تزامنا مع خسوف القمر الكلي الأطول من نوعه في القرن الواحد والعشرين، الذي يمكن متابعة مراحله في سماء بلادنا سهرة غد الجمعة (27 جويلية الجاري)، حسبما أوضحته الجمعية العلمية الفلكية البوزجاني بالمدية في بيان علمي لها تلقت المساء نسخة منه أمس. وأشار البيان إلى أن الجزائريين سيكونون طوال الليل، على موعد مع ظاهرة ثانية هي دنو كوكب المريخ لمسافة 57.6 مليون كم، وهي أقرب نقطة له من الأرض منذ شهر أوت 2003، مما سيتيح الفرصة للفلكيين والهواة رؤية بعض تفاصيل سطحه باستعمال منظار أو تلسكوب صغير. عرف القدماء كوكب المريخ بلونه الأحمر وسموه (Mars) نسبة لإله الحرب حسب الميثولوجيا الرومانية. والمريخ هو رابع كواكب المجموعة الشمسية بُعدا عن الشمس، بمتوسط مسافة تقدر ب 228 مليون كم، ويتراوح بعده عن الأرض التي يصغر عن قطرها بمرتين تقريبا بين 400 مليون و55.7 مليون كم. يفسر الفلكيون هذا التقارب بين الكوكبين بخواص مداريهما، ففي الوقت الذي تقضي الأرض سنة (365.25 يوما) لإتمام دورتها حول الشمس، فإن كوكب المريخ يتم دورته حول الشمس خلال 687 يوما، أي حوالي ضعف السنة الأرضية، وبالتالي فبعملية حسابية يلتقي الكوكبان من نفس الجانب بالنسبة للشمس حوالي مرة كل 780 يوما. وعليه، فإن المريخ سيبدو أكبر 3 مرات عن حجمه العادي بسبب عبوره بأدنى نقطة له من الشمس مع تزامن اقترابه من الأرض في نفس الليلة حتى نهاية جويلية، كما ينتج عن هذا الاقتراب "الإستثنائي" زيادة لمعان الكوكب 3 مرات مما يجعله رابع ألمع جرم في السماء بعد الشمس والقمر والزهرة.