي عيسى من ولاية الأغواط ضمن فرقة الفرسان «بنو هلال لعين سيدي علي» ومعه ابنه علي ناجي وهو أصغر فارس على مستوى الوطن لا يتعدى السبع سنوات وتختص هذه الفرقة في استعراضات الفانتازيا بلباسها التقليدي، إضافة لعرض الجمال وقال علي إنه فرح بحضوره كفارس يمتطي جواده ويشاهد الاستعراضات بكل أنواعها خاصة الحرس الجمهوري. بالمناسبة، عبر بعض المواطنين الحاضرين لمتابعة الاستعراض عن بهجتهم، وأكد بعضهم أنه يخرج تلقائيا في هذا اليوم لمتابعة الاستعراض الذي يزيد العاصمة جمالا ويربطها بتاريخها الزاخر إبان الثورة، فيما رأى آخرون أنّ الاستعراض يعني أولا الجيل الشاب كي يرتبط بما كان.