يشكل نقص الإنارة العمومية وعدم التهيئة على مستوى الأحياء الشعبية ببلديات المقاطعة الإدارية للحراش، أكبر الانشغالات والتحديات التي تواجه المسؤولين الجدد في المجالس المنتخبة للعهدة الجديدة·ويؤكد بعض المقيمين في الأحياء الشعبية بهذه البلديات، أن أحياءهم لا تزال مهمشة·· مستندين في طرحهم الى غياب التهيئة التي تمت بطرق فوضوية عبر فترات متفاوتة، وكانت أشبه بتجميل مناسباتي أملته الزيارات الميدانية لبعض المسؤولين· ويذهب هؤلاء الى حد القول أن هذا الواقع بما يشكله من تحديات للمجالس الجديدة، ومن خلال تأثيره على حياة المواطنين، قد ساهم في تفشي ظواهر خطيرة، كاستفحال السرقة التي تمارس ليلا ونهارا، فضلا عن تفشي ظاهرة الحبوب المهلوسة والاعتداءات وغيرها من الممارسات التي كرسها التهميش والتسرب المدرسي وعدم التكفل الجاد بمتطلبات فئة الشباب· ففي الحراش وعلى مستوى زنقة الدهاليز الثلاثة، يبدو أن واقع هذه الحارة لا يشجع على التطلع لما هو أفضل، فالدهاليز غارقة في مشاكلها اليومية، طرق هشة، أوحال، غبار، إنارة عمومية غائبة أو معطلة ومياه قذرة متسربة وأخرى صالحة للشرب لم تجد من يوقف تسربها· ويقول سكان الدهاليز لقد تحول حينا الى بؤرة سوداء ليله لا يشبه محيط مدينته الكبيرة، التي تنعم بالأنوار والأضواء في غياب الإنارة العمومية، التي إن أضاءت يوما فإن دوامها من المحال، وهم من خلال هذه الوقفة يمنون أنفسهم في أن تكون رسالتهم وصلت الى مكتب الحاج عبزار رئيس المجلس الشعبي البلدي· الانشغالات ذاتها نجدها لدى سكان بلدية بوروبة الجارة المنكوبة، التي غرقت على امتداد سنوات عديدة في ديونها وضعف ميزانيتها ومواردها، والتي تستحق التفاتة خاصة من سلطات ولاية العاصمة والمجلس الشعبي الولائي والمقاطعة الإدارية للحراش، باعتبار أن بلدية في وضع كهذا لابد من تصنيفها في خانة خاصة·والملاحظ أنه من خلال البرنامج الذي سطره المجلس الشعبي البلدي الجديد، أن بلدية بوروبة تحتاج إلى كل ما هو مفقود فيها، فهي بحاجة الى سكن لائق للقضاء على الصفيح، وفي حاجة الى تهيئة شاملة للقضاء على كل البؤر السوداء، كما أنها في حاجة الى مرافق عمومية كمركز للبريد وقاعات للرياضة· وانطلاقا من هذا الواقع الذي يجعل بلدية بوروبة لا تقارن بغيرها من البلديات، بما في ذلك جاراتها، لا بد من الإشارة الى مشكل الإنارة العمومية بالدرجة الأولى، لأن بعض الأحياء بها تحجب الرؤية بها بمجرد أن يرخي الليل سدوله، حيث يعم الظلام وتصبح كل الممارسات السلبية مباحة· ومن هنا يناشد السكان، المسؤولين الجدد، ضرورة معالجة هذا النقص ويقترحون في هذا الصدد تشجيع المبادرات المحلية، لأن الكثير من الأحياء تعاني من اضطراب في شبكة الإنارة العمومية وإصلاح العطب· أي عطب، خاصة داخل البؤر العشوائية، حيث يتطلب ذلك وجود فرق دائمة، وهم يرون الحل في تدعيم الجهد الذي تبذله مؤسسة الإنارة العمومية لولاية الجزائر (إرما)، باعتماد المؤسسات المحلية المختصة للعب دور مكمل، على غرار ما هو معمول به في بلديات أخرى بولاية العاصمة· أما ببلدية باش جراح وبالرغم من بعض المحاولات الرامية إلى تحسين شبكة الإنارة العمومية وتهيئة الطرقات واستبدال قنوات الصرف القديمة بأخرى جديدة، فإن واقع الحال كذلك، يؤكد بأن هذه البلدية تبقى في حاجة الى التفاتة ملموسة لمكافحة الظواهر السلبية، وهي لا تزال في حاجة الى مرافق ومؤسسات تربوية وتثقيفية ورياضية وإلى تحرير المبادرات المحلية·