هل يقوم المنتخبون المحليون بدورهم؟ هذا السؤال يعود ليطرح كلما وقعت احتجاجت واضطرابات في البلديات. فالواقع يؤكد أن ما يقع هو بسبب غياب الحوار لأن الكثير من المجالس المحلية المنتخبة بمجرد أن يتم تنصيبها تقطع الحبل الذي يربطها بالواقع المعيش وكأنها تعيش في بروج عاجية! إن المواطن إذا شعر باليأس فليس ذلك بسبب البطالة أو غياب ميزانية التنمية المحلية ولكن بسبب إهمال ولا مبالاة المنتخبين بما يجري في بلدياتهم وكأنهم " صم، بكم، عمي" لا يتحركون إلا عندما تكون هنا أو هناك احتجاجات على تسييرهم وفي كثير من الأحيان على عبثهم بالمال العام. إن الدولة تخصص ميزانيات ضخمة للتنمية المحلية من أجل توفير العيش الكريم للمواطنين، لكن التسيير الكارثي للكثير من المجالس المنتخبة يحرم المواطن من ثمار هذه الجهود والأكثر من ذلك فإن المنتخبين في واد والمواطنين في واد آخر يتساءلون ما الذي يمنع ويعيق هؤلاء المنتخبين من القيام بمهامهم على أحسن وجه وتجسيد جهود الدولة في الميدان من خلال تهيئة الأحياء وتخليص البلديات (خاصة بولاية الجزائر) من ظاهرة الترييف؟. إن على المنتخبين ترك كراسيهم والنزول إلى الشارع إن كانوا يريدون أن يروا الواقع بالعين المجردة، فالمدينة تحولت إلى دشرة وطرقها تحولت إلى بحيرات تشبه المحميات الطبيعية، وهلم جرا... فالمسؤولية تكليف وأمانة وليس "استكراس".