أكد مصدر ل"المساء"، بأن وزارة البيئة والطاقات المتجددة، منشغلة بالوضع المزري الذي آلت إليه المنطقة الرطبة قرباز- صنهاجة، المصنفة ضمن المناطق العالمية المحمية، طبقا لاتفاقية ‘'رمسار'' المؤرخة في فيفري 2001، بعد أن عرفت مسطحاتها المائية مؤخرا، نفوق كميات كبيرة من الأسماك، مشيرا إلى أن لجنة تحقيق ستحل بالمنطقة، للوقوف على الوضع واتخاذ الإجراءات الضرورية لحماية هذه المنطقة. أرجع التقرير الأخير، الصادر عن الجمعية الوطنية لحماية البيئة ومكافحة التلوث، أسباب نفوق تلك الأسماك، إلى تفاقم السقي العشوائي الذي يقوم به فلاحو المنطقة، مما أثر سلبا على المسطحات المائية للمنطقة التي بدأت تعرف تقلصا ونقصا في هذه المادة الحيوية. كانت هذه المنطقة قد استفادت سنة 2011، من برنامج التسيير المدمج للمنطقة الرطبة قرباز- صنهاجة، بالتنسيق بين الحكومة الجزائرية وبرنامج الأممالمتحدة للتنمية، والصندوق العالمي من أجل الطبيعة، وحسب نص المشروع، فإن الغرض من إنجاز تلك الدراسة، هو الحفاظ على هذه الأخيرة، ووضع مخطط للتسيير، يسمح بإنشاء منطقة محمية تمكن من التحكم الجيد في كل ما يتعلق بهذا المحيط، على أن تكون سنة 2013 الانطلاقة الرسمية لضبط تسيير الحظيرة الطبيعية المحمية، بعد إتمام عملية إعداد الخرائط الخاصة بتهيئة الموقع، وتوفير الوسائل المادية والبشرية التي ستمكن من تحقيق الهدف المنشود من الدراسة. منذ ذلك الوقت، لا شيء تجسّد على أرض الواقع، والدليل الانتهاكات الخطيرة التي تتعرّض لها من سنة لأخرى، مما دفع بعدة جمعيات مختصة في مجال البيئة والطاقات المتجددة ومنذ سنوات، إلى دقّ ناقوس الخطر، قصد حماية المنطقة من الاعتداءات التي تتعرض لها، خاصة من قبل الفلاحين الذين يقومون باستغلال الأراضي، عن طريق قطع الأشجار بطرق عشوائية، والرعي المفرط وغير المراقَب، وهو ما أدى إلى النقص الفادح في الغطاء النباتي، ناهيك عن السّقي العشوائي الذي تسبب في هجرة عدد كبير من الطيور جراء نفاذ المخزون المائي السطحي والجوفي. تتربع المنطقة الرطبة قرباز- صنهاجة على مساحة إجمالية تقدر ب100,42 هكتار، وهي ممتدة عبر بلديات ابن عزوز، المرسى وجندل إلى غاية بلدية برحال التابعة لولاية عنابة، بتعداد سكاني يقدر بحوالي 45.000 ساكن، يقطن أغلبهم ببلدية ابن عزوز، وأهم ما تتميز به هذه الأخيرة، أنها تحتوي على 09 بحيرات في غاية الروعة، تتوزّع على مساحة تقدر بحوالي 2300 هكتار، تمتاز بطابعها البيئي الخاص، سواء تعلق الأمر بطبيعة غاباتها المحيطة بها، أو بنوعية النباتات الممتدة على طول هذه البحيرات من الجانبين، وهو ما أكسبها جمالا، خاصة تلك المستنقعات المائية الطبيعية الممتدة على طول هذه المحمية والمتناثرة هنا وهناك. تشهد هذه الأخيرة على مدار الفصول الأربعة، توافد مختلف أصناف الطيور المهاجرة والنادرة في العالم، بما فيها الطيور المائية، حيث يعيش بها ما يقارب أكثر من 230 صنفا من الطيور، منها أكثر من 140 صنفا في المناطق الرطبة فقط، 42 صنفا منها في الأصل طيور جد نادرة للغاية؛ كالنعام الوردي والكركي وأبو الساق الأبيض والبلشون الأرجواني والهدهد وشهرمان والنورس. إلى جانب ذلك، تزخر المحمية بأصناف نباتية أخرى متنوعة وبمخزون هائل من المياه النقية التي تعيش ثروة سمكية معتبرة، والرمال الناعمة الممتدة إلى غاية الشاطئ البحري والأشجار الكثيفة، كأشجار البلوط الفليني التي زادتها بهاء. ❊بوجمعة ذيب