توقعت روسيا أمس أن يؤدي قرار إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجميد التعاون معها في مجال ما يُعرف بمعاهدة "السماء المفتوحة"، إلى تسميم "العلاقات الدولية" بسبب ما أسمته بالقرارات أحادية الجانب، التي ما انفكت الولاياتالمتحدة تتخذها بدون اكتراث بنتائجها العكسية على الراهن الدولي. وتأسف سيرغي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي لمثل هذا القرار، وقال إن هذه الخطوات أحادية الجانب، ليست مقبولة في علاقات بلاده والولاياتالمتحدةالأمريكية. وأضاف: "بدلا من مناقشة هذا الموضوع في إطار اللجنة التشاورية حول تنفيذ بنود معاهدة "السماء المفتوحة"، فاجأتنا الإدارة الأمريكية بإصدار قانون جديد، أوقفت من خلاله تمويل كل العمليات الكفيلة بتجسيدها على أرض الواقع". وأضاف المسؤول الروسي أن واشنطن عملت لفترة طويلة، على تعقيد الوضع حول معاهدة "السماء المفتوحة" بدون الأخذ بكل المقترحات التي عرضتها موسكو لحل القضايا العالقة. وتضمّن قانون ميزانية الدفاع الذي وقعه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس، تجميد كل تعاون مع روسيا في إطار هذه المعاهدة بعد أن اتهمها بخرق بنودها وعدم الالتزام بما جاء فيها، وأكد أن موقفه لن يتغير ما لم تمتثل موسكو لبنودها. يُذكر أن معاهدة "السماء المفتوحة" التي وقعتها 23 دولة عضوا في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا عام 1992 قبل أن يصادق عليها البرلمان الروسي 2001، تضمنت مواد قانونية، يُسمح بمقتضاها لطائرات الدول الأعضاء بالتحليق فوق أراضي بعضها البعض، لمراقبة النشاطات العسكرية فيها. وجاء القرار الأمريكي في نفس الوقت الذي وجّه فيه الرئيس دونالد ترامب، انتقادات لاذعة ومعارضة صريحة للمعاهدة التي اقترحتها روسيا والصين، لمنع سباق التسلح في الفضاء، ووصفها ب "الجوفاء والمنافقة". وقالت إيلام بوبليت، مساعدة كاتب الدولة لمراقبة الأسلحة أمام الندوة الأممية حول نزع السلاح المنعقدة بمدينة جنيف السويسرية، إن بلادها لا تثق في مشروع روسي صيني لإبرام اتفاق حول الوقاية من عسكرة الفضاء أو التهديد أو استعمال القوة ضد أجهزة في الفضاء. وأضافت أن بلادها مصرة على تدعيم أمن واستقرار وديمومة ؛ بقناعة أن المقترح الروسي الصيني المشترك غير مؤهل لأن يضمن مثل هذه المهام لحماية المجال الجوي من عسكرة فوضوية. وجاء الاتهام الأمريكي في وقت عبّر الرئيس دونالد ترامب عن رغبة ملحّة لأن تبقى الولاياتالمتحدة الدولة المهيمنة في الفضاء.