تقوم كافة مساجد الجمهورية منذ أيام باستقبال زكاة الفطر التي يفضل العديد من المواطنين تسليمها للجان المسجد التي تتكفل بتوزيعها على المحتاجين، فيما يفضل البعض الآخر منحها للأهل والأقارب والجيران. وتدعو وزارة الشؤون الدينية المسؤولين على جمع وتوزيع الزكاة إشراك لجان الأحياء التي تقوم بتحديد وضعيات المحتاجين الحقيقيين وضرورة التصريح بقيمتها ونشر ذلك بالمساجد لإضفاء الشفافية على هذه العملية الخيرية والشعيرة الجليلة. بدأت منذ السابع والعشرين من رمضان العائلات الجزائرية في أداء زكاة الفطر المبارك، بمنحها الى من يرون أحقيته في ذلك، وقد أكد لنا العديد ممن استجوبناهم من مواطني العاصمة أنهم انتهوا من أداء هذه الشعيرة الخيرية، فيما أوضح آخرون أنهم سيقدمونها لمسجد الحي، كونهم احتاروا في تحديد من يستحقها. وتذكر الشهادات بأن زكاة الفطر المحددة هذه السنة ب80 دج عن كل فرد، تعد بسيطة، لكن بعض العائلات المعوزة تحتار في توفيرها، خاصة تلك التي تضم أفرادا كثيرين، وقال »نور الدين.م« ببرج الكيفان »سأعطيها الى جاري فهو أحق بها، وقد تعودت على منحه إيّاها منذ سنوات لأن وضعيته لم تتحسن بعد« فيما لم يخف آخر بأنه سيعطيها لأحد أقاربه تطبيقا للآية الكريمة »وأولي القربى أولى بالمعروف«. وحسب بعض المهتمين بهذه الشعيرة الدينية، فإن زكاة الفطر ورغم قلتها إلا أن بركتها عظيمة، مشيرا الى أن تسليم زكاة الفطر لإمام المسجد كمسؤول اللجنة توزيع الزكاة لا تزال لم تتأصل بعد، لأن العائلات الفقيرة والمتوسطة الحال لا تزال توزعها فيما بينها دون اللجوء الى المسجد، لكن محدثنا ذكر بأن بعض العائلات الميسورة لا تكلف نفسها عناء البحث عمّن يحتاجها فتقوم بتسليمها للجان المساجد. وأشار مصدر من وزارة الشؤون الدينية والأوقاف أن المنشور الوزاري المرسل الى المديريات الولائية في السابع من رمضان أوصى بإنجاح العملية وترغيب المزكين في التقرب من لجان المساجد والمشاركة في »جمع وتوزيع« الزكاة بطريقة شفافة وإسهام جمعيات الأحياء وأعيانها في تحديد قائمة المحتاجين، وكذا التصريح بقيمة الأموال المجموعة وتوزيعها بالعدل ونشر المعلومات لجموع رواد بيوت اللّه حتى يتسنى لهم معرفة مصير زكواتهم. أما عن حصيلة زكاة الفطر لهذا العام فيتوقع مصدرنا أن تكون مرتفعة كون المواطنين يثقون فيمن يعملون على جمعها وتوزيعها. وذكر المصدر أن الوصاية تحرص على إنجاح العملية وتشديد العقاب على كل من بخل بهذه الشعيرة الدينية.