أكد الوزير الإسباني للشؤون الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون جوزيب بوريلي فونتيليس أول أمس، أن الجزائر تُعد «قطبا للاستقرار» في المنطقة، فيما أبرز وزير الشؤون الخارجية السيد عبد القادر مساهل، أن نوعية العلاقات الثنائية «ممتازة»، مضيفا أن البلدين يعرفان حركة ناجمة عن الدورة السابعة للجنة رفيعة المستوى، التي تم خلالها اتخاذ «قرارات كبرى»، هي في مرحلة التنفيذ؛ من أجل «تعزيز الشراكة التي تعود بالفائدة المشتركة للبلدين». وقد استُقبل الدبلوماسي الإسباني الذي قام أول أمس بزيارة إلى الجزائر، من قبل الوزير الأول السيد أحمد أويحيي، كما أجرى محادثات مع السيد مساهل، حيث صرح السيد فونتيليس قائلا: «نحن بلدان صديقان، ونتقاسم استراتيجية مشتركة إزاء المشاكل المشتركة، والدور المسؤول الذي تلعبونه على المستوى الإقليمي يبعث على الارتياح». وأشار إلى أن البلدين يربطهما تعاون فعال جدا، يشمل كافة النقاط «الحساسة»، مؤكدا على «حيوية وعمق المحادثات «حول كافة القضايا» التي تربط البلدين. وتمحورت المحادثات كذلك حول «العلاقات الأوروبية المتوسطية والاجتماع الذي سينعقد قريبا في برشلونة، وكذا الوضع في ليبيا»، حيث لقيت العديد من «المواضيع الحيوية موقفا مشتركا وإيجابيا ووديا» . من جهته، أوضح السيد مساهل أن الشراكة الثنائية تتركز بالخصوص على الطاقات المتجددة والصناعة والزراعة والطاقة، مذكرا في هذا السياق، بتجديد عقود التموين بالغاز إلى غاية 2030 لصالح إسبانيا. وأشار رئيس الدبلوماسية الجزائرية إلى أنه على الصعيد الإقليمي، واجه البلدان نفس المشاكل المتعلقة بالهجرة، وبخصوصها «تبادلنا مقارباتنا، ويجب أن نتحاور ونطرح الأسئلة الصحيحة للحصول على الأجوبة الصحيحة». وتطرق الطرفان للتنسيق في مجال مكافحة الإرهاب على ضوء الآليات الموجودة بين البلدين، لتعزيزها أكثر وتحلي البلدين «باليقظة في منطقة مضطربة جدا». كما تطرقا لقضية الصحراء الغربية المدرجة في جدول أعمال الأممالمتحدة، حيث أكد السيد مساهل على موقف الجزائر، الرامي إلى تسوية هذا النزاع من خلال تنفيذ لوائح مجلس الأمن الأممي. وكان وزير الشؤون الخارجية الإسباني أكد في تصريح له خلال وصوله إلى الجزائر، أن الجزائر و بلاده «يتقاسمان نفس المصالح الجيواستراتيجية والاقتصادية»، موضحا أن «الجزائر وإسبانيا بلدان جاران وصديقان، تجمعهما نفس المصالح الجيواستراتيجية والاقتصادية» . في هذا السياق، أكد رئيس الدبلوماسية الإسبانية استعداد بلاده «لتوسيع وتنويع وتعميق علاقاته مع الجزائر»، مذكرا بأن الجزائر تحتل المرتبة الأولى في تزويد إسبانيا بالغاز الطبيعي. كما حيّا وزير الخارجية الإسباني بهذه المناسبة، رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، الذي «حظيتُ بشرف لقائه عندما كنت رئيسا للبرلمان الأوروبي»، كما قال، داعيا نظيره السيد عبد القادر مساهل، لزيارة إسبانيا قصد «مواصلة العمل، والمضيّ قدما في إطار علاقات الجوار والتطرق لبعض المشاكل التي تشهدها المنطقة». يُذكر أن الوزير الإسباني للشؤون الخارجية زار الجزائر بدعوة من رئيس الدبلوماسية الجزائرية السيد عبد القادر مساهل. وتندرج هذه الزيارة وفق بيان وزارة الخارجية في إطار «مواصلة وتعميق الحوار السياسي والتشاور بين البلدين، كما تأتي امتدادا للاجتماع السابع (7) رفيع المستوى، الذي جرى بالجزائر العاصمة في 3 أفريل الفارط».